مــــــنتديات الخضري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــنتديات الخضري


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:25 am

وقد وجه الشيخ جابر الاحمد بيانا الى القمة اشار فيه الى مجمل القضايا
الساخنة في العالم الاسلامي شاكرا للملك الحسن الثاني ولشعبه وحكومته
جهودهم المخلصة في توفير اسباب النجاح للمؤتمر، مؤكدا على ضرورة احياء ما
نص عليه اعلان الدار البيضاء من وجوب ان يقوم التعامل بين الدول الاسلامية
على روح الاخاء الاسلامي المبني على التفاهم والحوار دون اللجوء الى القوة
والقتال.
منوها بالقمة الخليجية الخامسة عشرة التي عقدت في دولة البحرين، وبالموقف
التضامني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتلاحم دولها في مواجهة
احداث الحاضر وتوقعات المستقبل.. هذه الوقفة الخليجية التضامنية التي عبر
عنها قائلا «ولقد تعرضت منطقتنا لاخطار جسيمة تسببت في زعزعة ثوابتها
وتدمير الكثير من انجازاتها وتبديد معظم طاقاتها في غير صالح ابنائها.
ومن ثم كان علينا - جميعا - ان نواجه احداث الحاضر وتوقعات المستقبل
مواجهة جماعية تتلاحم فيها قوى مجلس التعاون الخليجي مؤمنين بان ايا منا
مهما بلغت قوته لا يستطيع مواجهتها منفردا، وبحمد الله تعالى وتوفيقه كانت
هذه الرؤية محل اتفاق بين جميع الاخوة قادة دول مجلس التعاون الخليجية وقد
كان مما تحققه لنا هذه الرؤية التركيز على جانبي الامن والاقتصاد، اذ هما
عصب قوتنا وهما في الوقت نفسه صنوان متلازمان.
وفي القمة الثامنة التي عقدت في طهران خلال الفترة من 9 - 11 ديسمبر عام
1997م كان للشيخ جابر الاحمد كلمة اشار فيها بمرارة الى واقع العالم
الاسلامي فقال: «في تقديري ان علاقات العالم المعاصر بالامة الاسلامية
تتأثر بأمرين اساسيين اولهما: وجودنا التاريخي بعلاقاته مع العالم القديم
التي اعادت صياغته لقرون متتابعة وثانيهما: واقعنا الحالي بامتداده
الجغرافي الذي يشغل اهم المناطق وسطية، واهم الامكانات، ولا ينفصل عن هذين
بحال سواء علمنا ام جهلنا - اننا امة ذات رسالة والامة ذات الرسالة عليها
واجب اساسي وهو ان تصون رسالتها من كل تشويه ينأى بها عن كل ما يشين
صورتها وبخاصة اذا كان ذلك على ايدي اتباعها..».
ويمضي في هذا السياق مؤكدا: «.. فأي خسارة افدح من ان تدور بين الاخوة في
البلد الواحد رحى القتال ضارية في اكثر من ارض اسلامية والافدح ان يكون
ذلك باسم الاسلام الذي ينطق كتابه الكريم (انه من قتل نفسا بغير نفس او
فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) واي خسارة افدح من كون العالم ينظر
الينا، فاذا بلد مسلم يشن حربا على جار مسلم تحصد النفوس والطاقات
والعمران ثماني سنين وبعدها يغدر بجار مسلم اخر يريد ان يمحو وجوده! فلما
لم يتم له ذلك راح يحتجز من المسلمين الابرياء المغلوبين على امرهم عددا
كبيرا على انهم اسرى ليتخذهم رهائن لديه، مناقضا لقيم الاسلام ومبادىء
الانسانية».
ويحاول الشيخ جابر الاحمد في اتون هذه المتناقضات والممارسات المرفوضة ان
يتلمس نقطة التقاء تجمع مصالح المسلمين كافة فيقول «ان عالم اليوم هو عالم
المصالح التي جعلت كثيرا من الدول تتجمع في تكتلات ووحدات بغية تحقيق اكبر
قدر ممكن من المصالح لشعوبها فهل نعجز بصفتنا منظمة عن البحث الجدي من
خلال وجود اخوي متعاون بعيد عن الانانية والاطماع وحب السيطرة ليكون لنا
مكان او اكثر بين هذه الدوائر من الكتل والمجموعات؟».
ولتحقيق شيء من هذا يقترح اول خطوة على طريق التضامن والعمل المشترك فيقول
«.. وفي سبيل تحقيق صورة ناصعة لامتنا، ودخول حلبة المنافسة التي تفرضها
المرحلة الحالية، ارى ان يكون طريقنا الى ذلك ان نحدد، دون مزايدات ودون
المساس بخصوصيات دولنا ضوابط الالتزام من كل الاطراف، واحترام المواثيق
ونبذ العدوان..».
وفي هذا الاطار يمضي قائلا «.. وتتجه جهودها - في الوقت نفسه - نحو البحث
عن الوسائل الممكنة البالغة الوضوح والتحديد والخطوات والمراحل لتحقيق
اهدافنا الى البحث عن صيغة عملية نضمن من خلالها قدرا متفقا عليه من
التنسيق بين مواقف الدول الاسلامية، فان لم يصل الى التطابق فلا يصل الى
التضارب والتناقض..».
وفي ختام المؤتمر صدر اعلان عرف باسم «اعلان طهران» استنكر المؤتمرون من
خلاله ما تقوم به اسرائيل من اعمال هادفة الى تغيير الوضع الديموغرافي في
القدس، مشددين على ضرورة تخلي اسرائيل عن ارهاب الدولة وداعين الى جعل
الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل والطلب
من اسرائيل الانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ووضع كل
منشآتها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذا دعوة العراق الى
استكمال تنفيذ التزاماته بموجب قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بعدوانه
على دولة الكويت.
وكان الشيخ جابر الاحمد قد صرح لوكالة الانباء الايرانية لدى وصوله الى
مطار «مهرباد الدولي» ان ما بين دولة الكويت والجمهورية الاسلامية
الايرانية من لحمة الجوار، وما يضمنها من تاريخ قديم زادها الاسلام عقدا
ومتانة، وما يجمعنا من حاضر يفرض نفسه بكل ما يحويه من متطلبات لمواجهة
تغييراته المتلاحقة، هذه العلاقة الثنائية تضعنا امام مسؤوليات جمة لا
يتوقف اثرها على بلدين جارين وشعبين مسلمين بل يتعداها الى الصالح
الاسلامي العام.
معلنا عن سعادته وتفاؤله بهذا اللقاء حين يشير «انني لسعيد ان اصل الى
طهران لاشارك في القمة الاسلامية الثامنة التي تحتضنها وترعاه الجمهورية
الاسلامية الايرانية، والتي لها اكثر من جانب مميز، وخصوصا، من زاوية
الرؤية الكويتية ومن ثم فانني واثق بان هذه القمة الاسلامية ستتصدى بايمان
وموضوعية لكل ما يهم عالم الاسلام من قضايا النهضة والتنمية ومواجهة
التحديات الذاتية والعالمية من خلال الادارة الحكيمة للرئاسة الايرانية
التي تحيط بكل ما يهم الامة العربية ويعلي شأنها».
لم تتوقف جهود الشيخ جابر الاحمد عند حدود ما سلف ذكره من مساع واجتهادات
لتأكيد هوية منظمة المؤتمر الاسلامي في كل مناسبة دولية او اقليمية بوصفها
تكتلا دوليا، لابد من ان يؤخذ في الاعتبار ضمن معطيات المنظومة الدولية بل
تجاوز ذلك الى مآثر وانجازات عديدة لو سطرت بتفاصيلها لاصبحت اصدارا قائما
بذاته.
فعلى المستوى المحلي قرن القول بالعمل حين اصدر في 2 ديسمبر عام 1991 م
المرسوم رقم 139/91 بانشاء اللجنة الاستشارية للعمل على استكمال تطبيق
احكام الشريعة الاسلامية في دولة الكويت هذه اللجنة التي لا تزال الى
اليوم تواصل اعمالها في تنقية القوانين الوضعية الكويتية بما يتواءم
واحكام الشريعة الاسلامية السمحاء.
وفي ميدان المعرفة والثقافة كانت للشيخ جابر الاحمد جهود بارزة في تأكيد
دور الاسلام والمسلمين في اثراء المعرفة والثقافة والحضارة العالمية وهذا
ما حدا بمدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيكو» في
12 نوفمبر عام 1996 م الى اهدائه درع المنظمة تقديرا لمواقفه الداعمة
للارتقاء بانشطة المنظمة، واهتماماته في مجال المعرفة العلمية والتربوية
والثقافية.

وفي مجال الاعمال ا لخيرية، وبخاصة النشاطات المساندة لجهود المنظمات
والتنظيمات الاهلية والاسلامية، كانت له دوما يد بيضاء ومبادرات كريمة
نابعة من ايمانه باهمية العمل الشعبي المرادف والمؤازرة للانشطة
وللفعاليات الرسمية وكان النشاط الخيري واحدا من ابرز تلك الاهتمامات التي
اولاها عناية كبيرة، وبخاصة في الدول الاسلامية المتضررة نتيجة للحروب او
الكوارث الطبيعية تجلى في دعمه للهيئات الاهلية الساعية لاعمال الخير
واسعاد البشرية في القارة الافريقية وغيرها من المناطق المحتاجة لمثل هذه
الخدمات في العالم.

الأسرة الدولية

اولى الشيخ جابر الاحمد اهتماماً بالغاً للقضايا الدولية في مجملها،
وبخاصة تلك القضايا المتصلة بالوطن العربي والامة الاسلامية..هذا الاهتمام
الذي لم يقل حماساً عن اهتمامه بقضايا الكويت، او تلك القضايا الساخنة
المتصلة بالشأن العربي والاسلامي.
فقد كان ينظر الى القضايا العالمية كوحدة واحدة وفي حلقات متصلة، وان كانت
لكل منها خصوصيتها، الا ان تأثيراتها وتداعيات احداها على الاخرى جعلت
قضايا هذا الكون قضية واحدة، ومنبعها الاقتصادي او السياسي هو امتداد
لبعضها. وكان فكر الشيخ جابر الاحمد في معالجة القضايا الدولية ومصادرها
الاساسية يتضح بشكل جلي في المقترحات والمبادرات التي كان يتقدم بها الى
المحافل الدولية سعياً وراء حلول مناسبة، لعلها تمكن المجتمع الدولي من
الوصول الى حال من الانفراج تزيل عنه مخاطر الانزلاق في حرب كونية، لا
يعرف الانسان مداها وتأثيراتها المدمرة للبشرية، بعد ان اصبح العالم يمتلك
اليوم من سلاح الدمار الشامل ما يمكنه من ان يفني الكرة الارضية برمتها.
لقد عانت البشرية الكثير من الحروب السابقة، سواء أكانت الحرب العالمية
الاولى ام الثانية، ام الحروب الاقليمية المحدودة، ورغم امكاناتها
وادواتها التقليدية في عملية المواجهة، ما زالت هناك مجتمعات تعاني الى
اليوم من آثارها المدمرة. فاذا كانت القدرات المحدودة بالامس قد تركت مثل
تلك الاثار المفزعة، فماذا سيكون عليه الامر في الغد حين تتبارى دول
عددية، سواء اكان ذلك في العالم المتقدم ام في دول العالم الثالث، في
التصدي لبعضها بأدوات وآليات ووسائل يمكن ان تفني الجميع؟
هنا، كان الشيخ جابر الاحمد يرى دوماً ان الفكر الانساني اذا ما استخدم
استخداماً سليماً ومنتجاً وموجهاً نحو خدمة البشرية والانسانية والسلام،
فإنه سيكون اقوى واكثر فاعلية من ادوات وآليات الدمار الشامل. لذا فإن
جميع المبادرات التي تقدم بها للمحافل الدولية في هذا الصدد كانت نابعة من
ذلك الفكر وفي نفس الاتجاه، وهذا ما نلمسه في الحوارات الدولية اليوم بعد
ان وضعت الحرب الباردة بين المعسكرين اوزارها، واصبحت لغة الكلام والحوار
البناء هي المنهج الذي يسير في فلكه عالم اليوم في حل المعضلات السياسية
وقضاياها الساخنة بعيداً عن التهديد والوعيد باشعال حرب عالمية ثالثة. كما
كانت الحال في الفترات العصيبة التي واجهها العالم ابان الحرب الباردة.
نحن لا ننكر انه في اطار هذا التوجه الحضاري الداعي لعالم نظيف من
الصراعات والحروب، برزت تيارات سياسية اعتمدت لغة العنف والارهاب طريقاً
للمواجهة في حسم صراع الحضارات، ونسي اصحاب هذه المدارس ان العالم قد دخل
الالفية الثالثة بعقلية جديدة تحاول من خلاله اعادة صياغة تاريخ
الانسانية، لتكون اكثر اشراقاً وتفاؤلاً لمستقبل آمن كان يوماً حلم
البشرية.
نقول ذلك، لان سياسة الكويت التي اتخذت الوسطية منهجاً لها، والتي اكدها
الشيخ جابر الاحمد على مسامع العالم في اكثر من مناسبة،هي سياسة تقوم على
مبادىء الوفاق والسلام العالمي، وتنبذ العنف والارهاب على مختلف اشكاله..
سياسة تنبع من روح القانون الدولي والنظام العالمي الجديد القائم على قوة
القانون والشرعية الدولية، واستخدام الادوات والصلاحيات التي يوفرها ميثاق
الامم المتحدة، مع التمسك والحفاظ على الهوية العربية والتراث الاسلامي
السمح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:26 am

السلام والتعاون الدولي

ان السلام العالمي والتعاون الدولي من القضايا الدولية ذات البعد
الانساني، وهما المدخل الاساسي لارساء قواعد السلام والعدالة الاجتماعية،
ومحاربة الفقر والعوز اينما كانا، وكسب صداقات دولية مبينة على ممارسات
واقعية ومصالح مشتركة.
وليس ما سيأتي ذكره في الصفحات القادمة الا بعضاً من تلك الممارسات
والجهود التي سعى الشيخ جابر الاحمد لتأكيدها على ارض الواقع من منظور
علمي وعملي، يحفظ كرامة الدول وسيادتها، ويعمد الى سعادة البشرية
وحمايتها، ونشر العدل والسلام في ربوع المعمورة.
في يوليو عام 1979م بعث الشيخ جابر الاحمد رسالة الى الرئيس الفرنسي
فاليري جيسكار ديستان حول تنظيم العلاقات العربية ـ الاوروبية، بعد ان
شهدت هذه العلاقة الكثير من التقلب نتيجة سياسات فرنسا واوروبا عموماً
تجاه شعوب دول العالم الثالث، من بينها الدول العربية.
لقد جاءت رسالته الى الرئيس الفرنسي لتحدد معالم الطريق الجديد للتعاون
العربي ـ الاوروبي، حيث تميزت الرسالة بالتوازن العاقل، اذ انها لم تكتف
بمطالبة اوروبا بدعم القضايا العربية العادلة، بل تجاوزت ذلك بلغة العصر،
وهي لغة المصالح المتبادلة التي من خلالها يصبح الحديث مقبولاً.
وعليه، فإنه في هذه الرسالة ربط بين قضية العدل، وبين المصلحة العامة.
فالدعم السياسي المطلوب هنا للعالم العربي، يقابله تأمين مصلحة اوروبا في
ضمان استمرارية تدفق النفط.
من هنا، جاءت الرسالة لتكون بمثابة نقطة تحول في بناء العلاقات العربية ـ
الاوروبية. وسوف يسجل له التاريخ بأن خطوته هذه كانت بمثابة حجر الاساس في
مسيرة العرب الجديدة نحو بناء الذات والتحرر من عوامل الضغط والاحتكار.
في الفترة من 7 ـ 21 سبتمبر عام 1980م قام الشيخ جابر الاحمد بزيارة عدد
من الدول الاسيوية في اول جولة عمل له منذ توليه مقاليد الحكم، شملت:
«باكستان ـ بنغلاديش ـ اندونيسيا ـ ماليزيا ـ سنغافورة»، تركزت مباحثاته
مع قادة ورؤساء هذه الدول حول علاقات الكويت معها في المجالات الاقتصادية
والسياسية، ومجالات المال والاستثمار بما يحقق توسيع هذا التعاون وتنسيقه
وتنميته كما تناولت المباحثات ايضاً تعاون الكويت، وهذه الدول في سبيل
ابعاد منطقة المحيط الهندي، التي تشمل الكويت وهذه الدول عن الحروب، وعن
تدخل الدول الكبيرة بكل اشكاله وصوره.
وفي مجال المال والاستثمار استهدفت مباحثاته مع قادة هذه الدول من اجل
اقامة مشروعات في صناعة البتروكيماويات، ومختلف الصناعات التي تعتمد على
النفط ومشتقاته كمادة اساسية فيها. وكانت جهات الاختصاص في الكويت قد طلبت
ـ في نطاق التحضير لهذه الجولة ـ اعداد تصوراتها الخاصة حول مجالات
التعاون مع الكويت بشكل عام والتعاون الاسلامي بشكل خاص.
وفي باكستان التي وصلها الشيخ جابر الاحمد في 7 سبتمبر عام 1980م، بدعوة
من الجنرال محمد ضياء الحق رئيس الجمهورية، صدر بيان مشترك تضمن نتائج
المباحثات التي دارت بين زعيمي الدولتين والتي شملت العلاقات الثنائية بين
البلدين، والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة ما
يعلق منها باقليم آسيا والعالم الاسلامي.
وفي هذه الزيارة امر ببناء عدد من المساجد والمدارس والمستشفيات، وحفر
الابار للمياه في عدد من القرى الباكستانية هدية من شعب الكويت لشعب
باكستان. كما قام بغرس شجرة في منطقة جبلية تشرف على مدينتي «اسلام اباد
وروال بندي» وكان زعماء آخرون مثل المغفور له العاهل السعودي الراحل الملك
فيصل بن عبد العزيز، وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، ورئيس الوزراء
السوفييتي الكسي كوسيجن، ورئيس الوزراء الصيني الراحل شيوان لاي، قد قاموا
بغرس اشجار مماثلة اثناء زيارات سابقة قاموا بها لباكستان.
وقال اثناء قيامه بغرس الشجرة: «... انني سعيد بأن اغرس هذه الشجرة
تعبيراً عن علاقات المودة والصداقة القائمة بين شعبي باكستان والكويت.
وانني اتضرع الى المولى العلي القدير ان يلهم شعبي بلدينا بذل جهودهما
لتعزيز الاسلام، وايفاد المسلمين من اجل السلام والتفاهم في العالم...».
وفي بنغلاديش التي وصلها الشيخ جابر الاحمد في 11 سبتمبر عام 1980م، بدعوة
من الرئيس ضياء الرحمن رئيس الجمهورية، صدر بيان تحدث حول الجو الودي
والتفاهم المشترك الذي ساد محادثات الزعيمين، والمحادثات المثمرة بين
الوزراء المرافقين له، ونظرائهم من جمهورية بنغلاديش، مؤكدين عزمهما
المشترك على تطوير العلاقات وتنمية التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف
المجالات لما فيه مصلحتهما.
وعليه، تم الاتفاق على مواصلة التعاون بين البلدين في مجال استكشاف النفط
والغاز، وزيادة حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والدخول في
المشروعات المشتركة ذات المنفعة المتبادلة هذا وقد تم خلال الزيارة
التوقيع على اتفاقية النقل الجوي بين البلدين.
وفي مجال استعراض الزعيمين للوضع السياسي الدولي، اكد الجانبان على اهمية
قيام المجتمع الدولي بتكثيف جهوده من أجل تعزيز السلام والامن في العام،
والعمل على مواصلة الجهود من اجل اقامة نظام اقتصادي عالمي جديد على اساس
من العدالة والمساواة، وان النزعات الدولية يجب حلها في اطار مبادىء ميثاق
الامم المتحدة وآلياتها. مع التأكيد على ضرورة تعزيز التضامن بين الدول
الاسلامية والسعي لجعل المحيط الهندي منطقة سلام، وان الامن والاستقرار في
منطقة الشرق الاوسط لا يمكن تحقيقهما الا بانسحاب اسرائيلي من جميع
الاراضي العربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني
لحقوقه الوطنية المشروعة كافة، بما فيها اقامة دولته المستقلة.
وفي اندونيسيا التي وصلها الشيخ جابر الاحمد في 13 سبتمبر عام 1980م بدعوة
رسمية من الرئيس سوهارتو، جرت محادثات بين الزعيمين تناولت مجمل العلاقات
الثنائية والاسلامية والدولية، كما جرت محادثات مثمرة بين الوزراء
المرافقين به، ونظرائهم من جمهورية اندونيسيا.
وقد صدر في العاصمة «جاكرتا» بيان يؤكد فيه الجانبان على حق شعبي
افغانستان وكمبوديا في تقرير مصيرهما ومستقبلهما السياسي دون اي تدخل
اجنبي او اكراه او ترهيب وان السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الاوسط
لا يمكن تحقيقه الا بانسحاب اسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة،
بما فيها مدينة القدس. كما اتفق الجانبان على ضرورة بذل الجهود كافة من
قبل المجتمع الدولي، وخاصة الدول المتقدمة من أجل تحقيق تقدم ملموس نحو
اقامة النظام الاقتصادي الدولي الجديد، معربين عن قناعتهما بان تحقيق ذلك
يجب ان يتم ضمن اطار الامم المتحدة.
وفي هذه الزيارة اعرب الجانب الكويتي عن استعداده لدراسة امكانية المشاركة
في عدد من مشروعات التنمية في القطاعات الاساسية من الاقتصاد الاندونيسي،
وكذلك في المشروعات المجدية في مجالات الصناعة والتجارة والزراعة، ومن
بينها مشروع محطة «باتام» للتكرير. كما تم الاتفاق على عقد اتفاقية تجارية
بين البلدين وتنمية العلاقات الثقافية والعلمية، ودراسة سبل تعزيز التعاون
بينهما في مجالات التربية والعلوم والدراسات الحضارية.
بدعوة من رئيس الدولة الاعلى السلطان حاجي احمد شاه المستعين بالله، حيث
استقبل والوفد المرافق له بحفاوة بالغة من قبل رئيس الدولة الاعلى وحكومة
وشعب ماليزيا وفي جو من الود والصداقة استعرض الجانبان التطورات المتزايدة
في علاقتهما الثنائية، وأكدا من خلالها رغبتهما المشتركة في تعزيز وتطوير
هذه العلاقة وتوسيع مجالات التعاون في مختلف المجالات لما فيه مصلحة
البلدين.
وفي ختام هذه الزيارة صدر في العاصمة كوالالمبور» بيان مشترك أكد فيه
الزعيمان على جملة من المعطيات الثنائية والاقليمية والدولية، وفي مقدمتها
بذل الجهود من أجل تطوير التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، ودراسة
امكانية المشاركة في عدد من مشاريع التنمية الاقتصادية والتجارية في
ماليزيا.
وفي مجال استعراضهما للوضع السياسي الدولي، اعرب الجانبان عن قلقهما
للتوتر وعدم الاستقرار الناتجين عن خرق مبادىء ميثاق الامم المتحدة، واكدا
ايمانهما بان السلام الدائم لا يمكن تحقيقه دون الالتزام التام بتلك
المبادىء ومراعاتها، وخاصة ما يتعلق منها بالاستقلال الوطني والسيادة
والسلامة الاقليميتين لجميع الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم
اللجوء الى القوة او التهديد بها في حل المشاكل الدولية.
من جانب اخر، أكد الجانبان ـ ايضا ـ على ضرورة تعزيز التضامن والتعاون بين
الدول الاسلامية وشعوبها، وتعهدا باستمرار تمسكهما بمبادىء ميثاق منظمة
المؤتمر الاسلامي، وتأييدهما التام للتعاون المثمر بين الدول الاعضاء في
منظمة المؤتمر الاسلامي.
كما اعرب الجانبان عن اهمية وحدة وتضامن دول عدم الانحياز، مؤكدين
التزامهما التام بمبادىء واهداف الحركة بصفتها عاملا اساسيا لتعزيز السلام
والامن في العالم.
انهى الشيخ جابر الاحمد زيارته الرسمية للدول الاسيوية بتاريخ 20 سبتمبر
عام 1980م وكانت سنغافوره التي وصلها في 18 سبتمبر عام 1980م بناء على
دعوة من الدكتور هنري بنيامين شريو رئيس الجمهورية، آخر محطة له في تلك
الزيارة، حيث صدر بيان مشترك عن الجانبين «الكويت وسنغافورة» اكدا فيه
تمسكهما بمبدأ عدم الانحياز، ورفضهما للتدخل الاجنبي في شؤون الدول
الاخرى. ودعت الدولتان الى اقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط قائم
على اساس انسحاب اسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة كافة، ومنح الشعب
الفلسطيني حقوقه الثابتة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، والسيادة
والاستقلال الوطني.
كما أكد الجانبان على اهمية الدور الذي تلعبه منظمة دول جنوب شرقي آسيا في
مجال تعزيز التعاون الاقليمي في جنوب شرقي آسيا بروح من المساواة
والاحترام المتبادل من اجل تحقيق السلام والرخاء والتقدم في المنطقة.
وفي مجال استعراضهما للوضع السياسي الدولي، اكد الجانبان على ضرورة قيام
جميع الدول غير المنحازة ببذل الجهود كافة لتعزيز السلام والامن
العالميين، معربين عن قلقهما الشديد بالاتجاه نحو ممارسة التدخل الاجنبي
في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، مبديين معارضتهما لهذا الاتجاه
ولاستخدام القوة لحل النزاعات بين الدول. وان تكون الوسائل السلمية
المتفقة والمنسجمة مع ميثاق الامم المتحدة،. هي الطريق لحل مثل هذه
النزاعات الدولية.
واتفق الجانبان ايضا على ضرورة بقاء الجهود اللازمة من قبل المجتمع
الدولي. وخاصة الدول المتقدمة من اجل ضمان التقدم الايجابي الملموس نحو
اقامة النظام الاقتصادي الدولي الجديد، كما اتفقا ـ ايضا ـ على ان الامم
المتحدة هي الاطار المناسب لاجراء المفاوضات بشأن ذلك.

بتاريخ 21 سبتمبر عام 1980م استقبلت الكويت بكل المحبة الصادقة اميرها
العائد من جولته الاسيوية التي استمرت اسبوعين كاملين كانت حرارة
الاستقبال تعبيرا عن العلاقات الاسرية الوثيقة التي تربط شعب الكويت
بأميرها الوالد، والتي تجسد ـ عمليا ـ روح الاسرة الواحدة التي كانت سمة
ملازمة للكويت عبر تاريخها الطويل.
وقد ادلى الشيخ جابر الاحمد بتصريح صحفي لدى وصوله ارض الوطن، اشار فيه
الى ان زيارته للدول الاسيوية ـ رغم قصر المدة ـ قد هيأت له ولاعضاء الوفد
المرافق الفرصة للاطلاع على الاوضاع في هذه الدول، وتكون فكرة واضحة
وحقيقية عن طبيعة هذه البلاد ومشاكلها.
مشيرا الى ان عدد سكان هذه الدول يبلغ حوالي خمس عدد سكان العالم، لذا فهي
تكتسب اهمية بالغة، ليس فقط بالنسبة للكويت، بل وبالنسبة للوضع الدولي
ككل، كما انها تضم اكبر عدد من المسلمين في العالم اجمع، وللكويت مع جميع
هذه الدول علاقات قوية ومتينة ترتكز اساسا على الثقة والتقدير المتبادلين.

ويمضي سموه في تصريحه الصحفي، فيؤكد: ان من اهداف الزيارة الى هذه الدول
تعزيز وتقوية العلاقات عن طريق اللقاء المباشر مع قادتها والمسؤولين فيها،
والتباحث معهم حول القضايا كافة التي تهم الكويت وانه خلال كل المباحثات
التي اجراها مع قادة هذه الدول والمسؤولين فهيا، كان التوافق في الاراء
واضحا حول القضايا التي طرحت للبحث.
بتاريخ 13 فبراير عام 1981م وجه الشيخ جابر الاحمد كلمة الى مؤتمر وزراء
خارجية دول عدم الانحياز المنعقد في نيودلهي، هنأ فيها المؤتمرين بالذكرى
العشرين لمؤتمر القمة الاول لدول عدم الانحياز، مشيدا في رسالته بمبادىء
حركة عدم الانحياز، ومذكرا بان الحركة برزت بصفتها قوة متميزة في وقت طغت
فيه الحرب الباردة بين المعسكرين.
مؤكدا بان هذه المبادىء تمثل اماني شعوب العالم كله، فهي مبادىء تسعى
لتحقيق السلام القائم على المساواة، وهي مبادىء تدعم الحق، وتتصدى للباطل،
وتؤازر المظلوم، وتواجه الطغيان، وتنشر الود، وتنشد الصداقة.
مشيرا الى ان الحركة بدأت بعدد محدود من الدول، ولكنها ما لبثت ان استقطبت
اكثر من تسعين دولة مهمتها القضاء على كل ما يعرقل سيادة السلام والعدل،
مما يجعلنا نشعر بالفخر للدور الذي تلعبه هذه الحركة.
وفي مطلع سبتمبر عام 1981م قام الشيخ جابر الاحمد بزيارة لدول البلقان،
شملت «تركيا ـ بلغاريا ـ رومانيا ـ هنغاريا ـ يوغسلافيا» تلبية لدعوات من
رؤساء وقادة هذه الدول، وذلك للتعرف عن كثب على اوضاع هذه الدول، وايجاد
فرص التعاون وتبادل المصالح بينها، وبين دولة الكويت وكذا توثيق اواصر
الصداقة والتعاون بين الكويت وهذه الدول.
وهناك، هيأت الزيارات الفرصة له ولاعضاء الوفد المرافق لاجراء محادثات مع
رؤساء، وقادة هذه الدول، وكبار المسؤولين الرسميين فيها، حيث لمس الرغبة
المخلصة في تدعيم التعاون بين الكويت وهذه الدول، سواء أكان ذلك تعاونا
ثنائيا ام ضمن المنظمات والهيئات الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالوضع.
العالمي وضرورة العمل من اجل ان يسود السلام والاستقرار ربوع العالم كافة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:27 am

وفي اطار هذا
المفهوم كانت مباحثاته حول حركة دول عدم الانحياز، والدور الرائد الذي يجب
ان تقوم به الحركة من اجل الاستقرار العالمي والانفراج الدولي.
وفي 8 مارس عام 19883م اشار الشيخ جابر الاحمد الى ان عدم الانحياز في
جوهره، هو انحياز للانسان والحق والعدل، وان حركتنا تسودها الآن ـ مع
الاسف ـ ظاهرة البعد عن الالتزام الحقيقي بمبادئها، او فقدان الكثير من
المصداقية العائدة للتصادم في التأويل الخاطىء لجوهر هذه المبادىء جاء ذلك
في كلمة له ألقاها امام مؤتمر القمة السابع للحركة، اكد فيها: «... انه
اذا كان الامل في السلام العادل المستند الى الحق على الصعيد العالمي
بعيدا، فلا اقل من ان نبذل اقصى الجهد في حدود الممكن»... وهنا، تقدم
بأربعة مقترحات عملية نوجزها في الآتي:
1 ـ السعي الى وقف النزيف الدموي بين الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز،
سواء أكان الصراع بين جارتين ام بتأثير ودعم من قوة خارجية. وقد استشهد
بعدد من الحالات، ابرزها كانت الحرب العراقية الايرانية.
2 ـ مساندة الشعوب المضطهدة على استرداد حقها في وطنها. وهنا، قدم نموذجين
صارخين متناظرين في الشرق الاوسط وافريقيا، اولهما: الشعب الفلسطيني،
والثاني: شعبا ناميبيا وجنوب افريقيا، حيث يعاني كل منهما تعنت غاصب انتزع
الارض من اهلها بقوة السلاح، غير عابئين بقرارات الادانة التي صدرت عن
الامم المتحدة، والمؤسسات، واللجان الدولية المنصفة.
3 ـ دعم المؤسسات النوعية والاقليمية التي تلتقي اهدافها مع مجموعة عدم
الانحياز، والمحافظة على وحدتها وفعاليتها، وهنا يشير الى ان الدول
الصناعية قد شنت على هذه المؤسسات حرب اسعار خفضت عائداتها ففي الوقت الذي
كانت تقوم فيها الدول النفطية بعون الكثير من الدول النامية على مواجهة
ازماتها الاقتصادية، كانت الدول الصناعية المتقدمة توسع آفاق هذه الحرب،
وتبذل جهودها الدائبة لخفض اسعار النفط، علما بان معظم الدول التي تنتج
هذه السلعة هي من دول العالم الثالث.
وهنا توقع الشيخ جابر الاحمد حدوث انخفاض في عائدات الدول النفطية، الامر
الذي سينعكس سلبا على قدرة الدول المنتجة في انجاز مشروعاتها الانمائية في
الداخل، وعلى مساعدة الدول الصديقة والنامية لتتابع مشروعاتها، كما تقل
قدرتها على دعم الحركات التحررية التي تطالب بحقوقها المشروعة، وان الثمار
المرة من هذا الحصاد هي اضعاف الروابط فيما بين الدول النامية، وانكفاء كل
منها على مشكلاتها الداخلية، واستئثار الدول الصناعية المتقدمة بتسيير
الاقتصاد العالمي، بينما كان الامل معقودا على قيام نظام اقتصادي عادل
جديد يتسم بالعدالة، واعادة تقسيم العمل والادوار بين دول الشمال ودول
الجنوب بما يحقق الرخاء للجميع.
4 ـ افساح المجال امام علماء دول عدم الانحياز، وتشجيعهم على الابداع
وتطوير تقنيات تتلاءم وظروف الدول الاعضاء دون الاقتصار على الاستيراد
والنقل من الدول المتقدمة، وهذا الاتجاه يفتح الطريق ـ بلا شك ـ الى تعاون
اوثق بين دول عدم الانحياز، دون انطواء عن تيارات التقدم العلمي العالمية،
ودون تبعية، او خضوع لها.
بتاريخ 24 يناير عام 1987م اعرب الشيخ جابر الاحمد عن دعم الكويت الكامل
للامم المتحدة، وتمنى لها ولوكالاتها المتخصصة كل نجاح في القيام بالمهمات
الكبرى المنوطة بها جاء ذلك في خطاب وجهه بمناسبة يوم الامم المتحدة،
معلنا تمسك الكويت بالمبادىء السامية التي تجسدت بميثاقها، منوها بالتزام
الكويت بالقانون الدولي الذي ينبغي ان يحكم العلاقات بين الدول كبيرها
وصغيرها، مؤكدا بأن عالمنا اليوم لفي حاجة ماسة الى مثل هذه المنظمة التي
ينبغي ان تعبر عن الارادة الحرة للمجتمع الدولي دون اي تدخل، وان تسمو في
قراراتها الحاسمة على المصالح والاهواء وبذلك تحتفظ بهيبتها ومصداقيتها،
وتتمكن من معالجة القضايا الملحة التي تصرخ منذ سنين وسنين متطلعة اليها،
منذرة بتهديدها للسلام العالمي.
تأسيسا على ما سبق، يحدثنا عبد اللطيف البحر، فيقول: «... نطاق السياسة
الخارجية، مدت الكويت تحت قيادة سمو الشيخ جابر الاحمد جسور التعاون
والعلاقات الطيبة مع كل الدول العربية والاسلامية وغيرها من دول العالم،
ونتيجة لهذه العلاقات المتميزة، ولدور صاحب السمو في رسمها وتكريسها، فقد
اصبحت الكويت دولة مقبولة من كل الاطراف و«لجمال عبد الناصر» في مطلع
الستينات قول مأثور عن الكويت، حين قال: انها الشمعة المضيئة في الخليج
العربي»...
ويمضي البحر في حديثه، فيشير: «... لقد قام سمو الشيخ جابر الاحمد بزيارات
عديدة الى العالم العربي والدول الافريقية، وبعض دول اوروبا الغربية،
والولايات المتحدة الامريكية، واليابان، وروسيا، والصين، وبعض دول اوروبا
الشرقية التي لم تكن بوابة الخليج مفتوحة امامها سياسيا في ذلك الوقت فكان
لإقامة هذه العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وهذه الدول، ان مهدت الطريق
الى بوابة الخليج، وكان لما لشخص سموه ومكانته «وهو وزير للمالية آنذاك»،
يعامل بروتوكوليا في هذه الدول معاملة الملوك والرؤساء، ويحظى بالاحترام
اللائق بشخصه، وبلده الكويت»...
وفي هذا السياق يمضي محدثنا البحر، فيقول: «... اذكر انه دعي في اول زيارة
لسموه الى الولايات المتحدة الامريكية، الى نادي نخبة كبار الاقتصاديين في
العالم، امثال: ديفيد روكلفر، ويوجين بلاك رئيس البنك الدولي الاسبق،
والاقتصادي البريطاني كلود لو، ولا يحضرني حاليا اسم النادي الرسمي، لكن
ما اعرفه انه الآن مغلق على سبعة اعضاء فقط من الشخصيات الاقتصادية
العالمية، ورغم ان سموه وقتها كان وزيرا للمالية، الا انه دعي الى حفل
عشاء في هذا النادي الذي لا يستقبل الا رؤساء الدول او الحكومات، وعومل
معاملة رئيس دولة تقديرا لمكانته الفكرية في عالم الاقتصاد والمال،
واحترامهم له كرجل المستقبل في الكويت»...
ويؤكد بدر النصر الله بعضا مما ذكره البحر، فيقول: «... كان لديه طموح
عجيب، فقد فتح آفاقا جديدة في السياسة الخارجية في المنطقة عندما زار
الاتحاد السوفييتي والصين في الستينات، وفتح امامهم بوابة الخليج عندما
كان الامر غير مألوف ـ آنذاك ـ لدى دول المنطقة.
وهذا يدخل في نطاق استشرافه لمستقبل السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
للكويت، ودول الخليج العربية من هنا، حظي سموه باحترام روسيا، وعومل في
الصين بروتوكوليا كرئيس دولة بينما كان ـ آنذاك ـ وزيرا للمالية...

سموه ودعم حركات التحرر الوطني في العالم الأمير برز كأحد الزعماء المدافعين الداعمين سياسياً لحركات التحرر الوطني
الحلقة الرابعة والعشرون

لقد شهد القرن العشرون نمواً استهلاكياً عالمياً غير مسبوق، ألحق ضرراً اجتماعيا بالغاً بالدول النامية، وبخاصة الدول الاشد فقراً.
يشير التقرير السنوي لبرنامج الامم المتحدة للانماء لعام 1998 الى ان
نفقات الاستهلاك الخاص والعام قد بلغت 24 تريليون دولار امريكي في عام
1998م، وهو ما يمثل ضعف المستوى الذي بلغته في عام 1975م، وستة امثال
المستوى الذي بلغته في عام 1950م. اما في عام 1990م، فلم تكد تصل نفقات
الاستهلاك الحقيقي الى 5،1 تريليون دولار امريكي.
ويمضي التقرير ليؤكد ان افقر 20% من سكان العالم قد تركوا خارج نطاق
الانفجار الاستهلاكي، وان ما يربو على بليون نسمة محرومون من حاجات
الاستهلاك الاساسية من بين سكان الدول النامية البالغ عددهم 4،4 بليون
نسمة، يفتقر ثلاثة اخماسهم الى مرافق الصرف الصحي، ولا يحصل ما يصل الى
الثلث على مياه نقية، ولا يوجد لدى الربع سكن مناسب، ولا يحصل الخمس على
الخدمات الصحية الحديثة، ولا ينتظم خمس الاطفال في مدارس الاطفال حتى الصف
الخامس، ولا يحصل حوالي الخمس على ما يكيف من الطاقة الغذائية والبروتين.
من جانب آخر، يؤكد التقرير، وعلى مستوى العالم، ان بليوني نسمة يعانون من
فقر الدم، بينهم 145 مليوناً في الدول النامية، وان اقلية محظوظة في هذه
الدول هي التي توجد لديها وسائل نقل تعمل بمحركات، ووسائل اتصالات سلكية
ولاسلكية، ووسائل حديثة للطاقة.
وحول التفاوت المذهل في الاستهلاك بين الاغنياء والفقراء من دول العالم
يشير التقرير ان 20% من سكان العالم ممن يعيشون في البلدان ذات الدخل
الاعلى مسؤولون عن 86% من مجموع نفقات الاستهلاك الخاص، بينما تمثل افقر
نسبة 20% جزءاً صغيراً من تلك لا يتجاوز 3،1%.
من هنا، ووفقاً للاوضاع الانسانية المتردية في اغلب الدول النامية، والهوة
السحيقة بين الاغنياء والفقراء من دول العالم، يشير التقرير الى ان العمر
المتوقع سيبلغ 70 سنة في الدول الصناعية و55 سنة في الدول النامية و45 سنة
في اقل الدول نمواً.
وعلى الرغم من ذلك، فهناك دول نامية يتوقع ان يصل فيها اعلى عمر افتراضي
الى 79 سنة، مثل: هونج كونج، و77 سنة كسنغافورة، و76 سنة كبربادوس، و75
سنة كدولة الكويت و64 سنة كدولة الامارات العربية المتحدة. يقابلها في ذات
الوقت ادنى عمر متوقع، مثل رواندا 28 سنة، وسيراليون 35 سنة وليبيريا 40
سنة، واوغندا 41 سنة، وزامبيا 43 سنة، وافغانستان 45 سنة، وغينيا 46 سنة.
ومن المعروف ان الشيخ جابر الاحمد من رؤساء الدول الناشطين في التصدي
لقضايا الفقر والتخلف في الدول النامية، وبخاصة في القارة الافريقية ذلك
لانه عاش في مجتمع عانى في ماضيه الكثير من الحرمان وقسوة الحياة، لكن
عزاءه انه كان مجتمعاً منتجاً متكافلاً.
فقد امتد اسطول الكويت التجاري البحري الى سواحل الهند وشرقي افريقيا، ولم
يتوقف ذلك الاسطول عن العمل الا عند حدود عقد الستينيات، بعد ان منّ الله
على المجتمع الكويتي بنعمة الخير والرفاه، وبالتالي فإن الشيخ جابر الاحمد
اقدر من غيره على تفهم معنى الفقر والتخلف والسعادة والتقدم.
لقد جرت في مطلع عقد التسعينيات حتى منتصفها مناقشات دولية جادة حول
التنمية المستدامة، وهي احد الابعاد المهمة للتنمية البشرية، والتي تعنى
بتلبية حاجات الاجيال الحالية، دون تعريض قدرات وفرص الاجيال القادمة
للخطر.
ولهذا العرض سارعت الامم المتحدة الى عقد مؤتمري قمة عالميين: احدهما، في
«ريودي جانيرو» عام 1992م حول البيئة والتنمية، والآخر عقد في «كوبنهاجن»
عام 1995 حول التنمية الاجتماعية.
وامتدادا لذلك الماضي بمرارته والحاضر باشراقته، جاء اهتمام الشيخ جابر
الاحمد عظيماً بهذين المؤتمرين، لانه وجد فيهما بارقة أمل لتحقيق شيء من
افكاره حول تلك الاوضاع غير الانسانية التي تعيشها شعوب الدول النامية،
وبخاصة الدول الاشد فقراً.
من هنا، جاءت مشاركته في كلا المؤتمرين نابعة من مسؤوليته الانسانية تجاه
فقراء العالم الذين يرزحون تحت نير العوز، والفاقة والحرمان، والجهل
والمرض.
ففي كلمة القاها امام قمة الارض في «ريودي جانيرو» في 13 يونيو عام 1992م،
جاء فيها: «... ان الكويت قد بذلت الكثير في سبيل قضايا التنمية في
العالم، حيث تقوم سياستها على دعم المشروعات الانسانية في كثير من الدول
المحتاجة الى المساعدة، ولعل العالم ما زال يذكر ان الكويت كان لها شرف
الدعوة من فوق منبر الامم المتحدة الى الغاء فوائد الديون، بل حتى اصول
الديون عن الدول الاشد فقراً في العالم...».
وفي وقفة مماثلة، وامام مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي عقد
في «كوبنهاغن» تحت اشراف الامم المتحدة ايضاً، كان للشيخ جابر الاحمد كلمة
في 11 مارس عام 1995م، واشار فيها الى جملة من الامور التنموية من بينها
حجم المساعدات الكويتية للدول النامية، والتي بلغت عام 1994م حوالي 3% من
اجمالي الناتج القومي. طارحاً امام المؤتمر عدداً من الافكار، يمكن لنا ان
نوجزها بالآتي:

ان هذا المؤتمر ـ وما سبقه ـ كمؤتمر القمة للبيئة، ومؤتمر السكان والتنمية
يخدم تطلعات شعوب الارض في ان يكون الاحتفال بمرور خمسين عاماً على انشاء
الامم المتحدة تقييماً لهذه التجربة، وسعياً الى اثرائها، واستفادة
البشرية من تجاربها السابقة، وترسيخاً لمبادئها، وبخاصة ما جاء في الفقرة
الثانية من ديباجة الميثاق التي تطالب دول العالم بأن تسخر هذه الاداة
الدولية من اجل نمو ورقي الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها.
2ـ ان مشكلة الفقر، والت تتمثل في الديون المتراكمة على الدول النامية ـ
والبطالة ابرز اسبابها ـ قنبلة موقوتة ستنفجر محدثة دماراً وآثاراً وخيمة
جداً اذا لم تقم جهود جادة، ومخلصة لتداركها.
3ـ ان الكويت تؤمن ايماناً مطلقاً بالتوجهات الانسانية، وبأن الالتزام
اجدى من الالزام، واذا كان الطريق يبدو طويلا لبلوغ الالتزام، فإنه في
النهاية اقصر، وانجح في بلوغ الهدف المنشود.
وهنا، تجدر الاشارة الى انه بالاطلاع على نسبة المساعدات الكويتية الى
الناتج القومي الكويتي، يتبين ان الكويت ظلت تحتفظ بنسبة تفوق تلك النسبة
المقدمة من الدول الصناعية الى الدول النامية، حيث تراوحت بين 5% الى 8%
خلال عقد السبعينيات. وما 3% الى 4% خلال عقد الثمانينيات، وهو العقد الذي
شهد انخفاضاً حاداً في اسعار النفط، وانهياراً في سوق الكويت للاوراق
المالية الذين انعكست آثارهما بشكل حاد على مجمل اقتصاديات الكويت. اما
خلال عقد التسعينيات، وعلى الرغم من الآثار المدمرة والتداعيات الجسيمة
للعدوان والاحتلال العراقي، فقد ارتفعت هذه النسبة الى حوالي 4،4% حتى
منتصف العقد.
ولو عدنا الى الوراء قليلاً ـ لتأكيد هذه المبادرات الانسانية ـ وبالتحديد
في 28% سبنتمبر عام .1988 نجد ان للشيخ جابر الاحمد موقفاً انسانياً
وحضارياً امام الدورة الثالثة والاربعين للجمعية العامة للامم المتحدة،
يتجاوز كل المساعدات الكويتية للدول النامية.. موقفاً هزّ المشاعر
الانسانية والضمير العالمي من اجل فقراء العالم، حين تقدم بمبادرته
الشهيرة من اجل معالجة الديون وفوائدها التراكمية المتزايدة على كاهل
الدول النامية المدينة والتي تمثل اكبر عقبة امام التنمية في هذه الدول.
وفي بلغراد في سبتمبر عام 1989م، وامام المؤتمر التاسع لدول حركة عدم
الانحياز، لم يفت الشيخ جابر الاحمد ان يذكر العالم من جديد بالدعوة التي
اطلقها امام الدورة الثالثة والاربعين للجمعية العامة للامم المتحدة من
اجل ايجاد حل اقتصادي وانساني، يهدف الى تضييق الفجوة بين دول الشمال ودول
الجنوب، يقوم على مبدأ رئيسي هو بحث الغاء الفوائد على ديون الدول
المعسرة، واسقاط جزء من اصول تلك الديون بالنسبة للدول الاشد فقراً، مع
اعادة النظر في شروط التكيف القاسية التي يفرضها كل من صندوق النقد
الدولي، والبنك الدولي على هذه الدول، مع العمل على زيادة وتنظيم العون
العلمي والتقني الذي تقدمه دول الشمال الى دول الجنوب.
وفي 27 سبتمبر عام 1990، وامام الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة
للامم المتحدة، لم ينس الشيخ جابر الاحمد دعوته ومشروعه الانساني من اجل
انتشال الدول المدينة، وخاصة المعسرة من محنتها الاقتصادية التي كانت في
تلك اللحظات اقل وطأة ـ وبكثير ـ من محنة الكويت، وهي ترزح تحت نير
العدوان والاحتلال العراقي.
لقد كان الرجل على العهد وفياً حين ذكر الاسرة الدولية بالمبادرة التي
قدمها من فوق منبر الامم المتحدة عام 1988م، مناشداً اياها الغاء الديون
التي تعاني من وطأتها واعبائها، دول حرمتها مختلف الظروف من الرخاء،
وتكالبت عليها الضغوط. ففي ذلك اليوم اعلن ـ من جانب واحد ـ ان الكويت
انسجاماً مع المبادرة التي تقدمت بها، قررت الغاء الفوائد كافة على قروضها
كما ستبحث اصول القروض مع الدول الاشد فقراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:27 am

الحلقة الرابعة والعشرون

لقد شهد القرن العشرون نمواً استهلاكياً عالمياً غير مسبوق، ألحق ضرراً اجتماعيا بالغاً بالدول النامية، وبخاصة الدول الاشد فقراً.
يشير التقرير السنوي لبرنامج الامم المتحدة للانماء لعام 1998 الى ان
نفقات الاستهلاك الخاص والعام قد بلغت 24 تريليون دولار امريكي في عام
1998م، وهو ما يمثل ضعف المستوى الذي بلغته في عام 1975م، وستة امثال
المستوى الذي بلغته في عام 1950م. اما في عام 1990م، فلم تكد تصل نفقات
الاستهلاك الحقيقي الى 5،1 تريليون دولار امريكي.
ويمضي التقرير ليؤكد ان افقر 20% من سكان العالم قد تركوا خارج نطاق
الانفجار الاستهلاكي، وان ما يربو على بليون نسمة محرومون من حاجات
الاستهلاك الاساسية من بين سكان الدول النامية البالغ عددهم 4،4 بليون
نسمة، يفتقر ثلاثة اخماسهم الى مرافق الصرف الصحي، ولا يحصل ما يصل الى
الثلث على مياه نقية، ولا يوجد لدى الربع سكن مناسب، ولا يحصل الخمس على
الخدمات الصحية الحديثة، ولا ينتظم خمس الاطفال في مدارس الاطفال حتى الصف
الخامس، ولا يحصل حوالي الخمس على ما يكيف من الطاقة الغذائية والبروتين.
من جانب آخر، يؤكد التقرير، وعلى مستوى العالم، ان بليوني نسمة يعانون من
فقر الدم، بينهم 145 مليوناً في الدول النامية، وان اقلية محظوظة في هذه
الدول هي التي توجد لديها وسائل نقل تعمل بمحركات، ووسائل اتصالات سلكية
ولاسلكية، ووسائل حديثة للطاقة.
وحول التفاوت المذهل في الاستهلاك بين الاغنياء والفقراء من دول العالم
يشير التقرير ان 20% من سكان العالم ممن يعيشون في البلدان ذات الدخل
الاعلى مسؤولون عن 86% من مجموع نفقات الاستهلاك الخاص، بينما تمثل افقر
نسبة 20% جزءاً صغيراً من تلك لا يتجاوز 3،1%.
من هنا، ووفقاً للاوضاع الانسانية المتردية في اغلب الدول النامية، والهوة
السحيقة بين الاغنياء والفقراء من دول العالم، يشير التقرير الى ان العمر
المتوقع سيبلغ 70 سنة في الدول الصناعية و55 سنة في الدول النامية و45 سنة
في اقل الدول نمواً.
وعلى الرغم من ذلك، فهناك دول نامية يتوقع ان يصل فيها اعلى عمر افتراضي
الى 79 سنة، مثل: هونج كونج، و77 سنة كسنغافورة، و76 سنة كبربادوس، و75
سنة كدولة الكويت و64 سنة كدولة الامارات العربية المتحدة. يقابلها في ذات
الوقت ادنى عمر متوقع، مثل رواندا 28 سنة، وسيراليون 35 سنة وليبيريا 40
سنة، واوغندا 41 سنة، وزامبيا 43 سنة، وافغانستان 45 سنة، وغينيا 46 سنة.
ومن المعروف ان الشيخ جابر الاحمد من رؤساء الدول الناشطين في التصدي
لقضايا الفقر والتخلف في الدول النامية، وبخاصة في القارة الافريقية ذلك
لانه عاش في مجتمع عانى في ماضيه الكثير من الحرمان وقسوة الحياة، لكن
عزاءه انه كان مجتمعاً منتجاً متكافلاً.
فقد امتد اسطول الكويت التجاري البحري الى سواحل الهند وشرقي افريقيا، ولم
يتوقف ذلك الاسطول عن العمل الا عند حدود عقد الستينيات، بعد ان منّ الله
على المجتمع الكويتي بنعمة الخير والرفاه، وبالتالي فإن الشيخ جابر الاحمد
اقدر من غيره على تفهم معنى الفقر والتخلف والسعادة والتقدم.
لقد جرت في مطلع عقد التسعينيات حتى منتصفها مناقشات دولية جادة حول
التنمية المستدامة، وهي احد الابعاد المهمة للتنمية البشرية، والتي تعنى
بتلبية حاجات الاجيال الحالية، دون تعريض قدرات وفرص الاجيال القادمة
للخطر.
ولهذا العرض سارعت الامم المتحدة الى عقد مؤتمري قمة عالميين: احدهما، في
«ريودي جانيرو» عام 1992م حول البيئة والتنمية، والآخر عقد في «كوبنهاجن»
عام 1995 حول التنمية الاجتماعية.
وامتدادا لذلك الماضي بمرارته والحاضر باشراقته، جاء اهتمام الشيخ جابر
الاحمد عظيماً بهذين المؤتمرين، لانه وجد فيهما بارقة أمل لتحقيق شيء من
افكاره حول تلك الاوضاع غير الانسانية التي تعيشها شعوب الدول النامية،
وبخاصة الدول الاشد فقراً.
من هنا، جاءت مشاركته في كلا المؤتمرين نابعة من مسؤوليته الانسانية تجاه
فقراء العالم الذين يرزحون تحت نير العوز، والفاقة والحرمان، والجهل
والمرض.
ففي كلمة القاها امام قمة الارض في «ريودي جانيرو» في 13 يونيو عام 1992م،
جاء فيها: «... ان الكويت قد بذلت الكثير في سبيل قضايا التنمية في
العالم، حيث تقوم سياستها على دعم المشروعات الانسانية في كثير من الدول
المحتاجة الى المساعدة، ولعل العالم ما زال يذكر ان الكويت كان لها شرف
الدعوة من فوق منبر الامم المتحدة الى الغاء فوائد الديون، بل حتى اصول
الديون عن الدول الاشد فقراً في العالم...».
وفي وقفة مماثلة، وامام مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي عقد
في «كوبنهاغن» تحت اشراف الامم المتحدة ايضاً، كان للشيخ جابر الاحمد كلمة
في 11 مارس عام 1995م، واشار فيها الى جملة من الامور التنموية من بينها
حجم المساعدات الكويتية للدول النامية، والتي بلغت عام 1994م حوالي 3% من
اجمالي الناتج القومي. طارحاً امام المؤتمر عدداً من الافكار، يمكن لنا ان
نوجزها بالآتي:

ان هذا المؤتمر ـ وما سبقه ـ كمؤتمر القمة للبيئة، ومؤتمر السكان والتنمية
يخدم تطلعات شعوب الارض في ان يكون الاحتفال بمرور خمسين عاماً على انشاء
الامم المتحدة تقييماً لهذه التجربة، وسعياً الى اثرائها، واستفادة
البشرية من تجاربها السابقة، وترسيخاً لمبادئها، وبخاصة ما جاء في الفقرة
الثانية من ديباجة الميثاق التي تطالب دول العالم بأن تسخر هذه الاداة
الدولية من اجل نمو ورقي الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها.
2ـ ان مشكلة الفقر، والت تتمثل في الديون المتراكمة على الدول النامية ـ
والبطالة ابرز اسبابها ـ قنبلة موقوتة ستنفجر محدثة دماراً وآثاراً وخيمة
جداً اذا لم تقم جهود جادة، ومخلصة لتداركها.
3ـ ان الكويت تؤمن ايماناً مطلقاً بالتوجهات الانسانية، وبأن الالتزام
اجدى من الالزام، واذا كان الطريق يبدو طويلا لبلوغ الالتزام، فإنه في
النهاية اقصر، وانجح في بلوغ الهدف المنشود.
وهنا، تجدر الاشارة الى انه بالاطلاع على نسبة المساعدات الكويتية الى
الناتج القومي الكويتي، يتبين ان الكويت ظلت تحتفظ بنسبة تفوق تلك النسبة
المقدمة من الدول الصناعية الى الدول النامية، حيث تراوحت بين 5% الى 8%
خلال عقد السبعينيات. وما 3% الى 4% خلال عقد الثمانينيات، وهو العقد الذي
شهد انخفاضاً حاداً في اسعار النفط، وانهياراً في سوق الكويت للاوراق
المالية الذين انعكست آثارهما بشكل حاد على مجمل اقتصاديات الكويت. اما
خلال عقد التسعينيات، وعلى الرغم من الآثار المدمرة والتداعيات الجسيمة
للعدوان والاحتلال العراقي، فقد ارتفعت هذه النسبة الى حوالي 4،4% حتى
منتصف العقد.
ولو عدنا الى الوراء قليلاً ـ لتأكيد هذه المبادرات الانسانية ـ وبالتحديد
في 28% سبنتمبر عام .1988 نجد ان للشيخ جابر الاحمد موقفاً انسانياً
وحضارياً امام الدورة الثالثة والاربعين للجمعية العامة للامم المتحدة،
يتجاوز كل المساعدات الكويتية للدول النامية.. موقفاً هزّ المشاعر
الانسانية والضمير العالمي من اجل فقراء العالم، حين تقدم بمبادرته
الشهيرة من اجل معالجة الديون وفوائدها التراكمية المتزايدة على كاهل
الدول النامية المدينة والتي تمثل اكبر عقبة امام التنمية في هذه الدول.
وفي بلغراد في سبتمبر عام 1989م، وامام المؤتمر التاسع لدول حركة عدم
الانحياز، لم يفت الشيخ جابر الاحمد ان يذكر العالم من جديد بالدعوة التي
اطلقها امام الدورة الثالثة والاربعين للجمعية العامة للامم المتحدة من
اجل ايجاد حل اقتصادي وانساني، يهدف الى تضييق الفجوة بين دول الشمال ودول
الجنوب، يقوم على مبدأ رئيسي هو بحث الغاء الفوائد على ديون الدول
المعسرة، واسقاط جزء من اصول تلك الديون بالنسبة للدول الاشد فقراً، مع
اعادة النظر في شروط التكيف القاسية التي يفرضها كل من صندوق النقد
الدولي، والبنك الدولي على هذه الدول، مع العمل على زيادة وتنظيم العون
العلمي والتقني الذي تقدمه دول الشمال الى دول الجنوب.
وفي 27 سبتمبر عام 1990، وامام الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة
للامم المتحدة، لم ينس الشيخ جابر الاحمد دعوته ومشروعه الانساني من اجل
انتشال الدول المدينة، وخاصة المعسرة من محنتها الاقتصادية التي كانت في
تلك اللحظات اقل وطأة ـ وبكثير ـ من محنة الكويت، وهي ترزح تحت نير
العدوان والاحتلال العراقي.
لقد كان الرجل على العهد وفياً حين ذكر الاسرة الدولية بالمبادرة التي
قدمها من فوق منبر الامم المتحدة عام 1988م، مناشداً اياها الغاء الديون
التي تعاني من وطأتها واعبائها، دول حرمتها مختلف الظروف من الرخاء،
وتكالبت عليها الضغوط. ففي ذلك اليوم اعلن ـ من جانب واحد ـ ان الكويت
انسجاماً مع المبادرة التي تقدمت بها، قررت الغاء الفوائد كافة على قروضها
كما ستبحث اصول القروض مع الدول الاشد فقراً.
وفي 27 سبتمبر عام 1991م، وامام الدورة السادسة والاربعين للجمعية العامة
للامم المتحدة، لم يتردد الشيخ جابر الاحمد في ان يعلن من جديد امام
العالم التزام الكويت الفاعل في عمليات التنمية الدولية على الرغم مما
اصاب الكويت على يد العدوان والطغيان العراقي من خراب ودمار، وتمزيق
للبنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية، وكارثة بيئية لم يشهد لها تاريخ
البشرية مثيلاً.
فقد وقف امام الجمعية العام متعهداً باسم الكويت، حين قال: «... وسوف
نواصل رغم مطالب اعمار الكويت تقديم المساعدة التنموية في حدود مواردنا،
ونعمل مع الامين العام على دعم برامج الامم المتحدة التي تسعى لتحسين
الحالة الانسانية، وسيكون صوت الكويت قوياً في تعزيز الجهود التي ترمي الى
تخفيض التفاوت الاقتصادي الصارخ بين الشمال والجنوب...».
وهكذا يتضح لنا ان المساعدات الكويتية للدول النامية ارتبطت دوماً
بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بمستويات المعيشة في الدول
المستفيدة وزيادة فرص العمل بها. وهي مساعدات ميسرة غير مشروطة، والهدف
منها عمل الخير، وجعلها وسيلة لتحقيق الرفاه والسعادة لمن حرموا منهما.
من هنا، وتحقيقاً للثوابت في المنظومة الفكرية للشيخ جابر الاحمد، جاء
انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في ديسمبر عام 1961م
ليجسد ماضي الكويت بحسها الوطني وضميرها الانساني في مد يد العون للدول
المحتاجة، وبخاصة الاكثر فقراً، سعياً الى المساهمة الجادة في تنمية
اقتصاديات هذه الدول، والحد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي
تواجهها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:28 am

قصــة الديمقراطيــة فــي الكويـت
الحلقة الخامسة والعشرون

كان الحكم منذ فجر تاريخ الكويت قائما، وبصفة مستمرة على اساس الشورى بين
الحاكم والشعب، فاذا ما حاولنا استرجاع التاريخ لوجدنا ما يشير الى ان
تقاليد الشورى كانت قائمة في الكويت منذ تولي صباح الاول حكم الامارة،
وكانت سلطة الحاكم بمثابة السلطة التنفيذية، في حين كانت السلطة التشريعية
متمثلة في اعراف وتقاليد من صنع اهل الكويت اكثر من كونها من صنع الحاكم،
حيث كانت الحياة بسيطة غير معقدة، لا تستلزم تشريعات تنظم احوال الناس،
وعلى الرغم من انتفاء الطابع الالزامي لهذه الشورى الا انها خلقت قيدا
نفسيا وعرفيا على تصرفات الحاكم.
وهكذا يمكن القول ان نظام الحكم منذ النصف الاول من القرن الثامن عشر ـ
وفي اعقاب اختيار صباح الاول حاكما ـ يقوم على اساس الشورى بين الحاكم
والشعب دون وجود مجلس شورى او مجالس تشريعية، اذ كانت الحياة في الكويت
بسيطة، ولم يحدث ما يدفع بالحاكم الى الانفراد بالسلطة، وكان مبدأ الشورى
يعني التزام الحاكم باستشارة المواطنين، ولم يكن للحاكم ان يضع قانونا من
صنعه، وانما يستند الى العرف والتقاليد والشريعة الاسلامية، دون ان تكون
له سلطة التشريع.
ويمثل عهد المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح نقطة تحول في تطوير اسلوب
مشاركة الشعب في صنع القرار السياسي، اذ تم تأسيس اول مجلس للشورى عام
1921م، ومع ان عضوية هذا المجلس كانت تتم بالتعيين، الا انها تعتبر اول
محاولة لتنظيم الشورى في الحكم، وتحديد العلاقة بين الحاكم والشعب.
ثم شهدت الكويت بعد ذلك عدة تطورات تنظيمية اخرى، يمكن اعتبارها ـ بشكل او
بآخر ـ نوعا من السلوك الديمقراطية في ادارة شؤون اهل الكويت، اذ كانت هذه
التنظيمات تدار من قبل مجالس منتخبة، فقد انشىء اول مجلس للبلدية عام
1930م واول مجلس للمعارف عام 1936م.
وكان ميلاد هذه المجالس ـ وعلى وجه الخصوص مجلس الشورى ـ بمثابة اول صيغة
رسمية لمجلس يعاون الحاكم، ومنعطفا تاريخيا يعني الاعتراف بالمشاركة
الشعبية في ادارة شؤون الدولة والمجتمع، على الرغم من ان مجلس الشورى لعام
1921م لم تكن له سلطات تشريعية ملزمة بالمعنى المتعارف عليه، وانما كانت
آراؤه استشارية فقط، على ان هذا المجلس مر بعد ذلك بنوع من التطوير، اذ تم
انتخاب اول مجلس تشريعي عام 1938م كما صدر اول دستور للبلاد ـ بشكل مبسط ـ
يتفق مع واقع الحياة في ذلك الوقت، وهو ما يمكن اعتباره نقطة تحول كبيرة
في الحياة التشريعية.
وقد عملت الخبرات، او تلك الممارسات السياسية من قبل اهل الكويت، والتي
نجح بعض منها وفشل البعض الآخر على تهيئة المجتمع الكويتي للدخول في مرحلة
الحياة الديمقراطية المقننة المعتمدة على قواعد دستورية بالغة التنظيم،
وعلى ممثلين للأمة من اعضاء منتخبين، وعلى وعي وتفهم للديمقراطية من قبل
قاعدة شعبية كبيرة.
وبدأت ـ بالفعل ـ مرحلة عصرية جديدة في عهد المغفور له الشيخ عبد الله
السالم الصباح، اذ تم اعلان استقلال الكويت في التاسع عشر من يونيو عام
1961م، وصدر مرسوم اميري في 26 من اغسطس عام 1961م بانشاء هيئة تتولى
بالاشتراك مع المجلس الاعلى وضع مشروع قانون لانتخاب اعضاء المجلس
التأسيسي الذي يتولى مهمة اعداد دستور الكويت. كما صدر القانون رقم 1 لسنة
1962م بالنظام الاساسي للحكم في فترة الانتقال، وهي الفترة التي تبدأ من
تاريخ العمل بهذا القانون في 7 يناير عام 1962م، وتنتهي مع بدء العمل
بالدستور في 29 يناير عام 1963م.
وقد تضمن هذا القانون 32 مادة، كلفت المادة الاولى منه المجلس التأسيسي
المنتخب باعداد دستور يحدد نظام الحكم على اساس المبادىء الديمقراطية
المستوحاة من واقع الكويت واهدافها وثوابتها، وأوجب القانون على المجلس
الانتهاء من هذه المهمة خلال سنة، تبدأ من تاريخ اول انعقاد (انظر مرفق
رقم 19).
لقد اكتسبت التجربة الديمقراطية في الكويت المزيد من الوعي والنهج
والتطور، بعد ممارسات في الحياة النيابية دامت سنوات طوالا منذ ان بدأ
مجلس الامة الاول عمله عام 1963م وحتى الآن، حيث تزايد مستوى الوعي بين
المواطنين، سواء أكانوا ناخبين، ام مرشحين، ام اجهزة تشرف على العملية
الانتخابية.
وكان للشيخ جابر الاحمد ـ وهو وزير للمالية ـ مساهمات كبيرة فاعلة مؤثرة
في صياغة احكام دستور الكويت، وقد جاءت هذه المساهمات من خلال الخبير
الدستوري عبد الرزاق السنهوري الذي كان يعمل بالوزارة ـ آنذاك ـ خبيرا
قانونيا، عندما كلف بجانب عمله في صياغة قوانين الصناعة والتجارة المشاركة
في وضع دستور الكويت، الامر الذي اتيح معه للشيخ جابر الاحمد ان يضع
بصماته على معظم احكامه.

الشيخ جابر الاحمد
والحياة الديمقراطية والنيابية

لقد كان الشيخ جابر الاحمد دائما ملازما ومسايرا لكل التطورات الحياتية
على الساحة الكويتية، سواء أكانت سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية. وكان له
دوما رأي وموقف في معترك تلك التطورات، سواء أكانت سلبا ام ايجابا، وان
كلماته التي القاها في شتى المناسبات، تجسد روح الديمقراطية المتأصلة في
نفس الحاكم والشعب منذ بداية حياة الشورى الاولى الى ان تبلورت تلك
الممارسات في صيغتها النيابية المتحضرة المعاصرة، وفيما يلي نماذج من
مواقفه في اكثر من مناسبة:
في خطاب وجهه الى المواطنين بانتهاء فترة الحداد الرسمي على الامير الراحل
المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح في الرابع عشر من فبراير عام 1978م،
اشار فيه بالآتي: «... وكان امرنا ـ دائما ـ شورى بيننا حتى غدت الشورى
صفة اساسية للحكم، حرصت اجيالنا المتعاقبة على التمسك بها، فالديمقراطية
متأصلة في نفوسنا جميعا ككويتيين منذ القدم، والديمقراطية الصحيحة لا تعني
مجرد الاطار الشكلي البرلماني، ولكنها تعني المفهوم الحقيقي، والممارسة
الفعلية للديمقراطية، وسنظل حريصين على ترسيخ ديمقراطيتنا الاصيلة
بالمشاركة الشعبية النابعة من تراثنا وتقاليدنا، والتي سنعمل على تطويرها
وانضاج ممارستها تلبية لمتطلبات مجتمعنا الجديد في اطار قيمنا واخلاقنا،
ومبادىء ديننا الحنيف»...
ويؤكد الشيخ جابر الاحمد من جديد هذه المعاني فيما جاء في كلمته في افتتاح
المؤتمر الشعبي في جدة بالمملكة العربية السعودية في اكتوبر عام 1990م،
حين يقول: «... لقد عاش الكويتيون منذ القدم في اجواء من الحرية، والتزموا
الشورى ومارسوا الديمقراطية في اطار دستورنا الذي ارتضيناه جميعا، واذا ما
اختلفت اجتهاداتهم بشأن امر من الامور المتعلقة بترتيب البيت الكويتي،
فانهم يكونون اشد تلاحما واصرارا وتآزرا في مواجهة الاخطار التي تهددهم».
وفي اعقاب المؤتمر الشعبي الذي انعقد في جدة بالمملكة العربية السعودية
خلال فترة العدوان والاحتلال العراقي، وبعد تحرير الكويت مباشرة، يعود
الشيخ جابر الاحمد ليبث الطمأنينة في نفوس اهل الكويت، ويبشرهم بالتصميم
على عودة واستمرار الحياة الديمقراطية والنيابية كمنهج اساسي لادارة شؤون
البلاد.
ففي كلمته في العشر الاواخر من رمضان عام 1411هـ الموافق عام 1991م، اكد:
«... ان الشورى والمشاركة الشعبية في امور البلاد كانت من طبيعة الحياة في
بلادنا، ولها طرق عدة، الا ان عودة الحياة النيابية، هي ما اتفقنا عليه في
المؤتمر الشعبي في جدة، ووفاء بهذا الوعد، فقد قررنا بعد ان تستقر
الاوضاع، وتبدأ مسيرة الحياة، ويعود اهل الكويت جميعا الى وطنهم، ان تجري
الانتخابات النيابية خلال السنة القادمة ـ بإذن الله تعالى ـ حسب ما نص
عليه دستورنا»....
ويحدد الشيخ جابر الاحمد الأبعاد الرئيسية للسلوك الديمقراطي في الكلمة
التي ألقاها بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير عام 1992م، وصولا الى
تأكيد المعاني الحضارية للديمقراطية، والحرص على تقديم التوجيه والنصح
والارشاد لابنائه الكويتيين فيما يختص بالسلوك الانتخابي، سواء من قبل
المرشحين او الناخبين انفسهم، فيقول: «... ان الديمقراطية هي حرية، وهي
مسؤولية في الوقت ذاته، ومثلها حق المواطن في التعبير عن رأيه، وفي الحوار
مع اخوانه، أما الفرقة والتنافر والتطاحن، فإنها العدو الاول للوطن، وهي
منبت الفتنة»...
ويضيف قائلا: «... وفي مجتمع منفتح على جميع الافكار والتيارات مثل
مجتمعنا النابض بحيوية الكويتيين ومثابرتهم تتكاثر الاجتهادات، وتتباين
الآراء، وتتنوع الحلول حول افضل السبل والوسائل للارتقاء بالمجتمع
وتطويره، وهذا هو اقتناعنا الدائم، منذ قيام الكويت الحديثة»...
ويكشف الشيخ جابر الاحمد عن ان الديمقراطية الكويتية لها اصالتها ولها
جذورها العميقة التي امتدت على مدى تاريخ الكويت، وانها جزء لا يتجزأ من
نسيج المجتمع الكويتي منذ حياته الاولى البسيطة استمرارا الى حياته
المعاصرة التي اخذت بأعلى مستويات التقدم، وتتجسد تلك المعاني في كلمته
بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان عام 1412هـ وعلى وجه التحديد في 28
مارس عام 1992م، اذ يقول: «... كلنا نعرف ان الديمقراطية اختيار كويتي،
كان منذ البداية، وهو سبيلنا الدائم، والديمقراطية ليست مستعارة بل هي
كويتية الجذور والمنبت، كويتية النهج والقيم، حيث ان الشورى بين الكويتيين
في تسيير امور بلدهم واقع تاريخي، وهذا ما يجب تأكيده والحرص عليه، وهذا
المعنى هو الذي يعطي الديمقراطية الكويتية شخصيتها المنفردة، ووضعها
الحقيقي، ومغزاها الاصيل، اما ما عدا ذلك من التقليد للآخرين، فهو لون من
التبعية التي ينفر منها الكويتيون كل النفور ـ فالكويتيون ـ دائما ـ
يحرصون على الاصالة التي هي ابرز سماتهم على طول تاريخهم، اننا اذا عرفنا
ذلك وآمنا به، كانت ديمقراطيتنا مثلا يحتذى، ونموذجا يقتدى به»...
وفي كلمة اخرى له في العشر الاواخر من شهر رمضان عام 1413هـ، وعلى وجه
التحديد في 17 مارس عام 1993م يقول فيها: «... لقد آمنا بالشورى
والديمقراطية والحرية منذ فجر تاريخنا لصالح الكويت وشعب الكويت،
فديمقراطيتنا نابعة من مجتمعنا، محكومة بطبيعته وفلسفته واخلاقه، وان نعمة
الحرية التي نتمتع بها جميعا هي وسيلة لصدق التعبير، وامانة المكاشفة،
ونور المصالحة بهدف الارتقاء بمجتمعنا، وعلاج مشكلاته على أسس سليمة
وموضوعية»...
وعندما يخاطب الشيخ جابر الاحمد شعب الكويت في تلك المناسبات، اي العشر
الاواخر من شهر رمضان، وفي غيرها من المناسبات، فانه يصر على التأكيد على
اهمية الشورى والديمقراطية بصفتها منهجا للحياة في الكويت، وهو بهذا، يفصح
دائما وفي اكثر من مناسبة عن ايمانه العميق بحرية المواطنين في الحوار
والتعبير، وابداء الرأي والمشاركة الفعالة في كل ما يمس حياتهم من شؤون
سياسية واجتماعية واقتصادية.
فالديمقراطية ـ دائما وابدا ـ في فكره ووجدانه مثلما كانت ـ دائما وابدا ـ
في فكر ووجدان الشرعية الكويتية على مدى تاريخها، ابتداء من شورى الحياة
البسيطة غير المعقدة في عهد صباح بن جابر، الى محاولات تنظيم العلاقة بين
الحاكم والشعب في عهد المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح، من خلال مجالس
شورى ثم تعيين اعضائها في بادىء الامر، ثم بالانتخاب في مرحلة تالية الى
مرحلة التحديث في شتى نواحي الحياة، ومنها الحياة النيابية التي توجت بوضع
دستور للدولة عام 1962م في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح.

وهنا نجد «فيصل المزيدي» يمس هذا الجانب المهم في حياة كل كويتي، حين يشير
الى واقعة عايشها شخصيا في مطلع الستينيات، فيقول: «... في عام 1963م
عندما اختلفت الكويت مع «شركة دينورا DeـNora الايطالية» على مشروع انشاء
مجمع البتروكيماويات في الكويت بسبب اخلال الجانب الايطالي ببعض بنود
الاتفاق، ولجوء الجانب الكويتي الى فسخ العقد المبرم، دخل الطرفان في
عملية تحكيم، حيث عقدت محكمة خاصة في مدينة الاحمدي، قضت بمساءلة الشيخ
جابر الاحمد لكونه الموقع على عقود المشروع بصفته وزيرا للمالية، وقد شكلت
المحكمة من جنسيات اوروبية، فأتى الجانب الايطالي بمحكم ايطالي، والكويتي
بمحكم بريطاني «شوكروس»، واختار الاثنان محكما سويسريا، حيث جاء الحكم في
النهاية لصالح الكويت، واسترجعت من الشركة بعضا من حقوقها».
هكذا، تجدنا امام هذه الواقعة مأخوذين بعظمة مواقف، وصدق مبادىء وافكار
الشيخ جابر الاحمد الذي لم يتردد للحظة في المثول امام المحكمة، ومن معه
من المستشارين آنذاك «احمد السيد عمر، حامد اليوسف، فخري شهاب، فيصل
المزيدي» رغم تمتعه بحصانة كاملة... هذا الموقف يؤكد ـ بلا شك ـ نزعته
القوية نحو الاخذ بالنهج الديمقراطي كحل للاشكالات الحياتية في اي مستوى
كان، وهي صفة عدلية وديمقراطية متناهية، يندر ان نلمسها او نشاهدها في
المواقع القيادية في دول العالم الثالث، بل وفي الكويت ذاتها.
وفي هذا الخط يستمر الشيخ جابر الاحمد في متابعة المسيرة الديمقراطية
وتقييمه لها، وحرصه البالغ على استمراريتها، رغم ما حدث من تجميد لبعض
مواد الدستور، وتعطيل لاعمال مجلس الامة في عهده، ولم يكن ذلك سوى وقفة
تأمل ومراجعة لتعديل المسار الديمقراطي نحو مزيد من الحرية والديمقراطية،
وهذا حق دستوري لقائد الامة اذا ما وجد ان الامور تسير في عكس اتجاه مصالح
وارادة الامة.
فحماية المجتمع هي مسؤولية قائدها، وتصحيح الاوضاع التي تقود الى صراعات
ونزاعات مجتمعية هو شأن تحاسب عليه هذه القيادة، وبالتالي فان الوقفة
الانتقالية في النظم الديمقراطية ليست ظاهرة سلبية، بل انها خطوة ايجابية
متى ما اريد منها تصحيح الاوضاع، وتصحيح المسار الديمقراطي نحو المزيد من
المشاركة الشعبية المسؤولة والملتزمة باصول واعراف النهج الديمقراطي في كل
معطياته، وهذا ما اراده الشيخ جابر الاحمد من تلك الوقفة التي رأى فيها
البعض ارتدادا ونكوصا عن النهج الديمقراطي، فاذا بها تدعو الى المزيد من
الديمقراطية والحرية المسؤولة.
ان الاتجاهات الفكرية للشيخ جابر الاحمد المتصلة بالحياة الديمقراطية
والنيابية والحريات العامة، لا يمكن ان يرتقى اليها الشك، فهو يؤكد في كل
مناسبة على ان الديمقراطية والشورى هي اساس الحكم، وضميره منذ البدايات
الاولى لقيام المجتمع الكويتي.. هذه التأكيدات المتكررة منه، سواء في
احاديثه المحلية ام في مواقفه العربية ام الدولية، تدل جميعها على ان
الديمقراطية الكويتية نابعة من خصوصيات هذا المجتمع، مارسها الآباء
والاجداد وفق معايير محددة تجسدت في عادات وتقاليد واعراف المجتمع.
ولمزيد من الايضاح فإن هذا الفكر يبرز جلياً في كلماته التي القاها امام
دورات مجلس الامة الكويتي منذ عام 1966م، اي قبل ان يتولى ادارة الحكم في
الدولة.. تلك الكلمات والعبارات التي تجسد بوضوح فكره في المسألة
الديمقراطية واشكالياتها، سواء أكان فيما يتعلق بفصل السلطات وادارة شؤون
الدولة، ام فيما يتعلق منها بتطور المجتمع وتقدمه الحضاري.
ان المرسوم الاميري رقم 73 لسنة 1998 الذي اصدره الشيخ جابر الاحمد في 22
ديسمبر عام 1998 بتعديل المادة 69 من القانون رقم 12 لسنة 1963 في شأن
اللائحة الداخلية لمجلس الامة الكويتي بالسماح بنقل الجلسات العلنية عن
طريق وسائل الاعلام المسموعة والمرئية «الاذاعة، التلفاز» في ذات اليوم،
ما لم يقرر رئيس المجلس منع اذاعة بعض ما دار في الجلسة، هو الآخر يجسد
بوضوح فكره وحرصه على الدفع بالديمقراطية خطوة الى الامام، وذلك مكن خلال
نقل ما يدور تحت قبة البرلمان من حوارات الى شعب الكويت بأجمعه، مهما
تباينت الآراء واختلفت حول الامور والمسائل والقضايا المطروحة امام
المجلس.
وليس من شك في ان الحرية التي يؤمن بها المجتمع الكويتي وقياداته
السياسية، وعلى رأسهم الشيخ جابر الاحمد، ايماناً يعسكه سلوك أهل الكويت،
وتؤكده الممارسة اليومية في علاقات الناس بعضهم ببعض، وعلاقاتهم مع من
يحملون مسؤولية الحكم، لم تكن يوماً شعاراً لمرحلة او مطلباً لفترة من
الزمن، انما هي قوام حياة ابناء الكويت، مارسوها وحرصوا عليها جيلاً اثر
جيل، حتى باتت سلوكهم المألوف وطابعهم المعروف، وبالحوار وجدت طريقها في
سهولة ويسر الى الذين يحملون مسؤولية الحكم حيث تلقى الاعتبار والتقدير.
هذه المسيرة الحضارية المشرقة لوطن واحد، وشعب واحد، ومصير واحد، لم تستطع
رياح عاتية ان تقتلع جذورها من عمق تاريخ الكويت، او ان تنال منها، وعلى
الرغم من ان الكويت وقعت ضحية للعدوان والاحتلال العراقي، فإن مسيرة
الديمقراطية ومؤسساتها الدستورية بقيت شامخة تواصل كفاحها ونضالها ضد
الاحتلال، حتى كتبت لها نعمة الحرية والتحرر لتستكمل المسيرة الخيرة بقوة
اكبر وحرية اشمل.. هذه الحقيقة الساطعة لم يدركها النظام العراقي. فأخطأ
فهم طبيعة الجبهة الداخلية الكويتية، وظن واهماً ان ما طرحه بعض المواطنين
المجتهدين من آراء لترتيب اوضاع البيت الكويتي، انما هو باعث خلافات
وتناقضات بين ابناء الوطن الكويتي الواحد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:28 am

مكتب الشهيد:
شهدت الساحة الكويتية خلال شهور الاحتلال السبعة محنا ومصائب لم تمر بها
الكويت من قبل، راح ضحيتها العديد من النفوس البريئة، وسقط على تراب الوطن
شهداء من مختلف الاعمار من الجنسين بلغ عددهم ـ حسب بيانات واحصاءات مكتب
الشهيد ـ في اكتوبر عام 1998م حوالي 582 شهيدا، بينهم 499 من الذكور منهم
251 من العسكريين بجانب 83 من الاناث وهو عدد كبير اذا ما قورن بعدد
السكان الكويتيين في ذلك التاريخ الكئيب في حياة الكويت والكويتيين.
لقد اولى الشيخ جابر الاحمد شهداء الكويت عناية واهتماما خاصا تمثلت فيما
ورد في خطبه ـ في اكثر من مناسبة ـ من اشادة ببطولاتهم وتضحياتهم في سبيل
الوطن وتمجيده ومن رعاية وتكريم لذويهم واسرهم، ثم وبسالتهم وحرصه على ان
تظل ذكرى هؤلاء الشهداء نجوما مشرقة في سماء الكويت.
انشىء المكتب بموجب المرسوم الاميري رقم 38/91 بتاريخ 19 يونيو عام 1991م
بهدف تكريم شهداء الكويت، وتوفير مختلف المساعدات الانسانية لاسرهم
وذويهم.
ويشرف على المكتب مجلس امناء من رئيس وعشرة اعضاء، يرفع تقاريره وتوصياته
مباشرة الى مكتب رئيس الدولة الشيخ جابر الاحمد. وبهدف المكتب بين امور
عديدة الى تحقيق الاتي:
1ـ تخليد ذكرى الشهداء وبطولاتهم.
2ـ تكريم الشهداء وتقديم صور الرعاية اللازمة لذويهم واسرهم في الجوانب كافة، وابراز مناحي التكريم المتميز في المجتمع الكويتي.
3ـ توظيف معنى الشهادة وبطولات الشهداء في تنمية الانسان الكويتي، وتدعيم انتمائه للوطن.

اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الاسلامية:

استجابة لتداعيات التطور والتغير الحضاري، وخاصة في جوانبها السلبية على
الحياة الكويتية، وحرصاً من الشيخ جابر الاحمد على تنقيتها وسلامتها في
الجانب الشرعي، فقد اقدم على انشاء اللجنة الاستشارية العليا للعمل على
استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، وذلك بموجب المرسوم الاميري رقم
139 لسنة 1991م.
وان المتأمل للمرسوم المشار اليه، لابد من ان يقف كثيراً عند المادة
الثانية منه، والتي تنص على مايلي: «... تتولى اللجنة وضع خطة لتهيئة
الاجواء لاستكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، مع مراعاة واقع البلاد
ومصالحها، ولها في سبيل ذلك مراجعة القوانين السارية في مختلف المجالات،
واقتراح ما تراه بشأنها لضمان توافقها مع احكام الشريعة الاسلامية..».
وانطلاقاً من هذه الرؤية اتخذت اللجنة لها عدداً من الاهداف، تمثلت في الاتي:
1ـ وضع تصور لايجاد بيئة مهيأة لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية.
2ـ طرح البدائل الشرعية للتشريعات والممارسات السارية التي قد تخالف احكام الشريعة الاسلامية.
3ـ وضع تصور حول ايقاف الممارسات والتشريعات المخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية.
4ـ اعاد تصور واضح حول جهاز المتابعة، والتحقق من كفاءة تطبيق خطة عمل
اللجنة، وذلك بعد استكمال عمل اللجنة، وتحديد دورها في المتابعة خلال فترة
عملها.
5ـ رسم برنامج زمني لاستكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية.
ولما كان عمل اللجنة تجربة غير مسبوقة في النظم المعاصرة على المستويين:
الاقليمي والدولي، سواء أكان ذلك من حيث انشائها ام اهتماماتها، فقد اخذت
بالطابع العلمي المتأني في الدراسة. كما اقامت سياستها في العمل على الاسس
والمبادىء التالية، ضماناً لنجاح التجربة، وهي:
1ـ العمل من خلال خطة عمل.
2ـ الشورى.
3ـ مراعاة واقع البلاد ومصالحها.
4ـ الاستفادة من رحابة وسعة الفقه الاسلامي.
5ـ التدرج.
6ـ ضمان نجاح تطبيق احكام الشريعة وليس مجرد الاستكمال.
7ـ المحافظة على النظم التي لا تخالف احكام الشريعة الاسلامية.
8ـ التأني والتثبيت.
9ـ توعية الناس، ومخاطبة الرأي العام.
10ـ مراعاة عامل الحداثة والتطور.
11ـ الحوار الهادىء والهادف.
هذا، وينبثق عن اللجنة ست لجان فرعية هي: «اللجنة التشريعية، اللجنة
الاقتصادية، اللجنة الاعلامية، اللجنة التربوية، اللجنة الاجتماعية،
اللجنة النسائية»، وهي جميعاً تعمل في اطار ما رسم لها في المرسوم
الاميري، والسعي لتحقيق الاهداف والمبادىء التي سبق اعلانها.

مكتب الانماء الاجتماعي:

لا شك ان الغزو والعدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت لم يخلف وراءه
دماراً في البنية الاساسية والبنية التحتية للدولة، وتخريبا وتشويها
وتلوثا للبيئة فحسب، بل عمد المحتل منذ الساعات الاولى للغزو على تدمير
نفسية الانسان الكويتي، والسعي بكل الوسائل غير الانسانية لكسر العزة
والانفة والكبرياء فيها، والحاق الذل والمهانة بها.
ورغم محاولات الشرعية الكويتية في مقرها المؤقت في الطائف، وجهود اللجان
الشعبية المرابطة على ارض الكويت المحتلة في السعي لرفع الروح المعنوية
بين صفوف الكويتيين، وتهيئتهم لمواجهة افرازات المحنة وضغوط الصدمات
النفسية التي كانوا يعيشونها في كل لحظة.. نقول رغم تلك المحاولات، فإن
اعداداً من الكويتيين وقعوا ضحية ذلك المخطط الاجرامي، وباتوا بعد التحرير
واندحار العدو يعانون من افرازات تلك المحنة وتداعياتها النفسية
والاجتماعية.
لم يكن جابر الاحمد بعيداً عن هذه المعاناة النفسية التي كان عنصرا الخوف
والقلق من المجهول بارزين فيها، كما لم يغب عن فكره ما عانته شعوب اخرى من
ويلات الحروب، وبخاصة ابان الحرب العالمية الاولى والثانية.
من هنا، كان اسرع الجميع في الدعوة الى اقامة مؤسسة اجتماعية علاجية
وقائية بنائية تعنى بالانسان الكويتي الذي وقع ضحية الامراض النفسية
وصدماتها، وعدم الاستقامة ـ سيكولوجياً ـ في الحياة العامة. وكان الشيخ
جابر الاحمد اسرع في دعوته هذه، من اولئك القادة الذين مروا بمثل هذه
المحنة، ودمرت بلادهم في الحربين العالميتين، وسقط ابناؤهم ضحايا تلك
الصدمات والامراض النفسية والاجتماعية.
وانه، تنفيذاً لهذا التوجه، فقد صدر المرسوم الاميري رقم 63 لسنة 1992م في
الاول من يونيو عام 1992م بانشاء مكتب الانماء الاجتماعي في اطار الاجهزة
التابعة لرئيس الدولة مباشرة، وذلك بهدف تجميع الجهود، وحشد الامكانيات
المادية والفنية للعمل على معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلفها
العدوان والاحتلال العراقي، واعادة تأهيل الذات الكويتية لتصبح آمنة
مطمئنة تمارس دورها الطبيعي في انماء مجتمعها، واكمال مسيرة الانماء فيه،
وللمكتب في سبيل تحقيق اغراضه القيام بالآتي:
1ـ اجراء مسح واستقصاء لاكتشاف الحالات التي تعرضت للاعتداءات.
2ـ تصنيف تلك الحالات حسب نوع الاعتداء والآثار الناتجة عنه، سواء أكانت جسدية، ام نفسية، ام اجتماعية.
3ـ متابعة الحالات التي يتم علاجها بأحدث الطرق العلمية، وبما يتناسب مع خصوصية المشكلة وحساسيتها.
4ـ متابعة دراسة العناصر المحيطة بالحالة، سواء أكانوا افراداً في الاسرة
ام من ذوي القرابة وتحديد الاثار المترتبة على الحدث ومعالجتها.
5ـ الاشراف على اعادة تأهيل الحالات الخاصة الناتجة عن آثار خلفها العدوان.
6ـ القيام بالدراسات والبحوث المرتبطة بالنواحي النفسية والتربوية والاجتماعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:29 am

الشيخ جابر الأحمد والنهج المؤسسي

لا يمكن للديمقراطية ان تنمووتزدهر في اي مجتمع من المجتمعات ما لم يرعها
فكر مستنير متسامح، وتحتضنها مؤسسات رسمية وشعبية متنوعة تقوم على خدمتها
وتنفذ توجهاتها.
فالكويت التي عرفت نظام المؤسسات منذ مطلع الثلاثينيات استطاعت ان تحقق
الكثير من اساليب الادارة الشعبية، وتنقلها من المجال الفكري والتنظيري
الى المجال التطبيقي، سواء أكان ذلك في العمل السياسي أم في مجال التعليم
أم الصحة أم في الشؤون العامة.
لقد كان الشيخ جابر الاحمد واحدا من ابرز رواد هذا الفكر في الكويت،
والمتابعين لانجازات هذه المؤسسات. فمنذ البدايات الاولى لعمله في
المؤسسات الرسمية، نراه في اكثر من موقع، وهو يحاول اقامة مؤسسات اجتماعية
او اقتصادية يمكن لها ان تنهض بالمجتمع من خلال ادارة جماعية حكومية
وشعبية. فقد كان يوما ممن تولوا رئاسة مجلس التخطيط، حيث أعطى اهتماما
بالغا لهذا الجهاز الذي ضم بين عضويته افرادا من خارج الحكومة نظرا
لخبرتهم او لمكانتهم الاجتماعية والاقتصادية، او ما يحملونه من رأي وفكر
تقدمي مستنير.
وعندما تولى مقاليد الحكم سعى الى تشكيل مؤسسات فكرية وعلمية تابعة
للديوان الاميري، لتكون عونا في علاج ما يواجه المجتمع من امور وظواهر
تحتاج الى نقص ودراسة تسهل في النهاية اتخاذ القرار السليم لمعالجتها، او
من أجل تشجيع وتحفيز العلماء والباحثين للمزيد من الابداع والعطاء الفكري
في الشؤون الحياتية وما يدور حولنا من تطورات عصرية. واذا ما اردنا تحديد
هذا النشاط الفكري، فاننا نلاحظ في المؤسسات التالية:

معهد الكويت للابحاث العلمية:

عندما كان الشيخ جابر الاحمد يتولى حاكمية مناطق النفط في الكويت ابان
حقبة الاربعينيات، كان جل اهتمامه الحصول على امتيازات اضافية ـ خارج
العوائد المالية ـ تثري الحياة الفكرية والثقافية في الكويت، وتسهم بشكل
مباشر في تنمية الموارد البشرية الوطنية.
وفي هذا السياق، كان يحاول جاهدا ان تتضمن عقود امتياز النفط او اية عقود
صناعية يدخلها شريك اجنبي، بندا يتعلق بتدريب العناصر الكويتية وتأهيلها
لتولي زمام الامور في هذه الشركات، او اقامة مؤسسات بحثية فكرية او
تدريبية على ارض الكويت، يكون لها مردود ايجابي على ابناء الكويت، يؤهلهم
لمواجهة متطلبات التطور الحضاري الذي بدأت رياحه التغييرية تهب على الكويت
في ذلك الوقت بسرعة كبيرة.
وكان معهد الكويت للأبحاث العلمية واحدا من ثمار جهود الشيخ جابر الاحمد،
الذي استطاع ان يمليه على شركة الزيت العربية المحدودة «اليابان» ضمن عقد
الامتياز الذي اعطي لها للتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية المشتركة مع
المملكة العربية السعودية.
وهنا نقف قليلا مع مذكرات أحمد السيد عمر لننقل للقارىء الفقرة التالية:
«كنا في ذلك الوقت نتفاوض مع هذه الشركة من اجل منحهم امتياز التنقيب عن
النفط في المنطقة المحايدة «الخفجي» فالتقيت بمدير الشركة وأحد المساهمين
فيها، وهو مستر ياماشيتا البليونير الياباني، وطلبت منه ان تقوم الشركة
بانشاء معهد الكويت للابحاث العلمية على ان يخصص للصرف على اعماله نصف
مليون دولار سنويا لمدة عشر سنوات من مصروفات اعمال النفط التي كانت
الشركة قد حصلت على امتيازها مقابل 43% لها وللكويت 57% من صافي الارباح.
ويضيف السيد عمر قائلا... في البداية رفض السيد ياماشيتا هذا المطلب موضحا
اننا قد رفعنا نسبة ارباحنا من النفط الى 57% بدلا من 55% الا انني مارست
ضغطا شديدا عليه حتى وافق على انشاء المعهد. وتم ابرام عقد بذلك جاء فيه:
تقوم شركة الزيت العربية اليابانية oil company Arabian بانشاء معهد
الكويت للابحاث العلمية وتصرف عليه سنويا مليون دولار لمدة عشر سنوات.
ويأتي فيصل المزيدي ليؤكد هذه الواقعة، حين يقول: لقد جاء تأسيس معهد
الكويت للابحاث العلمية جزءا من الاتفاقية النفطية مع اليابان وهو الان
صرح علمي كبير تفتخر به دولة الكويت.
ففي فبراير عام 1967م باشرت الشركة في انشاء المعهد وفاء لالتزاماتها
المقررة حسب الاتفاقية المعقودة بينها وبين حكومة الكويت بشان امتياز
التنقيب. وقد حددت اغراض انشائه ـ انذاك ـ في اجراء البحوث العلمية
التطبيقية في ثلاثة مجالات هي: قطاع البترول، الزراعة في المناطق القاحلة
والاحياء البحرية.
وقد اعيد تنظيم المعهد بمرسوم اميري صدر في يوليو عام 1973م ليصبح تحت
المسؤولية المباشرة لحكومة الكويت في اجراء البحوث العلمية التطبيقية،
وخاصة تلك المتعلقة بالقطاعات الرئيسية كالصناعة والطاقة والزراعة
والاقتصاد القومي، والاسهام في دفع عجلة التطوير والتنمية الاقتصادية
والاجتماعية في البلاد.
وفي عام 1981م صدر المرسوم الاميري بالقانون رقم 28 لسنة 1981م بشان اعلان
المعهد مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية مستقلة، يشرف عليه مجلس امناء
برئاسة وزير يختاره مجلس الوزراء، وقد تمت مراجعة اهداف واغراض المعهد
التي اكدت النهج السابق، مع التوسع في تقديم خدماتها خارج حدود الدولة
لتشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي.
وفي عام 1976م استهل المعهد اول نشاطاته واعماله البحثية المخططة، وذلك
ضمن خطة عمل تمتد لمدة عامين، حيث تركز العمل على تطوير قدرات وامكانات
المعهد من الموارد البشرية كما شرع في انشاء العديد من المرافق البحثية
والعلمية التي لا تزال تعمل الى اليوم.

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي:

وفي هذا السياق وبمبادرة من الشيخ جابر الاحمد عندما كان وليا للعهد
ورئيسا لمجلس الوزراء وبدعم من الاقتصاديين ورجال الاعمال الكويتيين متمثل
في غرفة تجارة وصناعة الكويت، انشئت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مؤسسة
خاصة ذات نفع عام بموجب مرسوم اميري صدر في 21 ديسمبر عام 1976م يديرها
مجلس ادارة برئاسته وعضوية ستة اعضاء تختارهم الشركات المساهمة الكويتية
لمدة ثلاث سنوات وتقوم المؤسسة على تحقيق الاغراض التالية:
ـ تقديم العون للقائمين على التنمية الفكرية.
ـ مساعدة القائمين على البحوث العلمية المتخصصة ذات المستوى الرفيع.
ـ تقديم المنح الدراسية والتدريبية والجوائز التشجيعية للدارسين والباحثين في المجالات العلمية المختلفة.
ـ دعم روح التكافل بين الاجيال في الكويت.
كما تقوم المؤسسة بأي نشاط آخر من شأنه تحقيق الهدف العام، وهو المعاونة في سبيل التطور الحضاري.
هذا، وتتكون موارد المؤسسة المالية من الدعم الذي تقدمه الشركات المساهمة
الكويتية بمقدار 5% من صافي الارباح السنوية لهذه الشركات كما تضم في
هيكلها التنظيمي عددا من الادارات اهمها: (ادارة المشاريع والبحوث، ادارة
الشؤون الثقافية والمؤتمرات، ادارة الجوائز ادارة التأليف والترجمة والنشر
ادارة الثقافة العلمية).
ان ترؤس الشيخ جابر الاحمد مجلس ادارة المؤسسة يؤكد من جديد مدى اهتمامه
بشؤون البحث العلمي التي تمثل واحدا من المعايير والمقاييس الاساسية التي
تعبر عن مستوى تطور المجتمع وتقدمه. كما يؤكد ايضا مدى اهتمامه وتمسكه
بقضايا التقدم. ومدى متابعته لكل ما هو جديد في دنيا العلوم والاخذ
بتطبيقاتها المفيدة فى دعم مسيرة المجتمع الكويتي. وان ترأسه لمجلس
الادارة يعبر ايضا عن عمق ايمانه باهمية هذا الصرح العلمي الكبير، الذي
يمكن من خلاله اتاحة الفرص، وتوفير الامكانات للباحثين والدارسين من
المواطنين وغيرهم في الوطن العربي، والعالم الاسلامي بهدف تحقيق قفزة
نوعية في مجال الخلق والابداع لافادة البشرية واسعادها.
ولقد عبر عن هذه الاهتمامات في كلمة بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني، وعيد
التحرير، في فبراير عام 1992م جاء فيها: «ولقد نجحت الكويت دوما في تجسيد
العلم والمعرفة عبر عشرات المنابر الثقافية والمؤسسات العلمية، وسوف تمثل
هذه المؤسسات مكانتها في بناء الكويت الجديدة المطلة على مستقبل مشبع
بالعلم الحديث في ظل تعاليم الاسلام السمحة، لتتابع دورها الريادي على
الصعيد العربي والاسلامي والدولي، بما يعود بالخير على البشرية جمعاء، في
عالم يزداد تواصلا وتماسكا يوما بعد يوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:29 am

الشيخ جابر الاحمد والمنهج الاداري

من المعروف عن الشيخ جابر الاحمد حبه الشديد وشغفه بالاخذ بأسلوب التخطيط
في الامور الحياتية، وخاصة الخطط ذات البعد القومي الشامل التي تسعى الى
تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة. ويمكن لأي مراقب ان يعرف
هذا الفكر، وتلك السياسة من خلال اهتماماته منذ بدايات عمله في الجهاز
الحكومي، وترأسه فيما بعد لمجلس التخطيط، حيث تم على يده انجاز اهم مرحلة
من مراحل الخطط الانمائية للدولة، ونعني بذلك المخطط الهيكلي الاول للبلاد
وما تبعها من خطط هيكلية امتدت فيها مساحات العمران والبناء، ونمت
المرافق، واستحدثت العديد من المدن السكنية والمناطق النموذجية التي
ارتبطت ببعضها بشبكة من الطرق السريعة منها والبطيئة، والتي تعتبر اليوم
واحدة من اهم الانجازات الرئيسية العمرانية التي تفتخر بها الكويت.
هذا الايمان الكبير بالتخطيط ـ بصفته من اهم مقومات الحضارة البشرية ـ دفع
الشيخ جابر الاحمد في 14 فبراير عام 1978م، وبانتهاء فترة الحداد الرسمي
على الامير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح الى ان يوجه خطاباً الى
المواطنين، اعتبر برنامج عمل افتتح به عهده في الحكم، تناول فيه اموراً
عديدة على المستوى المحلي، من بينها القضايا الادارية التي تسهم مساهمة
مباشرة في بناء كويت المستقبل، وتحدد مسارها سلباً او ايجاباً، وهي واحدة
من التحديات التي واجهت الكويت منذ استقلالها حتى اليوم.
وفي هذا يقول: «... ان بناء كويت المستقبل هو التحدي الكبير الذي يجب على
جيلنا ان ينهض لمواجهته، وينذر نفسه لتحقيقه، وعلينا من اجل ذلك ان نشرع
في بناء الدولة الحديثة التي تأخذ بأسباب التقنية المتقدمة، والاساليب
العصرية في مختلف مجالات الحياة. ولعل اول ما ينبغي البدء به تحديث
الادارة العامة والجهاز الوظيفي للدولة، وتطبيق المفهوم الحقيقي للوظيفة
العامة باعتبارها خدمة عامة، وان الموظف العام من رئيس الدولة الى اصغر
موظف في اجهزتها، انما هو خادم لهذا الشعب الذي اعطاه ثقته، فيجب ان يصون
هذه الثقة بالنزاهة والجدية ورعاية مصالح المواطنين دون اي تقصير او
محاباة، وفي الوقت ذاته ينبغي النظر بعين الاعتبار لتحسين اوضاع العاملين
في مختلف اجهزة الدولة من مدنيين وعسكريين..».
كما يمكن تعرف ذلك الفكر ـ ايضا ـ من خلال اهتماماته المتعددة والدائمة
باحداث التغيير والتطوير المطلوبين، وحرصه الشديد على لقاء المسؤولين في
القطاعات المختلفة المعنية بشؤون التخطيط بشكل مستمر، حيث تأتي خطط
الاصلاح الاداري والتنمية الادارية على رأس هذه الاهتمامات، باعتبارها
لصيقة ومكملة، ولا غنى عنها عند تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية
والاجتماعية.
فبقدر توافر العنصر البشري الفاعل وقدرته الخلاقة، وتحسين الاداء الاداري
بالشكل الذي يجنبها اي اهدار او ضياع يكون النجاح. ومن هنا، كان الشباب
دوماً ضمن دائرة اهتمامات الشيخ جابر الاحمد لكونه القوة البشرية الفاعلة
التي ستقود حركة التنمية في الكويت نحو التطور المنشود.
وفي هذا الصدد، يقول بدر النصر الله: «... وفي سبيل بناء المجتمع المدني
وبناء الانسان الكويتي، كان سموه يشترط على جميع الشركات النفطية الاجنبية
العاملة في الكويت ان تضع بنداً في عقودها يتعلق بتدريب العناصر الكويتية
الشابة لكي تتاح لهم الفرصة لمسايرة ركب التطور في مختلف النواحي...».
ويضيف حمزة عباس، فيقول: «... كان سموه حريصاً على تأهيل الكويتيين
واعدادهم لان يتبوأوا المناصب القيادية والحساسة منذ توليه المسؤولية،
فطلب ان استكمل دراستي في الخارج، واوفدت الى جامعة «اكسفورد» لمدة سنتين
للدراسة والتخصص في المسائل المالية والنقدية، لاتولى بعد عودتي سكرتارية
مجلس ادارة مجلس النقد الكويتي، ثم صرت نائباً فمحافظاً للبنك المركزي.
لقد اولى الشيخ جابر الاحمد الشباب الكويتي عناية خاصة، وكان يرى فيهم وجه
كويت المستقبل، ولم يكن يتوانى لحظة عن حثهم على تلقي العلم اينما كان،
وفي اي مجال تخصصي، لان الكويت في ذلك الحين كانت في بداية مسيرتها، وحركة
التنمية والتطور كانت في حاجة الى سواعد وطنية في المجالات جميعها. وكم
يكون سروره عظيماً عندما يشاهد كويتياً يتبوأ منصباً قيادياً، وبخاصة في
الوظائف الاستراتيجية التي سيقوم عليها بناء كويت المستقبل.
ففي لقائه مع أوائل الخريجين من الجامعات العربية والامريكية والاوروبية
كان دوما يشعرهم بأهمية دورهم في النهوض بالكويت، ويحملهم المسؤولية
التاريخية والامانة الوطنية في دفع عجلة التقدم في بلدهم المعطاء، ودفع
اخوتهم الشباب من الجنسين للتزوّد بسلاح العلم والمعرفة، وافساح المجال
لهم ليتبوأوا المناصب القيادية في الدولة.
وفي هذا يقول عبدالعزيز البحر: «... لقد حرص سموه على سياسة التكويت منذ
توليه المسؤولية، ودفع الكويتيين ـ وخاصة الخريجيين ـ منهم ليتبوأوا
المراكز القيادية، وكان اوضح دليل على ذلك احتضانه لي وللمجموعة التي كانت
تعمل معه، التي كانت من اوائل الخريجين الشباب الذين تولوا ارفع واهم
المناصب بتشجيعه، كما تبنى سموه الجيل الذي أتى بعدنا واولاهم المراكز
العليا في البلد...
هذه المواقف التي تحدث عنها شهود عيان عملوا مع الشيخ جابر الاحمد فترة من
الزمان، التي تنم عن حبه الشديد للشباب الكويتي، ورؤية الكويت كلها في
وجوههم... هذا الشعور الابوي الفياض لم يمنعه من ان يكون صلبا وحازما مع
المقصرين من هؤلاء الشباب امام اي خلل في الوضع الاداري، يعطل مصالح
الدولة ومصالح المواطنين، وينعكس سلبا على سمعة الكويت في الداخل والخارج.

ففي 26 اكتوبر عام 1993م كان للشيخ جابر الاحمد كلمته في هذا الصدد في
افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي السابع لمجلس الامة
الكويتي، تناول فيها بين امور عديدة الجانب الاداري مطالبا بالحزم ضد
الفساد والمفسدين في هذا المرفق الحيوي، حين اشار: «... ولنضع في هذا
السبيل نصب اعيننا، أمرين أساسييين، أولهما: إصلاح الوضع الإداري في
مؤسساتنا العامة والخاصة، الذي تنصلح من خلاله أمور كثيرة، على ان يكون
هذا العمل صادقا، ليس مجرد شعارات، فالله عز وجل، يقول: (... كبر مقتاً
عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)، والامر الثاني: الموقف الحازم والصلب
ضد الفساد والمفسدين، بحيث لا نتهاون في عقاب مرتكبي الحوادث المخزية التي
تنال من قيم مجتمعنا وأمنه واستقراره»...
وفي هذا السياق كان لتوجيهاته اثرها الفاعل في عملية التطور الاداري في
الكويت، فقد اوصى ضمن ما اوصى به في هذا الاتجاه بإعداد دراسة شاملة حول
عملية التطور الاداري في الكويت، تمهيدا لاعادة النظر في اوضاع الجهاز
الوظيفي للدولة ككل، وبالفعل فقد تمت الدراسة التي تضمنها عدد من تقارير
خبراء عالميين في الادارة، وترجمت الى الواقع العملي والممارسة الفعلية
حين صدرت قرارات وسياسات ادارية مهمة اعادت التوازن للجهاز الوظيفي، وعلى
رأسها اعادة النظر في قانون الخدمة المدنية، وتغطية ثغرات كثيرة في
القانون المطبق.
كما جاء ضمن توصياته ضرورة السعي الى تطوير انظمة الخدمة العامة، واستحداث
التشريعات لمقتضيات خطط التنمية الشاملة، ووضع القواعد اللازمة لتوفير
الحوافز المادية والمعنوية المحققة للعدالة اللازمة بين الموظفين، مع
السعي بشكل مستمر الى تقييم الهيكل الاداري للدولة، وتصحيح الاوضاع
التنظيمية بالشكل الذي يخدم الخطة الشاملة في ضوء اتجاهاته العامة، مع
العمل على رفع كفاءة الاداء بالنسبة للمؤسسات الحكومية والعاملين بها.
وفي كلمة له في افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي السابع
لمجلس الامة الكويتي في 31 اكتوبر عام 1995م، اشار فيها الى ان بناء
الانسان الكويتي هو الأهم، لانه الضمان الوحيد لوطن يبنيه ابناؤه بالكفاءة
وتكثيف الخبرات ويضاعفون جهدهم حتى تقل حاجتهم للغير، ويغرسون بأيدهم
ليجنوا وابناءهم ثمار ما زرعوا.
وهنا، يركز الشيخ جابر الاحمد على فلسفة الادارة الناجحة التي يمكن ان
تسهم في خلق مجتمع فاعل منتج، فيقول: «... ولقد كنت حدثتكم عن قضيتين لهما
اثر بالغ في سلامة بنية هذا الوطن والنهوض به، هما: اصلاح الوضع الاداري
في مؤسساتنا العامة والخاصة، والموقف الحازم من الفساد والمفسدين، واذا
كان علينا ان نواجه الخلل بالاصلاح، فعلينا ان نقابل الاتقان بالاحسان»...

ويضيف قائلا: «... لا يستوي في مقاييس الحق والعدل، رجل لا يوظف قدراته
الا لخدمة ذاته، ورجل يضع الآخرين في اهتماماته... رجل كل همه ان يستأثر
بالثمرة، ورجل يحرص وهو يجني الثمرة ان يغرس شجرة... رجل قضى ليله لاهيا
او مسترخيا، ورجل بات منكبا على البحث والعمل... رجل لا يحسن سوى ترديد
الشعارات، ورجل يعمل في صمت وانكار للذات... رجل سخر بيانه للتمويه
والتجريح، ورجل جعل كلمته اداة للحكمة والموعظة الحسنة»...
ولعل اهم ما تضمنه فكره من خلال توجيهاته المتعددة، هو تبسيط اجراءات
العمل في الجهاز الحكومي الى اقصى حد ممكن، وخاصة في الاجهزة ذات التعامل
الجماهيري الكبير، وهي نظرة حديثة في علم الادارة، بعد ان تبين له من خلال
الممارسات الادارية السابقة ان البيروقراطية وتعقيد الاجراءات والروتين
الممل في اجراءات العمل سبب رئيسي للفساد في ذلك العمل، مع تعطيل عجلة
التقدم ومصالح المواطنين.
وبشأن الزيارات التي يقوم بها ـ بين حين وآخر ـ للمواطنين في مناطق
اقامتهم، واجراء حوارات معهم بشأن احتياجاتهم، وما يعانونه من نقص، وما
يرونه ويقدمونه من افكار مستقبلية بشأن تقدم المجتمع... نقول: هذه
الزيارات، هي في حد ذاتها تمثل كسرا للروتين والبيروقراطية الادارية،
ورسالة الى القيادات الادارية بمستوياتها المختلفة بان تبسيط الاجراءات،
وسياسة الباب المفتوح، وإلغاء الحواجز ـ مهما كان نوعها ـ بين الادارة
والمستفيدين واصحاب الحاجة هي السياسة التي يجب الاخذ بها.
ففي العشر الاواخر من شهر رمضان عام 1409هـ، وعلى وجه التحديد في 3 مايو
عام 1989م، تطرق الشيخ جابر الاحمد الى عدد من القضايا المحلية كان من
بينها قضايا التنمية ودور الانسان الكويتي في تحمل هذه المسؤولية الوطنية،
ودوره في تحرير العمل من قيد الحوار الورقي، والاعتماد الاكبر على اللقاء
المباشر، وقراءة الحقائق في مواقع العمل.
وهو في هذا السياق، يقول: «... وان اقتصار القيادات على الاتصال بمستوى
واحد في الاجهزة يؤدي الى العزلة وضعف القدرة على اكتشاف المواهب
والكفاءات، واعطائها فرص التعبير عن ذاتها، وهذا يستدعي من القيادات ان
تتصل باكثر من مستوى اداري، وان يسري الحوار بين المستويات دون عوائق»...
هذا، وان انشاء جهاز الرقابة الادارية في الدولة لكشف السلبيات القائمة
ومواجهتها، وكذا اعداد ندوات للقيادات الادارية العليا في الدولة كانت ـ
ايضا ـ واحدة من تلك التوجهات التي تضمنتها مفكرة الشيخ جابر الاحمد الى
فريق الخبراء القائمين على الدراسة الشاملة السابقة الذكر، حيث أتاحت تلك
الندوات الفرصة لاحداث تفاعل بين القيادات الادارية العاملة في مواقع
عديدة في الدولة، وبخاصة في مواقع الانتاج، وبين الكفاءات العاملة في
التنمية الادارية، كل ذلك من اجل ترشيد الحركة الادارية ودفع عجلة التنمية
الاقتصادية والاصلاحية في الكويت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:29 am

الحلقة السابعة والعشرون

لقد كانت ساعة الغزو العراقي لدولة الكويت لحظات قاسية وعصيبة، وصدمة قوية
للعقل والفكر والوجدان، والايمان بمشيئة الله وقدره، جعلت تلك اللحظات
العصيبة والصدمة القوية تتهاوى امام ارادة الرجال وعزيمة الشجعان، فكان
التأكيد والاصرار على تحرير الوطن، وان لا مساحة في العقل والفكر والوجدان
للمساومة على الارض، وان الكويت لابد ان تعود بكامل ترابها وبحارها
واجوائها... فكان للكويت ـ قيادة وشعبا ـ ما ارادت، وما عقدت العزم عليه،
وان جاء الثمن باهظا وغاليا في الارواح والممتلكات، لكن الكويت في نفوس
ابنائها هي الأغلى والاثمن في الوجود.
لقد كانت الكويت ـ دائما وأبدا ـ في فكر ووجدان الشيخ جابر الاحمد كما
كانت في فكر ووجدان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله
السالم الصباح وكل كويتي محب لتراب وطنه، من هنا، ومنذ اللحظات الاولى
كانت الشرعية الكويتية المتمثلة بالقيادة السياسية وعلى رأسها الشيخ جابر
الاحمد في حالة عمل مستمر، يواصلون الليل بالنهار، فالوقت لا قيمة له اذا
لم يقترن بانجاز كبير يضاهي عمق المأساة، وساعات العمل لا تحتسب اذا لم
تتخذ فيها القيادة الكويتية خطوة الى الامام من اجل عودة الكويت حرة
مستقلة.
كان الشيخ جابر الاحمد في حالة من العمل المتواصل والجهد الدؤوب، لم تكن
هناك ساعات محددة لعمله، فالليل والنهار قد تساويا امام محنة الكويت،
والنماذج التالية من جهوده وتحركاته توضح لنا حجم العمل وعمق المسؤولية
وخطورتها، والاصرار على عودة الوطن بكامل ترابه، وسيادته، وعودة شعب
الكويت لممارسة حياته الطبيعية على ارضه، وعودة الكويت ـ بقوة مضاعفة ـ
للمشاركة في دعم نشاطات التنمية الدولية، ودعم قضايا الانسان والعدالة
الاجتماعية في العالم.
لا شك ان خروج القيادة الكويتية وعلى رأسها الشيخ جابر الاحمد فجر يوم
الغزو والعدوان الى المملكة العربية السعودية هو المسمار الاول في نعش
النظام العراقي وقيادته الجائرة، ذلك لان المعتدي كان قد وضع في اعتباره
وهو يجتاح الكويت الآمنة المسالمة في تلك الساعات المتأخرة من الليل، ان
اول خطوة ينبغي له اتخاذها عند احتلاله الكويت ان يقضي على قيادته
الشرعية، لكن آماله تحطمت بخروج القيادة الكويتية، واصابته حالة من
الهذيان السياسي، وهو يبحث عن مخرج يبرر به عدوانه الآثم... فمن الحديث عن
التصدي لمؤامرة امريكية ترتب ضد العراق من اراضي ودوائر واجهزة دولة
الكويت، الى الحديث عن ثورة شعبية قادت انقلابا وتطلب الدعم والمساندة،
الى المطالبة بحق تاريخي لو اخذ به، وعمل بموجبه لتغيرت خريطة العالم،
واصبح العراق اول الخاسرين.
ان خروج قادة الكويت، ووصولهم آمنين سالمين الى المملكة العربية السعودية
من الامور المهمة التي رفعت الروح المعنوية لشعب الكويت، ودعم صموده،
ونظمت صفوفه في صور وأشكال مختلفة من المقاومة الوطنية، واصبح ذلك نقطة
الانطلاق للعمل من اجل تحريرالكويت، ولذا فان هذا الخروج كان واجبا لبّاه
اولئك الرجال حتى يتمكنوا من الحفاظ على الكويت وأهلها.
ہہہ

دعم الجبهة الوطنية

لقد كانت اولويات الشيخ جابر الاحمد في الساعات الاولى للعدوان والاحتلال
هي كيفية المحافظة على صمود الجبهة الوطنية، واعادة تنظيمها في الداخل
والخارج، ودعم المقاومة بمختلف الاشكال بين صفوفها.
من هنا، كانت له مواقف وقرارات وتوجيهات ساهمت مجتمعة بشكل فعال في رفع
الروح المعنوية بين صفوف الشعب الكويتي، ورسخت في نفوسهم التحدي والنضال
ومقاومة المعتدي بالاشكال والصور كافة، وفيما يلي نماذج من تلك الجهود:
في الساعات الاولى للعدوان العراقي على دولة الكويت وجه الشيخ جابر الاحمد
نداء الى ابناء شعبه الوفي، اكد فيه ان الكويتيين ليسوا وحدهم، وان العرب
والمسلمين والعالم كله معهم، كانت هذه اول اشارة من اجل النضال والمقاومة،
فقد جاء في النداء ما يلي: «... اذا كان هذا العدوان قد تمكن من احتلال
ارضنا، فانه لن يتمكن ـ ابدا ـ من احتلال عزيمتنا، واذا كان المعتدون قد
استولوا على مرافقنا ومنشآتنا العامة، فانهم لن يستطيعوا ـ ابدا ـ
الاستيلاء على ارادتنا، فعزيمتنا وارادتنا هما عزيمة وارادة آبائنا
واجدادنا الذين واجهوا اعتى التحديات، فلم تلن لهم قناة، ولم يخضعوا لاي
عدوان»...
ويمضي في بيانه مخاطبا ابناء شعبه: «... سوف يسجل لكم التاريخ، يا ابناء
هذا الجيل من اهل الكويت، انكم واجهتم اشد المحن ضراوة، فلم تستكينوا،
وانكم قاسيتم احلك الساعات، فلم تهنوا، وانكم وقفتم في وجه جبروت القوة،
ولم تخضعوا، ولسوف يذكر لكم التاريخ انكم وقفتم صفا واحدا في وجه العدوان،
وان المعتدين لم يجدوا فيكم ثغرة ينفذون منها الى ضرب وحدتنا وتماسك
شعبنا»...
وفي 3 اغسطس عام 1990م اصدر الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح، وزير
الدولة للشؤون الخارجية، تعميما لجميع سفارات دولة الكويت في الخارج، هذا
نصه: «لما كان صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد، امير دولة الكويت، قد اصدر
امرا اميريا في شأن المقر المؤقت لحكومة دولة الكويت، وبعض الاحكام
المنظمة لاعمالها، ولما كانت المادة السابعة من هذا الامر قد نصت على ان
يبلغ هذا بالطرق الدبلوماسية لحكومات الدول الاخرى، لذلك فعلى جميع سفارات
دولة الكويت في الخارج المبادرة فورا بابلاغ الجهات المختصة في الدول
المختلفة بمضمون الامر الأميري».
وكان قد صدر بالطائف الامر الاميري في شأن المقر المؤقت لحكومة دولة
الكويت، وبعض الاحكام المنظمة لأعمالها، وفيما يلي نصه: فوجىء العالم في
فجر الثاني من اغسطس الجاري بالغزو العراقي لدولة الكويت بما يمثل اعتداء
شائنا على دولة عربية مسلمة.
ولقد استنكرت دول العالم اجمع، شرقه وغربه هذا العدوان، ورفضت جميع
المنظمات العربية والاسلامية والدولية، وعلى الأخص جامعة الدول العربية،
والامم المتحدة، ومؤتمر القمة العربي في قرارات حاسمة ما ترتب على هذا
الغزو من آثار، ووقف المجتمع الدولي بأسره ضد اي مساس باستقلال دولة
الكويت، وسيادتها الكاملة على ارضها في ظل حكومتها الشرعية، وبقيادة
اميرها.
واذا كان شعب الكويت قد هبّ مدافعا عن وطنه، والذود عن ترابه، مضحيا بالدم
والمال، ونهض جميع المواطنين لتحرير ارض الوطن، واستبقاء رايته عالية
خفاقة بالعزة والكرامة، وذلك في وحدة وعزم واصرار، مما يجعلنا على يقين
وثقة في عودة الاوضاع في دولة الكويت الى ما كانت عليه في القريب العاجل،
ان شاء الله، الا ان الظروف الحالية قد استدعت ترتيب بعض الامور في شأن
مقر الحكومة المؤقت، وادائها لواجباتها في خدمة المواطنين والمقيمين.
ومن اجل ذلك، وبعد الاطلاع على الدستور، وعلى الامر الاميري الصادر في 27
شوال 1406هـ الموافق 3 اغسطس عام 1990م، اصدرنا الامر التالي:

وقد جاء هذا النداء بمناسبة مرور شهر على العدوان والاحتلال العراقي، وفيمايلي نصه:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:29 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ونشكره، ونتوب اليه، ونستغفره، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
اخواني واخواتي، يا اهل الكويت الاوفياء،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اتوجه اليكم بهذه الكلمة بعد شهر ونيف من الاحتلال العراقي للتراب الكويتي الطاهر.
حيث تحدى بقواته الباغية كل المواثيق والاعراف الدولية المستقرة في ضمير
العالم، واطاح بصلفه وغروره كل القواعد الضابطة للمشروعية الدولية التي
يحرص العالم على المحافظة عليها والدفاع عنها، وفي ظروف تعمل فيها دول
العالم على احلال السلام والتعاون وتجنيب ويلات الحروب.
ولاشك، ايها الاخوة والاخوات، في ان ما حصل عليه الغزو العراقي للاراضي
الكويتية من ادانة وشجب ومطالبة بالانسحاب الفوري للقوات العراقية
الغازية، وبدون قيد او شرط، وتمكين الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ـ كما
كانت قبل الغزو ـ من جميع دول العالم، ومنظماته الاقليمية والدولية
الرسمية منها والشعبية، هو دليل واضح وعملي على ان العالم لا يمكن ان يرضى
عما اقدم عليه النظام العراقي من عدوان على بلدنا الحبيب الكويت، بما ترتب
عليه من آثار سلبية انعكس أثرها على الصعيد العربي والاسلامي والعالمي.

يا ابناء الديرة الاعزاء،،،
ان ما يبهج النفس ويزيدها فخراً واعتزازاً ان اخاطبكم اليوم، وانباء
صمودكم تملأ الدنيا، مؤكدة رفضكم التعاون بجميع اشكاله مع قوات الاحتلال
رغم تهديداته وإغراءاته، كما ان العدو الغاشم عجز عن ان يقدم دليلاً
واحداً للعالم يثبت وجود من يتعاون معه من أبناء الكويت، مما جعل ادعاءاته
وتبريراته لغزو الكويت تذهب ادراج الرياح، وتفضح حقيقة نزواته العدوانية.

يا أبناء بلدي،،،
قال الله سبحانه وتعالى (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا
واتقوا الله لعلكم تفلحون) ايها الصابرون المرابطون في الكويت.. يا من
فضلتم ان تحتضنوا تربة الكويت وتاريخها الطاهر في عيونكم وقلوبكم وفضلتم
البقاء فيها.
اتوجه اليكم، والإيمان يعمر قلبي بأن صمودكم ضد قوى الظلم والبغي والعدوان
سيكشف قريباً، وبعون الله، الرياح السوداء، التي عصفت بأمن الكويت
واستقرارها، ليعود وطنننا بمشيئة الله ـ كما كان ـ دار أمن واستقرار
وسلام، لان الظلام مهما حاول ان يحجب الحقيقة ويطفىء نورها، فإن الشمس
لابد ان تظهر وتكشف الحقيقة ناصعة بيضاء من كل سوء، مصداقاً لقوله تعالى:
(يريدون ان يطفئوا نو رالله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره
الكافرون).

يا أبناء الديرة الكرام

يا من شاءت الظروف الحرجة ان تكونوا خارج الكويت، ان مسؤوليتكم اليوم لا
تقل عن مسؤولية اخوانكم في الداخل،. فان لم تسمح لكم الحال بمشاركتهم في
التصدي للعدوان فلا اقل من ان تثبتوا للعالم اجمع انكم معهم، تناصرونهم
بجهودكم وإمكاناتكم المتاحة، وتدعمون صمودهم لتحقيق النصر باذن الله.
ولا شك في انكم تعلمون، انكم في ارض غير ارضكم، وبلاد غير بلادكم، فاذا
كان لنا في هذا المقام ان نتوجه بالشكر والعرفان الى جميع الدول التي
استضافتكم ـ قادة وحكومات وشعوبا ـ وفتحت ابوابها مرحبة بكم، وقدمت لكم
جميع التسهيلات اللازمة لتكفل لكم الامن والامان، فلا اقل من ان تمثلوا
الكويت التمثيل اللائق بها ـ كما عهدناكم دائما ـ عن طريق مراعاة تقاليد
هذه الدول وقوانينها واعرافها. وان تكونوا يدا واحدة في السعي الى تحرير
تراب الوطن من دنس الغزاة قولا وعملا.

إخواني وأخواتي

اننا نؤمن ايمانا راسخا بان الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد ابتلانا بما نحن
فيه وان من آمن وعمل وصبر على هذا الابتلاء، فانه هو الظافر بنصر الله
وتأييده، وانني على ثقة بانكم ستكونون من الظافرين بعون الله.
وصدق الله ـ عز وجل ـ في محكم كتابه (أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا
وليعلمن الكاذبين).
صدق الله العطيم.
والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته
بتاريخ 15 سبتمبر عام 1990م اعلن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الشيخ
جابر العبدالله الجابر الصباح في ابو ظبي ان السفارات والقنصليات الكويتية
بدأت تنفيذ اوامر صاحب السمو امير البلاد بشان صرف معونات السكن والاغاثة
المخصصة للاسر والعائلات الكويتية في الخارج. وكانت هذه واحدة من توجيهاته
بضرورة الاسراع في تامين العيش الكريم، وتسهيل حياة المواطنين الكويتيين
في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الكويت.
بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وجه الشيخ جابر الأحمد رسالة الى أبنائه
الطلبة والطالبات، اينما كانوا اكد فيها ان شعب الكويت اثبت انه شعب صلب
المراس، مرفوع الرأس دائما، رغم كل اشكال الاضطهاد والقتل والتشرد، وانه
لا بد للمعتدي ان يدفع ثمن كل شروره. فهو اليوم يقف وحيدا ضد العالم اجمع،
واوصى ابناءه بالصبر والمثابرة، ورص الصفوف، ومضاعفة الجهد فالكويت التي
سوف تبزغ من جديد هي كويت الامل لشعب صامد، وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وبه نستعين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
أبنائي وبناتي طلاب وطالبات الكويت في كويتنا الغالية الرازحة تحت نير الاحتلال.
ابنائي وبناتي طلاب وطالبات الكويت في كل مكان من هذه المعمورة.
ومن خلالكم الى اهلكم وذويكم، الى ابناء الكويت الغالية، وأجيالها
الصامدة، احييكم تحية الاسلام والحق، تحية تصلكم وانتم تعانون ما نعاني،
وتتألمون لما نتألم له، وبعضكم حرم بالغدر والخديعة والغزو من ان يكون على
مقاعد الدراسة الآن، وقد تعود في كل عام في مثل هذا الوقت ان يكون منكبا
على دروسه.

أبنائي وبناتي
تعلمون ان خديعة كبرى ومصابا جللا وكارثة عظيمة قد حلت بارضنا وأهلنا
ووطنا. ان هذه الكارثة قد تسبب فيها جشع اعمى وحقد دفين، وتعلمون ايضا ان
العالم كل العالم يقف معنا في قضيتنا، وتعلمون ايضا اننا نبذل الغالي
والنفيس، ونواصل النهار بالليل مسؤولين ومواطنين، نعمل جاهدين لرفع راية
الحق على الظلم، والنور على الظلام، ونحن بعزيمة الله وتأييده سائرون.
لقد جسد شعب الكويت في هذه الفترة العصيبة، تضامنه وتكاتفه وتكافله عملا
وقولا، واثبت شعب الكويت انه شعب صلب المراس مرفوع الراس دائما، رغم كل
اشكال الاضطهاد والقهر والقتل والتشريد الذي يمارسه الغازي المغتصب كل يوم
بل كل ساعة.
لقد أثبت شعب الكويت ان الغاصب لن ينال منه، فقد رفض عن بكرة ابيه ـ ولا
يزال يرفض ـ ان يتعاون او يقر، او يسلم للغازي، لقد اصبح الغازي نفسه في
موقف مضطرب ومحاصر نتيجة هذا الاصرار العظيم لهذا الشعب العظيم.

ابنائي الاعزاء،،
ان الجهد المطلوب منا جميعا جهد عظيم، وان القوى التي نصارعها قوى شر
سنقاومها بكل وسيلة ولا بد للمعتدي من ان يدفع ثمن كل شروره فهو اليوم يقف
وحيدا ضد العالم أجمع.
لقد أصبحت الكويت الصغيرة بحجمها وسكانها كبيرة في ضمير العالم، وما
التأييد الا من عند الله وقد أيدت قضيتنا العادلة امم كثيرة وشعوب شتى على
اختلاف مواقفها السياسية.

ابنائي الاعزاء
اوصيكم بتقوى الله والاجتهاد في العلم، وما خاب شعب آمن بربه ونبيه واخذ العلم طريقة وسلاحا لشق مستقبله.
اوصيكم بالصبر والمثابرة ورص الصفوف، ومضاعفة الجهد، فكويتنا التي سوف
تبزغ من جديد هي كويت الامل لشعب صامد، وكويت السلام لمنطقة مضطربة وكويت
المحبة لعالم يسعى الى السلام والمحبة.
ان الكويت عائدة باذن الله واننا جميعا عائدون لأهلنا وأرضنا وفي يوم نصر
قريب سنتلقى جميعا ـ باذن الله ـ على أرضنا الحبيبة رافعين رايات النصرد
ساجدين لله وشاكرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المؤتمر الشعبي بجدة تأكيد للبيعة لأسرة آل الصباح حكاماً لدولة الكويت
مرارة الاحتلال أكدت حقيقة ناصعة وهي رفض الشعب الكويتي التخلي عن ارضه او
قيادته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:30 am

الحلقة الثامنة والعشرون

سيروي التاريخ على مر الزمان، ان شعب الكويت لم يتخل خلال فترة الاحتلال
العراقي لبلدهم لحظة واحدة ـ عن وطنيته، وحبه لتراب وطنه، والتمسك بأرضه،
وبقيادته الشرعية، ولم يجد النظام العراقي وجيشه المحتل خلال سبعة شهور
كويتياً واحداً يمكن ان يتعاون معه، ويسانده في تبرير احتلاله لدولة
الكويت.
لقد كان المؤتمر الشعبي الكويتي، الذي عقد في قصر المؤتمرات بمدينة جدة
بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13 ـ 15 اكتوبر عام 1990م،
ملحمة شعبية رائعة، عزفت سيمفونية النصر وانشودة الانتصار، مؤكدة للعالم
اجمع تمسكها بقيادتها ونظامها السياسي.
نقول، لقد جاء هذا المؤتمر ليؤكد عدم تفريط الكويتيين بشبر من ارضهم، كما
جاء ليجسد باصرار كبير تجديد البيعة لاسرة آل الصباح، وعلى رأسهم الشيخ
جابر الاحمد حكاماً لدولة الكويت.. جاء هذا كرد حاسم على المتقولين
والمتشككين في ولاء الكويتيين لقيادتهم ونظامهم السياسي، بعد ان تعالت بعض
الاصوات مطالبة الامم المتحدة باجراء استفتاء شعبي حول مدى قبول الشعب
الكويتي لقيادته، ونظامه السياسي القائم في الكويت.
وأمام هذا المؤتمر التاريخي. كان للشيخ جابر الاحمد وقفة تجلت فيها جميع
معاني القائد الشجاع والحاكم العادل والاب الحنون.. وقفة ملؤها الشوق
للابناء والحنين الى ارض الوطن.. وقفة اتسمت بالاكبار وعظيم الامتنان لشعب
وفي، وقف وقفة رجل واحد في وجه المعتدي الظالم ساعات المحنة...
وقفة اكد فيها لهؤلاء الاوفياء الابطال ان العالم يتابع تحركاتهم وتحركات
قيادتهم من اجل التحرير ودحر الغزاة المعتدين، وان النصر قريب باذن الله.
وقال امام اضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ العدوان والاحتلال العراقي لدولة
الكويت: «... ان النظام العراقي اخطأ في فهم طبيعة الجبهة الداخلية
الكويتية، فظن ـ واهماً ـ ان ما طرحه بعض المواطنين المجتهدين من آراء
لترتيب اوضاع البيت الكويتي باعثه خلافات، وتناقضات بين ابناء الوطن
الكويتي الواحد..».
ووجه رسالة تحية وتقدير واحترام للاهل في الكويت، الذين يسطرون منذ بدء
الاحتلال اروع آيات الصمود والتحدي ضد العدو الغاشم، ويثبتون كل يوم ان
الكويت ستبقى حرة عزيزة رغم انف المعتدي الاثم، ودعا الى التركيز على كويت
المستقبل التي ستكون ـ باذن الله ـ اكثر عزة وشموخاً واستقراراً وأمناً.
واكد ان ما قدمه، ويقدمه الشعب الكويتي من تضحيات في هذه المحنة سيكون
ركائز قوية وصلبة لانطلاقة كويتية وثابة في جميع المجالات، وفيمايلي نص
الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، واسأله ـ سبحانه وتعالى ـ ان
يعيننا جميعاً على تحمل المصاب، وان يثبت اقدامنا ويطمئن نفوسنا، واصلي
واسلم على خير البرية سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم».

اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
لقد تعرضت الكويت فجر يوم الخميس الحادي عشر من محرم الحرام، الموافق
الثاني من اغسطس الماضي لعدوان غادر من النظام العراقي، الذي كنا نعتقد
بأن ما قدمته الكويت له، شعباً، وحكومة، كان كافيا لغرس شجرة الخير في
ضميره، واحتواء نزعة الشر في سلوكه، الا ان الشر كان متأصلاً فيه، فخان
العهد، وغدر بالاخ والجار، واستباح الحرمات، ضارباً عرض الحائط بكل
المواثيق والاعراف الدولية، متنكراً لما قدمته له الكويت من مساندة
ومساعدة.

اخواني،،،
لقد كانت الكويت واحة امن وسلام واستقرار، وكانت ملاذاً لكل الخيرين
والشرفاء، يجدون فيها المكان الامن، والعيش الكريم، والحياة الهانئة
الرغيدة، فأثار ذلك حفيظة النظام العراقي الآثم الذي بدد ثروات الشعب
العراقي لتحقيق مآرب خاصة، وحينما شعر بأن الشعب بدأ يتملل ويتذمر من
انحرافاته وشططه، اراد الهاءه بفتح جبهة جديدة مع الكويت التي كانت ـ وفي
جميع الظروف ـ سنداً وعوناً لاشقائها العرب والمسلمين وارسل قواته المسلحة
بعد منتصف الليل لاجتياجها واحتلالها، وممارسة اعمال العنف والقتل والسطو
المسلح ضد المواطنين الابرياء، بحقد لم يسبق له مثيل في عالمنا المعاصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:30 am

الحلقة التاسعة والعشرون


مواصلة الجهود في دعم الجبهة الوطنية

وهكذا، يمضي الشيخ جابر الاحمد في دعم الجبهة الوطنية، سواء أكان افرادها
ممن تواجدوا ورابطوا على ارض الكويت المحتلة ام من الذين عاشوا في الشتات
ضيوفاً على الدول الشقيقة والصديقة. وذلك من خلال ادوات وآليات متعددة
تتمثل في تحفيز الهمم، ورفع الروح المعنوية، والتضحية والفداء من اجل
التمسك بتراب الوطن والدفاع عنه، وحث المجتمع الدولي للتضامن مع شعب
الكويت لاسترداد حقوقه المسلوبة بكل الوسائل المتاحة، وكذا اصدار مراسيم
اميرية بقوانين تكفل حقوق الوطن والمواطنين، وتؤكد على سيادة الكويت
واستقلالها.
بتاريخ 19 اكتوبر عام 1990 تلقى الشيخ جابر الاحمد برقية تأييد من المؤتمر
الدولي العمالي للتضامن مع عمال وشعب الكويت، الذي انعقد بالقاهرة وحضره
اكثر من 95 منظمة نقابية عمالية في العالم. وقد نددت البرقية بالعدوان
العراقي، وطالبت بضرورة انسحابه الفوري وغير المشروط من دولة الكويت.
وفي التاريخ ذاته صدر في الطائف بالمملكة العربية السعودية مرسوم اميري
باخضاع الاموال المملوكة للكويتيين، وغيرهم من المقيمين في دولة الكويت
للملكية الحمائية. وقد اشتمل المرسوم على خمس مواد، منها: اخضاع الاموال
المملوكة لمواطنين كويتيين او غيرهم ممن يكون موطنهم القانوني في الكويت،
سواء وجدت هذه الاموال داخل الكويت ام خارجها للملكية الحمائية لدولة
الكويت ممثلة في حكومتها الشرعية. هذا الاجراء الذي فرض بغرض الحفاظ على
هذه الاموال لصالح اصحابها الشرعيين، حيث اعطت المادة الثانية من المرسوم
الحكومة الشرعية الحق في اتخاذ الاجراءات كافة، القضائية والادارية
والقانونية لحماية الاموال، كما اعطت للحكومة الكويتية حرية توقيع الحجز
التحفظي والتنفيذي على الاموال المملوكة للحكومة العراقية الموجودة في
الخارج.
وحددت المادة الثالثة الاموال الخاضعة للحماية، وهي الاموال: العقارية
والمنقولة بما في ذلك النقود والعملات المختلفة والمعادن الثمينة
والمجوهرات والاوراق المالية، كالاسهم والسندات، على ان تتخذ الحكومة
الكويتية بعد عودة الاوضاع الطبيعية الى البلاد الاجراءات اللازمة لوقف
العمل بهذا القانون، بعد استقرار الحقوق لاصحابها الشرعيين.
المرسوم:
بتاريخ 3 نوفمبر عام 1990 اكد الشيخ جابر الاحمد انه لا سبيل لانهاء
الاحتلال واستتباب الامن في العالم الا بالتطبيق الكامل والحاسم لقرارات
مجلس الامن الدولي، وقرارات القمة العربية، وقرارات وزراء خارجية الدول
الاسلامية.
وقال في رسالة موجهة الى ابناء الكويت في الداخل والخارج ان شمس التحرير
ستشرق على ارض الكويت الطاهرة، وان التضحيات الغالية التي قدمها ابناء
الكويت وهم يواجهون جنود الباطل، ستشكل قاعدة صلبة وراسخة لانطلاقة الكويت
المستقبلية، وفيمايلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم:
اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بين فترة واخرى اجد نفسي بحاجة الى ان اتحدث اليكم حديث القلب للقلب. فنحن
جميعاً منذ يوم الخميس الموافق الثاني من شهر اغسطس الماضي نعيش محنة لم
يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.
والطامة الكبرى، ان النظام الذي ارتكب جريمته الشنعاء ضد الكويت وشعبها
كان يدعو ويجاهر بشعار الامن القومي العربي وان العربي يجب ان لا يستخدم
سلاحه ضد اخيه العربي.
اخواني،،،
لقد تأكد لي من خلال زياراتي للامم المتحدة ولبعض الدول الصديقة ان العالم
اجمع يتابع عن كثب، ويتألم لممارسات قوات النظام العراقي الباغي التي لم
تتورع عن ارتكاب افظع الجرائم الوحشية ضد ابناء الكويت العزل، والاعتداء
على ابسط حقوق الانسان.
فقد سقط القناع الزائف الذي كان يرتديه المعتدي، ويخفي خلفه حقيقة اطماعه،
وزادت عزلته الدولية، وبرزت للعالم اجمع ملامح وجهه الاجرامي.
واذا كان هذه النظام الآثم ما زال يختلق الاعذار، ويسوق الاسباب. الواهية
لتبرير عدوانه الهمجي على دولة عربية مستقلة جارة له، فإن التاريخ يشهد
بأن اسهام الكويت وشعبها في المجال العربي والاسلامي والدولي ممدود ولم
يكن في يوم من الايام بالمقطوع ولا بالممنوع.
اخواني،،،
لقد اراد الحق ـ جل وعلا ـ ان يمتحننا جميعاً في هذه المحنة القاسية، ومن
ثم فإن ايماننا وتسليمنا بقضاء الله وقدره يفرض علينا ان نصبر، وان نثق
بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ناصرنا، وانه سيتم نوره ولو كره الكافرون.
قال تعالى: (ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) وقال تعالى: (انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).

اخواني،،،
ان شمس التحرير ستشرق على ارض الكويت الطاهرة قريبا بإذن الله، وسيندحر
الغزاة الظالمون، وسيردون على اعقابهم خائبين. (بل نقذف بالحق على الباطل
فيدمغه فاذا هو زاهق).
اخواني،،،
ان بناء الكويت الحرة يتطلب تضافر جهود جميع ابنائها، ولن ننسى الدور
البطولي الذي قامت به النساء الكويتيات مع اخوانهم الكويتيين، واذا كانت
مسؤوليتنا الان العمل على اعداد خطط اعادة اعمار الكويت، فإن الصامدين
والمرابطين في ارض الوطن من ابناء الشعب الكويتي الابي يجب ان ننظر اليهم
نظرة مميزة في البرامج المختلفة لانهم سطروا بصمودهم وتحملهم مختلف صنوف
التعذيب من قوات الغدر والخيانة اروع صفحات البطولة والفداء، كما لن ننسى
ما قام به بعض الوافدين الشرفاء بتعاونهم مع اخوانهم الكويتيين ضد الغزاة
الطامعين.
اخواني،،،
ونحن في الوقت نقدر فيه الجهود التي بذلت لاحتواء الوضع المتفجر في اعقاب
العدوان العراقي على دولة الكويت، فاننا نؤكد بأنه ليس هناك من سبيل
لانهاء هذا الاحتلال واستتباب الامن في العالم الا بالتطبيق الكامل
والحاسم لقرارات مجلس الامن الدولي، وقرارات القمة العربية وقرارات وزراء
خارجية الدول الاسلامية في هذا الشأن. واننا نأمل ان تسخر جميع الدول
المحبة للسلام جهودها. وتكثف تحركاتها لاستئصال نزعة الشر المتأصلة في
النظام العراقي المعتدي، وارغامه على الانصياع للارادة الدولية ووضع حد
لتجاوزاته على الشر عية الدولية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:30 am

صباح الاحمد الجابر الصباح
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية

وفي التاريخ ذاته، اي في 16 نوفمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في
مقر اقامته في الطائف رئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف والوفد المرافق له.
وقد عقدا اجتماعات بحضور الجانبين، حيث دار البحث خلاله حول تأجيل موعد
انعقاد مؤتمر القمة الاسلامي السادس في داكار الى موعد يتم الاتفاق عليه
لاحقا مع القادة المسلمين. كما تم البحث في آخر تطورات الوضع في منطقة
الخليج والعلاقات الثنائية بين البلدين.
بتاريخ 17 نوفمبر عام 1990م اجتمع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي
الدكتور حامد الغابد الى الشيخ جابر الاحمد. وقال بيان رسمي صادر عن
الديوان الاميري، ان الدكتور الغابد قدم الى سمو الامير تقريرا عن جولته
الاخيرة في بعض الدول الافريقية الاعضاء في المنظمة.
بتاريخ 21 نوفمبر عام 1990م وفي رسالة موجهة من اللجنة الوطنية التونسية
النسائية الى الشيخ جابر الاحمد تعرب فيها عن تضامنها ودعمها لصمود الشعب
الكويتي ضد الاحتلال العراقي للكويت، مؤكدة رغبة عضوات اللجنة في التطوع
لخدمة القضية الكويتية الى ان تعود الكويت حرة مستقلة، كما اعربت اللجنة،
وهي اللجنة المنبثقة عن اللجنة الوطنية التونسية لمساندة الشعب الكويتي،
في رسالتها التي سلمت الى سفير دولة الكويت في تونس عبدالمحسن الجيعان:
اننا نعاهدكم على التطوع لخدمة القضية الكويتية التي آمنا بها وسخرنا
انفسنا لها لخدمة الحق والعدل، ونحن واثقات من ان الجور والتعسف والاضطهاد
لن يزيد الشعب الكويتي الا ايمانا وثباتا وقوة وارادة ليعيش حرا كريما.
وقد أشارت رئيسة اللجنة الى ان هناك جهودا حقيقية لانشاء لجان نسائية اخرى
في مختلف انحاء تونس لتكثيف النشاطات المساندة للشعب الكويتي على
المستويات العربية والدولية.
بتاريخ 29 نوفمبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة من اخيه امير
دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، تضمنت دعوة لحضور اجتماعات الدورة
الحادية عشرة للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع
عقدها في الدوحة. وقد قام بتسليم الرسالة عبدالله بن صالح المانع وزير
المواصلات والنقل القطري.
بتاريخ 22 ذيسمبر عام 1990م غادر الشيخ جابر الاحمد مدينة الطائف متوجها
الى الدوحة على رأس وفد دولة الكويت لحضور اعمال القمة الحادية عشرة لمجلس
التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد تحت شعار التحرير والتغيير حيث
بدأ المؤتمر اعماله ـ بالتاريخ ذاته ـ بكلمة لامير دولة قطر، اكد فيها ان
العدوان الذي وقع على ارضنا وشعبنا في الكويت العزيزة عدوان علينا جميعا.
ان الكويت دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها بالنسبة لنا قطعة من نفوسنا، وجزء
لا يتجزأ من تراب وطننا الخليجي. وخلال الاشهر القليلة الماضية اثبتنا انه
بالوقوف صفا واحدا نستطيع ان نواجه الاثم والعدوان وسينتهي الغزو العراقي
للكويت الشقيقة باذن الله.
وقال من موقع المسؤولية التاريخية: لقد أجمعت قراراتنا العربية
والاسلامية، والقرارات الدولية على وجوب انهاء العدوان العراقي بتنفيذ ما
تقضي به هذه القرارات من سحب العراق جميع قواته فورا، ودون قيد او شرط،
وعودة حكومة الكويت الشرعية بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح،
الا ان العراق لم يستجب لهذه القرارات، واصر على موقفه الرافض لها، مما
حدا بمجلس الامن الدولي الى اصدار قراره الاخير في 29 نوفمبر الماضي
باجازة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ قراراته الصادرة بشأن العدوان
العراقي على الكويت. واقتناعا منا بضرورة استنفاد جميع سبل الحل السلمي،
فقد رحبت دول المجلس كذلك بمبادرة الرئيس الامريكي باجراء مباحثات مباشرة
بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق في اطار هذا القرار الاخير،
وتحقيقا لاهدافه املين ان يستجيب العراق لنداءات السلام وان يحكم صوت
العقل ليجنب منطقتنا والعالم اجمع اخطار الحرب.
ويمضي الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني امير دولة قطر، فيقول. لقد قلب العدوان
العراقي كل الحقائق والموازين التي كنا نعهدها من المسلمات في ثوابت
العلاقات العربية، ومفهوم الامن الخليجي، والامن العربي. والمدى الذي لا
يصح لخلافاتنا العربية ان تتجاوزه، حفاظا على كيان امتنا العربية، ومصيرها
المشترك، وجاء ذلك العدوان بما نجم عنه من تصدع التضامن العربي وانتكاس
العمل العربي المشترك، وزعزعة امن واستقرار منطقتنا الخليجية والعربية،
ليطرح بالحاح ضرورة وضع استراتيجية واضحة ومتكالمة حول السياسات التي
يتعين اتباعها في المستقبل لتلافي تكرار وقوع مثل هذا العدوان، ووضع قواعد
اكثر صلابة لعلاقات اكثر صحة بين دولنا العربية.
ويستعرض الشيخ خليفة بن حمد الوضع الخليجي بعد المحنة التي المت بالمنظومة
الخليجية، فيؤكد باصرار كبير على الجانب الامني لكونه مفتاح السلام والامن
والامان، فيقول: ان الازمة الراهنة بكل وطأتها وخطورتها تحتم علينا اعادة
النظر وتقييم بعض اوجه مسيرة مجلسنا الخليجي، فلا يمكن ان تمضي الامور
بعدما حدث في الثاني من اغسطس الماضي كما كانت قبله. وكما ان لكل مرحلة
تحدياتها. فان لها كذلك مهامها واولوياتها. ونحن نحتاج اكثر من اي وقت مضى
الى تعزيز اواصر تكاملنا، ووضع الاسس العملية لعلاقات اكثر شمولا بين
دولنا التي لا يوجد بين شعوبها اي خلافات. كما اننا نحتاج نظرة جديدة الى
اسلوب عملنا والى اقامة نظام امني اكثر فاعلية، يتيح لمجلس تعاوننا
الخليجي القدرة على مواجهة تحديات ما بعد الازمة، ووقاية منطقتنا من مخاطر
تكرار العدوان عليها، ويكفل لشعوبها حياة حرة كريمة في ظل الاستقرار
الضروري الذي يتيح لها توجيه ما تملكه من قدرات لاستكمال مقومات تنميتها
الشاملة.

بتاريخ 23 ديسمبر عام 1990م تابع الشيخ جابر الاحمد اتصالاته ولقاءاته مع
قادة دول مجلس التعاون الخليجي لبحث تطورات الازمة الراهنة، وسبل انهاء
الاحتلال العراقي للكويت. هذا وقد خاطب عددا من زعماء العرب والاجانب من
خلال رسائلهم منها: رسالتان من الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس
السوفياتي ميخائيل جورباتشوف اكدتا على سياسة بلديهما تجاه ازمة الخليج،
وضرورة انهاء الاحتلال العراقي لدولة الكويت، واعادة الشرعية اليها.
بتاريخ 22 يناير عام 1991م اعرب الشيخ جابر الاحمد عن شكره وتقديره لخادم
الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على الدور الكبير الذي قامت به
المملكة العربية السعودية تجاه الكويت والكويتيين منذ بداية ازمة الاحتلال
العراقي للكويت وحتى عمليات التحرير. جاء ذلك في برقية وجهها الى خادم
الحرمين الشريفين، مؤكدا ان ما قامت به المملكة العربية السعودية كان عملا
بطوليا نادرا، مخاطبا خادم الحرمين الشريفين بان تحمل المسؤولية كاملة غير
منقوصة.. وفيما يلي نص البرقية:
صاحب الجلالة الاخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أما وقد بدأت عمليات تحرير بلدكم الكويت من رجس الطغاة فقد وجب ذكر الفضل
لذويه. اما الشكر، فمهما كانت عباراته فهو لا يفي بما لكم شخصيا، وللشعب
السعودي الكريم من ماّثر. لقد احتضنتمونا من اول يوم المأساة برحابة صدر
لا نظير لها، ولم تدخروا وسعا في تخفيف حدة المصيبة، ثم تحملتم عبء
المبادرة لتحرير بلدكم الكويت، ووضعتم كل امكاناتكم في المقدمة، وهو عمل
بطولي نادر، حيث حملتم عبء المسؤولية كاملة غير منقوصة وبكل سخاء معرضين
شخصكم الكريم وشعبكم النبيل لاعظم المخاطر.
لهذا احببنا ان نذكر بالخير ما غمرتمونا به سائلين المولى ـ جل وعلا ـ ان
يجزيكم عنا وعن ابنائكم اهل الكويت خير الجزاء. فباسم ابنائكم أهل الكويت
وباسمى اقدم لكم جزيل الشكر والعرفان بالجميل، مؤكدا لكم ان ابناء الكويت
الذين احتضنتموهم يضعون انفسهم تحت تصرفكم للمشاركة في حماية أرض المملكة،
ومقدساتها الاسلامية، داعين لكم بالتوفيق والسداد.

حفظ الله المملكة السعودية، وشعبها من كل مكروه
اخوكم
جابر الاحمد الجابر الصباح
امير دولة الكويت

وجاء رد خادم الحرمين الشريفين في اروع صورة من صور الشهامة العربية،
وشفافية الروح، وسمو الوجدان في العلاقة بين بلدين وشعبين. لقد قدم خادم
الحرمين الشريفين لدول العالم، وخاصة الدول العربية والاسلامية اروع نموذج
للعلاقات الانسانية وحسن الجوار بين دولة واخرى نأمل ان يستوعبها البعض
لانها باتت جزءا من مسيرة منطقتنا وتاريخها.. وفيما يلي نص البرقية:
صاحب السمو الاخ جابر الاحمد الصباح
أمير دولة الكويت، خفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد تلقيت ببالغ التقدير برقيتكم الاخوية التي عبرتم فيها عن مشاعركم
النبيلة بصدق المؤمن الواثق من نصر الله منوهين بما مكن الله به البلد
قيادة وشعبا من الوقوف الى جانب الحق وردع العدوان والتصدي للاحتلال
الغاشم، وكلها قيم تنبع من عقيدتنا الاسلامية التي تحض على نصرة الحق ودحض
الباطل. وان وقوف المملكة العربية السعودية الى جانب الكويت الشقيقة منذ
بدء الاحتلال العراقي الاثيم لدولة الكويت، وحتى بدء العمليات الحربية
لتحريرها ان شاء الله، انما يمثل الواجب الاخوي الذي تمليه علينا روابط
العقيدة الاسلامية والدم واللغة، واواصر المودة، وواجب حسن الجوار.
وهو بعد ذلك وقوف الحق في وجه الباطل حتى يعود المعتدي الى طريق الصواب،
وتعود الامور الى ما كانت عليه بمشيئة الله قبل الثاني من اغسطس (آب) لعام
1990م.
أقدر لأخي الكريم ما حملته برقيتكم من مضامين كريمة تنم عن نبل سجاياكم
المعهودة، ونسأل الله العلي القدير ان ينصر كلمة الحق، وان يحمي الكويت
الشقيقة قيادة وشعبا، ويرد عليها سيادتها وامنها واستقرارها تحت قيادتكم
الحكيمة، انه سميع مجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:30 am

أخوكم
فهد بن عبدالعزيز

بتاريخ 25 يناير عام 1991م اشاد الشيخ جابر الاحمد بخطاب الرئيس حسني
مبارك امام مجلس الشعب والشورى المصري، واكد ان الكويتيين لن ينسوا وقوف
مصر مع الحق والعدل. ونوه في برقية شكر وجهها للرئيس مبارك حول ما تضمنه
خطابه من كشف للحقائق. وفيما يلي نص البرقية:
سيادة الاخ الرئيس محمد حسني مبارك، حفظه الله
رئيس جمهورية مصر العربية ـ القاهرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،. وبعد:
فلقد تابعت الاستماع الى خطابكم التاريخي في مجلس الشعب والشورى يوم اول
من امس الخميس، لقد كنتم كما عهدناكم دائما على سجيتكم الكريمة من حيث
الوضوح، فكشفتم الحقائق بدون زيف، كعادتكم كنتم رجل المبادىء الذي يقف مع
الحق والعدل. وهذا ليس مستغربا على ابن الكنانة البار الذي ينطق باسم
الشعب العربي الشقيق في مصر العزيزة.
فباسم شعب الكويت وباسمي تقبلوا يا سيادة الاخ مجددا خالص الشكر وعميق
التقدير على ما تضمنه خطابكم من عبارات اخوية سوف لن ينساهاالكويتيون،
فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وحفظ الله ارض الكنانة وشعبها من كل مكروه،
وسدد على دروب الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم
جابر الاحمد الجابر الصباح
امير دولة الكويت

بتاريخ 3 فبراير عام 1991م غادر وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر
المحمد الاحمد الصباح الى طهران حاملا رسالة خطية من الشيخ جابر الاحمد
الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني تناولت آخر تطورات الوضع في
الخليج.
كما سلم المبعوث رسالة مماثلة الى الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية
مصر العربية وصرح عقب اللقاء الذي استغرق ثماني واربعين دقيقة بانه نقل
رسالة من سمو امير دولة الكويت لاخيه الرئيس محمد حسني مبارك تتعلق باخر
التطورات الراهنة في الخليج، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
بتاريخ 7 فبراير عام 1991م غادر وزير المالية الشيخ علي الخليفة الصباح
الطائف متوجها الى البحرين، ومنها الى الجزائر في اطار جولة رسمية تشمل
سبع دول افريقية، حاملا رسائل من الشيخ جابر الاحمد الى قادة هذه الدول
تتعلق بتحرير الكويت والوضع الراهن في المنطقة.
وفي التاريخ ذاته استقبل الشيخ جابر الاحمد بالطائف الامين العام لمنظمة
المؤتمر الاسلامي الدكتور حامد الغابد الذي اطلعه ـ بصفته رئيس الدورة
الخامسة للمنظمة ـ على النشاطات التي تقوم بها المنظمة في الوقت الراهن،
وخلال حرب تحرير الكويت.
وقال الدكتور الغابد بعد هذا اللقاء: انه تلقى توجيهات وآراء سموه حول سير
العمل في منظمة المؤتمر الاسلامي. واشار الى ان المنظمة تركز نشاطها حاليا
على تنفيذ قرارات مؤتمر وزراء الخارجية المتعلقة بالانسحاب الكامل وغير
المشروط للقوات العراقية من الكويت، وعودة الحكومة الشرعية.
بتاريخ 21 فبراير عام 1991م اكد الشيخ جابر الاحمد رفض الكويت لكل
المبادرات الهادفة الى وقف اطلاق النار دون التزام. ومباشرة النظام
العراقي بالانسحاب من الكويت، وبتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي ذات
الصلة بالقضية الكويتية.
وشدد على ان الحرب الدائرة لتحرير الكويت تمثل جهدا دوليا مشروعا في
مواجهة التعنت العراقي ضد النداءات الدولية كما انها تأتي بعد ان استنكر
العالم بكل مؤسساته عدوانه على دولة الكويت، وسلك جميع السبل السليمة
الكفيلة بحمل النظام العراقي على الانصياع للارادة الدولية... جاء ذلك في
كلمة القاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح
الاحمد الجابر الصباح في الاجتماع المشترك للدول الاعضاء في هيئتي مكتبي
مؤتمر القمة الاسلامي الخامس، والمؤتمر الاسلامي التاسع عشر لوزراء
الخارجية الذي عقد في القاهرة... فقد اكدت الكلمة على: «... ان الحرب
المشروعة والدائرة في منطقتنا، والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الامن 678
لاجبار النظام العراقي على الامتثال للشرعية الدولية، انما تمثل بحق جهدا
دوليا مشروعا في مواجهة التعنت والرفض العراقي المتواصل لكل النداءات
الدولية، كما انها تأتي بعد ان استنفد العالم بكل مؤسساته ومسؤولياته كل
السبل السليمة الكفيلة بحمل النظام العراقي على الانصياع للارادة الدولية.

ومن هنا، فان بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ترفض تلك
المبادرات الهادفة الى وقف اطلاق النار دون التزام، ومباشرة من النظام
العراقي بالانسحاب من الكويت، والالتزام بجميع قرارات مجلس الامن الدولي
ذات الصلة»...
وفي التاريخ ذاته، اي في 21 فبراير عام 1991م، تلقى الشيخ جابر الاحمد
برقيات تهنئة بالعيد الوطني الثلاثين لدولة الكويت من اخوانه قادة الدول
العربية الشقيقة، وقادة الدول الاسلامية والصديقة، عبروا فيها عن تهانيهم
الحارة لشعب الكويت، كما اعربوا فيها عن تضامنهم ومساندتهم لكفاح الشعب
الكويتي وصموده ضد الاحتلال العراقي.
مع خيوط فجر يوم الثلاثاء 26 فبراير 1991م انقشعت الغمة وولى المحتل هاربا
يجر أذيال الخيبة والمهانة والفشل الذريع، تاركا وراءه ـ كأي مجرم حرب في
تاريخ البشرية ـ الدمار والخراب وآلام الثكالى، لكن عزاء الكويت في كل
كلمة هو سيل التهاني التي تلقاها الشيخ جابر الاحمد في اليوم التالي من
قادة دول العالم الشقيقة والصديقة، ورؤساء حكوماتهم، يهنئونه بعودة الكويت
حرة مستقلة، وعودة شعب الكويت وقيادته السياسية الى تراب وطنهم.

تحركات على الساحة الدولية

كان لا بد لحلقة الجهود ان تكتمل، ولا بد ان تتزامن مع الاتصالات
والتحركات على الساحة الخليجية والعربية تحركات قوية واسعة النطاق على
الساحة الدولية، وبخاصة ان الكويت عبر مسيرتها الطويلة، وبسياستها
الخارجية الوسطية المتوازنة، كسبت صداقات دولية في جميع القارات والاقاليم
في العالم، سواء أكان ذلك بين اوساط دول في الشمال ام دول في الجنوب.
ان الاحترام والتقدير الدوليين اللذين يحظى بهما الشيخ جابر الاحمد بين
قادة هذه الدول، كان لهما اسهامهما ـ بلا شك ـ في متانة تلك العلاقات
الدولية بين الكويت، وغيرها من دول العالم، وبخاصة الدول المتقدمة، لدرجة
ان الاتحاد السويسري المعروف بحياده التام في مثل هذه المنازعات الدولية
قد خرج عن حياده، واصدر بيانا سياسيا ندد فيه بالعدوان والاحتلال العراقي
لدولة الكويت.
ان تحالف ثلاث وثلاثين دولة على رأسها الولايات المتحدة الامريكية
وبريطانيا وفرنسا، وبقرار من الشرعية الدولية المتمثلة في الامم المتحدة
ومجلس الامن الدولي من اجل تحرير دولة الكويت من براثن العدوان والاحتلال
العراقي كان له شأن عظيم، ويعني الشيء الكثير بالنسبة لمكانة الكويت
الصغيرة في مساحتها وسكانها بين العمالقة من دول العالم، وهذا ما كان ليتم
لولا جهود وتحركات الشيخ جابر الاحمد على الساحة الدولية منذ الساعات
الاولى للعدوان العراقي، وحتى اللحظات الاخيرة لتحرير الوطن من دنس النظام
العراقي الحاكم في بغداد.
من جهة اخرى، نستطيع القول بان الامم المتحدة عبر تاريخها الطويل لم
تتعامل مع قضية دولية كما تعاملت مع قضية الكويت، فسلسلة القرارات التي
صدرت عنها تباعا، والتي بلغت كما كبيرا في فترة زمنية وجيزة، تشير الى هذه
الحقيقة، كما تؤكد انه قلما حدث ان اتخذت الامم المتحدة قرارات بمثل هذا
العدد حيال نزاع دولي، وفقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
فعلى سبيل المثال، بلغ عدد القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي خلال
الفترة من 2 اغسطس 1990م وحتى 29 نوفمبر عام 1990م (12 قرارا). بدءا من
القرار رقم 660 الخاص بادانة الغزو العراقي للكويت، اضافة الى القرارات
اللاحقة التي تم اتخاذها، وانتهاء بالقرار رقم 1284 الصادر في 18 ديسمبر
عام 1999م، ليصبح مجموع القرارات الصادرة عن مجلس الامن وحده 39 قرارا،
جاءت جميعها ـ فيما عدا القرارات ارقام 662ـ 665 ـ 688 ـ 773 ـ تحت الفصل
السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهذا يمثل وضعا استثنائيا لا يقدم عليه
مجلس الامن الا في حال تعرض الامن والسلم الدوليين للخطر، وهي حال يجب
معها اتخاذ التدابير الدولية كافة، بما في ذلك التدابير العسكرية.
هذه القرارات وغيرها من القرارات الصادرة عن المنظمات المتخصصة التابعة
للامم المتحدة، وتلك الصادرة عن التنظيمات الاقليمية، والتكتلات الدولية
التي قد تربو على خمسين قرارا دوليا، لم تأت تحت ضغوط عاطفية وانسانية، بل
كان خلفهاجهود مضنية لرجال آمنوا بربهم وبالوطن، وارادة وعزيمة صلبة،
وتصميم على تخليص تربة الوطن من رجس الطامعين الطغاة، وكان الشيخ جابر
الاحمد في مقدمة هؤلاء الرجال، يمثل الارادة الكويتية كلها... موجها
ومحفزا وناصحا... وفيما يلي شيء من تلك الجهود العظيمة.
بتاريخ 14 اغسطس عام 1990م اوفد الشيخ جابر الاحمد الى لندن كلا من الشيخ
علي الخليفة الصباح وزير المالية وحبيب جوهر حيات وزير المواصلات، ضمن
جولة لهما في عدد من الدول الاوروبية لتسليم قادتها رسائل تتضمن شكر
الكويت حكومة وشعبا، وتقديرها للمواقف الايجابية لقادة هذه الدول من
الاحتلال العراقي للكويت، والطلب منهم استمرار دعم الحق الكويتي، وفرض
انسحاب قوات الغزو العراقية من الكويت.
وفي 19 اغسطس عام 1990م اوفد الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون
البلدية المهندس فهد عبد الله الحساوي، في جولة لدول اوروبا الشرقية
«بولندا ـ المجر ـ تشيكوسلوفاكيا ـ رومانيا ـ بلغاريا» حاملا رسائل
لقادتها تتعلق بالعدوان العراقي على دولة الكويت، ونتائجه الخطيرة.
بتاريخ 21 اغسطس عام 1990م في مبادرة لملك اسبانيا خوان كارلوس، ومن خلال
اتصال هاتفي، طلب من وزيرين كويتيين يقومان بزيارة لاسبانيا، هما وزير
المالية الشيخ علي الخليفة الصباح، ووزير المواصلات حبيب جوهر حيات، نقل
تحياته للشيخ جابر الاحمد، مشفوعة برسالة شفوية، تقول: «... انني آمل ان
نلتقي قريبا على ارض الكويت المحررة، واذا كان هناك شيء في مقدوري ان
افعله فأنا على اتم الاستعداد»...
وفي 24 اغسطس عام 1990م اجتمع مبعوث تركي رفيع المستوى «وزير الدولة
التركي للشؤون الاقتصادية جوني تنر» الى الشيخ جابر الاحمد، وسلمه رسالة
خاصة من الرئيس التركي تورغوت اوزال تؤكد موقف بلاده الثابت من الاحتلال
العراقي لدولة الكويت، وتطالب بانسحاب قواته، وتمكين النظام الشرعي
الكويتي ممثلا بالشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت، وحكومته التي يرأسها
ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من
ممارسة سلطاته الدستورية.
بتاريخ 27 اغسطس عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير تنزانيا لدى
المملكة العربية السعودية وتسلم منه رسالة من الرئيس التنزاني يؤكد فيها
موقف تنزانيا الرافض للاحتلال العراقي لدولة الكويت، والمطالبة بتطبيق
قرارات مجلس الامن الدولي باسرع وقت ممكن.
وفي التاريخ نفسه استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير كندا لدى المملكة العربية
السعودية، حيث سلمه رسالة من رئيس وزراء كندا، بريان مالا روني تضمنت
تأييد كندا ودعمها للكويت اميرا وحكومة وشعبا ضد الغزو العراقي للاراضي
الكويتية، كما تضمنت شجب كندا لهذا العدوان، ومطالبة القوات العراقية
بالانسحاب الفوري من الاراضي الكويتية الى الحدود التي كانت تقف عندها قبل
العزو في الثاني من اغسطس عام 1990م، وتمكين السلطة الشرعية في البلاد
ممثلة بامير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، وحكومته برئاسة
ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من
ممارسة مهامها وسيادتها على اراضيها.
وفي بيان رسمي كويتي اعرب الشيخ جابر الاحمد عن شكره وتقديره لموقف
الحكومة الكندية من الغزو العراقي للاراضي الكويتية، والدعوة لتمكين
الشرعية الكويتية من ممارسة اختصاصاتها وصلاحياتها على اراضيها.
كما اعلن انه بوقوف جميع الدول المحبة للسلام مع الشرعية الكويتية ستعود الامور ـ بمشيئة الله وعونه ـ الى طبيعتها.
كما استقبل في التاريخ نفسه ايضا، تانور جانكا وزير الدولة بمكتب رئاسة
الجمهورية، والممثل الشخصي لرئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف الذي سلمه
رسالة تتضمن وقوف السنغال الى جانب الكويت في المطالبة وانسحاب القوات
المعتدية من الاراضي الكويتية، وتمكين الشرعية الكويتية من ممارسة
اختصاصاتها على الاراضي الكويتية.
وعلى صعيد اخر وفي التاريخ ذاته، اجتمع مبعوث الشيخ جابر الاحمد وزير
الدولة للشؤون البلدية فهد عبد الله الحساوي مع الرئيس النمساوي كورت
فالدهايم، والمستشار «فرانتس فرانتسكي»، حيث سلم الرئيس رسالة تتعلق
بالعدوان العراقي على دولة الكويت، وآثاره الخطيرة على دول المنطقة.
بتاريخ 29 اغسطس 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من رئيس المجلس
التحضيري للمؤتمر الوطني الكردستاني اللواء الركن «عزيز عقراوي» الذي اعلن
شجبه للغزو العراقي لدولة الكويت، وتضامنه مع الشرعية الكويتية، ممثلة
باميرها الشيخ جابر الاحمد، وحكومته برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء
الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، مؤكدا باسمه وباسم المجلس التحضيري
للمؤتمر الوطني الكردستاني على ضرورة سحب القوات العراقية الغازية من
الاراضي الكويتية، بدون قيد او شرط، وتمكين الشرعية من ممارسة اختصاصها،
ومهامها على الاراضي الكويتية.
بتاريخ 31 اغسطس عام 1990م جرى اتصال هاتفي بين الشيخ جابر الاحمد وبين
الرئيس الامريكي جورج بوش، اعلن على اثره رسميا انه تم خلال الاتصال بحث
آخر المستجدات على الوضع في منطقة الخليج العربي في اعقاب الاحتلال
العراقي الغادر لأراضي دولة الكويت، اضافة الى تداول في العلاقات الثنائية
بين البلدين الصديقين.
وفي التاريخ ذاته قام مستشار السفارة البريطانية لدى دولة الكويت بنقل
رسالة من رئيسة الحكومة البريطانية مارجريت تاتشر الى الشيخ جابر الاحمد
حول الاحتلال العراقي لدولة الكويت والمستجدات على الساحة الخليجية
والدولية نتيجة لهذا العدوان والاحتلال.
بتاريخ 1 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير جمهورية النيجر
لدى المملكة العربية السعودية، حيث قام السفير بتسليم رسالة من علي شعيبو
رئيس جمهورية النيجر.
كما استقبل ايضا، في التاريخ نفسه، سفير جمهورية المكسيك لدى دولة الكويت،
الذي قام بتسليم رسالة من الرئيس المكسيكي كارلوس سالينياس. وقد تضمت
الرسالتان تأييد البلدين لحقوق الشعب الكويتي، مع مطالبتهما بانسحاب فوري
«غير مشروط» للقوات العراقية من الكويت.
بتاريخ 4 سبتمبر عام 1990م نقل وزير المالية الشيخ علي الخليفة الصباح
رسالة من الشيخ جابر الاحمد الى رئيس وزراء اليابان توشكي تايغو، تضمنت
شكر الكويت للتأييد الياباني الجريء للقضية الكويتية، وتأييدها فرض عقوبات
ضد العراق المعتدي، منوها الى احتجاز العراق للرهائن اليابانيين، ومؤيدا
لجميع الاجراءات والخطوات التي تتخذها الحكومة اليابانية للافراج عن هؤلاء
الابرياء من مواطنيها.
من جانبه، ابلغ رئيس الوزراء الياباني مبعوث امير دولة الكويت ان اليابان
تؤيد قرار الامم المتحدة الذي يدعو العراق الى سحب قواته من الكويت، وعودة
الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الى وطنه، وان اليابان ستبذل اقصى جهدها
للمساعدة على اعادة السلام والاستقرار لمنطقة الخليج.
وفي 5 سبتمبر عام 1990م اكد الشيخ جابر الاحمد بان ابناء الشعب الكويتي
وقيادته السياسية لن يدخروا جهدا، وسوف يبذلون الغالي والنفيس في سبيل
تحرير الكويت من قوات الغزو العراقية، وقد جاء هذا التأكيد، خلال جلسة
محادثات عقدها مع وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر في اطار الجولة التي
قام بها في دول المنطقة.
كما اشاد بدور الولايات المتحدة الامريكية التي قامت بالتزاماتها على اكمل
وجه، وقال في حديث لعدد من الصحفيين المرافقين لوزير الخارجية الامريكي:
«...اننا لا نمانع ابدا في المساهمة بتغطية تكاليف الجهد العسكري، وكم
اتمنى ان تنتهي هذه المسألة بأسرع وقت ممكن باعتمادنا على انفسنا وعلى
الاصدقاء...».
واضاف: «... اننا نأمل ان تكون العودة قريبة، وفي سبيل ذلك لا يهم الثمن»....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:31 am

رغم مرارة الاحتلال وتكاليفه تبرعت بـ 2 مليون دولار لليونيسيف من أجل
رعاية أطفال العالم الثالث العالم يهرع لنصرة الكويت وقيادتها الشرعية
الحلقة الثانية والثلاثون

وتستمر جهود سمو الامير الشيخ جابر الأحمد امير البلاد المفدى حفظه الله
لجلب التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة في مواجهة الغزو الصدامي
الغاشم للكويت وفي 6 سبتمبر عام 1990 وجه الشيخ جابر الاحمد رسالتين
منفصلتين الى كل من الرئيس الامريكي جورج بوش، والرئيس السوفييتي ميخائيل
غورباتشوف وذلك بمناسبة اجتماع القمة في «هلسنكي» بين الطرفين وفيمايلي نص
الرسالتين:

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس جورج بوش الموقر،
رئيس الولايات المتحدة الامريكية،،،
تحية وتقديراً،
تمر بلادي الكويت بلحظات حرجة في تاريخها، وهي ترزح تحت نير الاحتلال
العراقي الغاشم، الذي نشط بكل حقد، وشراسة الى تقويض البنية الاساسية
لدولة عضو في الامم المتحدة، والمنظمات الدولية الاخرى، ولها اسهاماتها في
البناء الحضاري الانساني لعلاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم.
واليوم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم والرئيس السوفييتي ميخائيل
غورباتشوف في «هلسنكي» بفنلندا، للتداول في الوضع الخطير الذي يخيم على
منطقة الخليج جراء احتلال الجيش العراقي الغاشم لدولة الكويت منذ فجر
الثاني من اغسطس الماضي، ورفض قوات الاحتلال بكل تعنت وصلف وغطرسة
الانصياع للارادة الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الامن الدولي... فإنني
اود ان اسجل، بالاصالة عن نفسي، ونيابة عن الشعب الكويتي، اعتزازنا
وتقديرنا لمواقف الولايات المتحدة الامريكية المبدئية التي كان لها دور
مؤثر وفعال في حشد طاقات المجتمع الدولي لاستصدار قرارات مجلس الامن
الدولي بشأن احتلال الكويت، والتي اكدت رفض الشرعية الدولية للعدوان
العراقي، ومطالبة العراق المعتدي بسحب قواته فوراً ودون قيد او شرط من
الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية الكويتية من استئناف مهامها كالمعتاد.

أيها الصديق العزيز،،
انني اخاطب فيكم رجل الدولة العظمى التي يتحمل مسؤولياتها الدولية
والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن، واشاعة السلام في العالم. اعمالاً
لميثاق الامم المتحدة الذي يكفل الحماية والضمانة للدول الصغيرة مثل
الكويت من ان تتعرض لشطط قوى الشر والعدوان التي قد تشذ عن الارادة
الدولية، وتبطش بالشعوب الآمنة المسالمة، مما يعرض العالم لويلات الحروب
والدمار.

فخامة الرئيس،،
انني وشعب الكويت الصامد ننتظر من هذا اللقاء المهم موقفاً حاسماً يعيد
الحق الى نصابه، ويدحر الظلم والعدوان، وذلك لا يأتي الا باتخاذ الاجراءات
الحاسمة التي من شأنها ارغام العراق المعتدي على التنفيذ الكامل لقرارات
مجلس الامن الدولي دون مماطلة، او تسويف. ذلك انه لم يعد ثمة امل في نجاح
اية مبادرة دبلوماسية لعلاج الوضع المتفاقم بالخليج نتيجة لتعنت النظام
العراقي المعتدي وصلفه.
وانني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم، باسمي ونيابة عن حكومة وشعب
الكويت، عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولة الذي تضطلع به الولايات
المتحدة الامريكية برئاستكم في مجابهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت،
فانني اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح، ولكم التوفيق،،

جابر الأحمد الصباح
امير دولة الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس ميخائيل غورباتشوف.
رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية،،،
تحية وتقديراً

يهمني في هذه اللحظات التاريخية والحرجة التي تمر بها بلادي الكويت ان
اخاطبكم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم مع الرئيس الامريكي جورج بوش في
«هلسنكي» بفنلندا، لبحث الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج في اعقاب
الاحتلال العراقي الغادر لدولة الكويت اعتباراً من الثاني من اغسطس
الماضي، وسعي المحتل الغاشم بكل حقد وغطرسة الى تحطيم البنية الاساسية
لدولة الكويت، متحدياً في ذلك ارادة المجتمع الدولي التي افصحت عنها
قرارات مجلس الامن الدولي.
فخامة الرئيس،،،
انني اذ اسجل بالتقدير والاعتزاز موقف الاتحاد السوفييتي الايجابي الداعم
لقرارات مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال العراقي للكويت، فانني اؤكد ايضا
ان الدول الصغيرة مثل دولة الكويت تتطلع دائماً الى ان تتحمل دولتكم
العظمى مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن واشاعة
السلام في العالم، وذلك بالدفاع عن ميثاق الامم المتحدة، والوقوف بحزم ضد
العراق المعتدي الذي استخف بالارادة الدولية التي عبرت عنها قرارات مجلس
الامن الدولي، ومن ثم فانكم تشاركونني الرأي يا فخامة الرئيس ان العالم
سيتعرض للقلاقل وويلات الحروب والدمار، لو تركت الشعوب الصغيرة المسالمة
عرضة لمطامع وبطش وتنكيل قوى الشر والعدوان، التي تشذ عن الشرعية الدولية.


فخامة الرئيس،،
انني وشعب الكويت الصامد، بل وجميع الشعوب المحبة للسلام، ننتظر من لقائكم
التاريخي موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر قوى الظلم والعدوان،
وذلك لا يكون الا باتخاذ الاجراءات الفعالة التي من شأنها ان ترغم العراق
المعتدي على احترام الارادة الدولية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن
الدولي دون مماطلة او تسويف، وانني على ثقة بأنكم في ذلك اللقاء ستتوصلون
الى كل ما من شأنه الحفاظ على الشرعية الدولية، وارغام المعتدي على سحب
قواته دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية من استئناف
مهامها كالمعتاد، خاصة انه لم يعد ثمة فرصة لنجاح اية مبادرة دبلوماسية،
وذلك نظراً لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه.

فخامة الرئيس،،
انني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم باسمي، ونيابة عن حكومة وشعب
الكويت عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولية الذي يضطلع بها الاتحاد
السوفييتي تحت قيادتكم لمواجهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني
اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح ولكم التوفيق،،،

جابر الأحمد الصباح
أمير دولة الكويت

وبتاريخ 8 سبتمبر عام 1990 استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير استراليا لدى
دولة الكويت، حيث تسلم رسالة من رئيس وزراء استراليا بوب هوك تتعلق بأوضاع
المنطقة والعدوان العراقي على دولة الكويت، مشيراً الى استعداد استراليا
لدعم حق الكويت في الحرية والاستقلال الوطني، والوقوف بجانب الكويت حتى
يتحقق لها النصر.
بتاريخ 17 سبتمبر عام 1990 وجه رئيس المؤتمر القومي الاشوري بالولايات
المتحدة الامريكية «الدكتور سركوت داديشو» رسالة الى الشيخ جابر الاحمد
جاء فيها: «... ان صدام حسين يكشف اليوم عن حقيقته ووجهه الاصلي الى كل
بلدان العالم المحبة للسلام بعد الغزو غير القانوني، وغير الشرعي لدولة
الكويت، وجعل العالم كله في مواجهته نتيجة هذا العمل المعادي لكل القيم
الانسانية ومبادىء سيادة الوطن واستقلاله..».
واضاف الدكتور «داديشو» في رسالته: «... انه انطلاقاً من المسؤولية
التاريخية ازاء الشعب العراقي، وبهدف توحيد نضاله وتعبئة طاقاته الوطنية،
وفي سبيل تأمين مقومات انتصاره على النظام الارهابي واسقاطه، وحل جميع
مؤسساته القمعية والارهابية، فإن قيادة المؤتمر القومي الاشوري بجميع
منظماته السياسية والاجتماعية في جميع انحاء العالم تدين وبشدة كل ما
يرتكبه الدكتاتور المجرم صدام حسين، وتضع جميع طاقاتها تحت تصرفكم من اجل
اعادة دولة الكويت الى اصحابها الشرعيين، كما كانت عليه قبل الثاني منة
اغسطس، والعمل على اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، واقامة حكم ائتلاف
وطني ديمقراطي يستند في سياسته وبرامجه على مهام الميثاق واهدافه، عراقياً
وعربياً ودولياً..»
بتاريخ 21 سبتمبر عام 19990 وجه الرئيس الامريكي جورج بوش دعوة للشيخ جابر
الاحمد لزيارة واشنطن يوم 28 من الشهر ذاته، وابلغ الناطق بلسان البيت
الابيض، «رومان بوباديك» الصحفيين ان هذه الزيارة ستكون فرصة لتجديد
التزام الولايات المتحدة وموقفها الثابت من حرية واستقلال دولة الكويت،
ودعمها في كفاحها ضد القوات العراقية الغازية.
ووصف الناطق الزيارة بأنها «زيارة عمل رسمية» تسبقها زيارة الى نيويورك
لالقاء كلمة الكويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة حول العدوان
والاحتلال العراقي لدولة الكويت.
بتاريخ 25 سبتمبر عام 1990 توجه الشيخ جابر الاحمد الى الولايات المتحدة
لحضور الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك،
وكانت محطته الثانية واشنطن للقيام بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدة،
بناء على الدعوة التي وجهت له من الرئيس الامريكي جورج بوش.
بتاريخ 26 سبتمبر عام 1990 اعرب الشيخ جابر الاحمد في نيويورك عن امله في
ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل
للغزو البربري والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها. وقال مخاطباً رجال
الاعلام وشبكات التلفزيون والاذاعة اثناء استقبالهم له في مطار نيويورك:
«... جئت لاقدم الشكر للدول والحكومات الممثلة في الامم المتحدة، هذه
المؤسسة التي تلعب الدور الاساسي في العلاقات الدولية الجديدة، والتي تضع
كل الدول والشعوب المحبة للسلام آمالها عليها. كما جئت لاشكر الشعب
الامريكي والارادة الامريكية على موقفها الانساني تجاه الكويت، شعباً
وبلداً...».
وأضاف: «... ان الثوابت الاساسية التي اقرتها المنظمة العالمية ـ الامم
المتحدة ـ من خلال مجلس الامن، هي ثوابت اساسية بالنسبة لقضيتنا وهي اجلاء
المحتل وانسحابه من الكويت العزيزة، وعودة الشرعية بكل ما تتضمنه هذه
الثوابت من حقوق ثابتة للكويت والكويتيين...».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:31 am

ويمضي، فيقول: «... اود ان اشير الى ان ما يقوم به
الجيش المحتل من نهب وتدمير واعتداء واعمال غير مسبوقة في اي احتلال عرفته
البشرية في السابق، هي اعمال غير انسانية وبشعة، اعتدت على حريات
المواطنين والمقيمين في الكويت. لقد رفضت القوة المحتلة دخول الصليب
الاحمر الدولي الى الكويت لتفقد الحالات الانسانية، وذلك ايضا اجراء غير
مسبوق ولا معروف في الاعراف العالمية، كما رفضت القوة المحتلة دخول صدر
الدين آغا خان ممثل الامين العام للامم المتحدة السيد دي كويلار لشؤون
النازحين الى الكويت..».
واختتم كلمته قائلاً: «... ان رجائي هو ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده
لقضيتنا، قضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري، والاعتداء
الاثيم على الكويت وشعبها...».
بتاريخ 27 سبتمبر عام 1990 التقى الشيخ جابر الاحمد والسكرتير العام للامم
المتحدة خافييز بيريز دي كويلار، كما عقد اجتماعاً مع رئيس الجمعية العامة
للامم المتحدة في دورتها الخامسة والاربعين،ثم القى كلمة الكويت امام
الجمعية العامة بحضور ما يزيد عن ستين رئيس دولة، جاء فيها: «... جئت
اليكم حاملاً رسالة شعب احب السلام وعمل من اجله..» وهنا دوت قاعة
المؤتمرات في مبنى الامم المتحدة بالتصفيق، فكان بحق هو يوم الكويت في
الامم المتحدة وامام العالم.
ثم يمضي حاملاً رسالة الكويت الى العالم، فيقول: «.. انها رسالة شعب كانت
ارضه بالامس القريب منارة للتعايش السلمي والرخاء بين الامم، وها هو اليوم
بين شريد هائم يحتضن الامل، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه ان
يستسلم..».
وبصوت حازم وبنبرة واثقة شابها التأثر عندما نطق بعبارة «وطني الحبيب»، ثم
يستكمل رسالة شعبه الى العالم قائلاً: «... جئت اليكم لاطلعكم على هول
المحنة والعذاب اللذين نعيشهما في الداخل والخارج..» معرباً لممثلي الدول
عن امله في الا يترددوا اطلاقا في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحمل المعتدين
والغزاة على اعادة الشرعية والتراجع عن همجيتهم. وهنا اشار الشيخ جابر
الاحمد الى ان عزاءنا الوحيد هو موقف دول العالم بجانب الحق الكويتي،
طارحاً مطالب شعب الكويت وحكومة الكويت بضرورة انسحاب القوات العراقية
الغازية فوراً من دون قيد او شرط.


مشدداً على رسالة الكويت التاريخية في محاربة مشكلة الفقر في العالم، وهي
الرسالة التي نقلها الى المجتمع الدولي قبل عامين، والتي اعلن بموجبها ان
الكويت قررت الغاء الفوائد على قروضها كافة، مع الوعد باعادة النظر في
اصول هذه القروض.
وفي نهاية رسالته خاطب ابناء شعبه، مبشراً: «سنعود الى كويتنا كما عهدناها
دار امن وأمان» عندها صفق الحضور واقفين لاكثر من ثلاث دقائق.
وكان في استقبال الشيخ جابر الاحمد ما يزيد عن 60 رئيس دولة و90 رئيس
حكومة ووزيراً وسفيراً، وقفوا عندما دخل القاعة مصفقين لفترة طويلة،
شاركهم في ذلك جمهور غفير من المراقبين في التحية والتصفيق. هذا المشهد
المؤثر كان له ردود فعل عالية منقطعة النظير، نذكر منها:
1ـ ابدى الرئيس الامريكي جورج بوش اعجابه الشديد «بوقفة التصفيق» التي
امتدت اكثر من ثلاث دقائق بعد ان انهى الشيخ جابر الاحمد كلمته امام
الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث علق قائلاً: «ان مثل هذه الوقفة لم
يحدث مثلها في الامم المتحدة من قبل، وكان المشهد مؤثراً».
واضاف: «كنت سفيراً هناك في الامم المتحدة، ولم اشاهد ابداً شيئاً مشابها،
وهو ما يبين ان العالم يدعم بقوة وتصميم ما نحاول تحقيقه».
2ـ تتصدر صور الشيخ جابر الاحمد وعباراته مساحة كبيرة في الصفحات الاولى
للصحف الاجنبية والعربية، وقد نشرت كبريات الصحف الامريكية مثل: «نيويورك
تايمز»، و «واشنطن بوست»، وغيرها صوراً له على صفحاتها الاولى، وهو يلقي
كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
3ـ ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف غير الاعتيادي
الذي حظي به الشيخ جابر الاحمد والوفد المرافق، وكانت شبكات التلفزيون
الامريكية قد ابرزت في نشرتها الاخبارية خطابه، وقامت شبكة (CNN)
الاخبارية بقطع برامجها العادية، حيث بثت الخطاب بكامله، كما نشرت صحيفة
«نيويورك تايمز» تعليقات لدبلوماسيين عرب وغيرهم، اعربوا فيها عن تقديرهم
لخطاب الشيخ جابر الاحمد ودعمهم لنضال الشعب الكويتي.
وعلى امتداد الوطن العربي تناولت الصحف العربية خطاب الشيخ جابر الاحمد
امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فقد اشارت صحيفة الاتحاد الظبيانية
بانها رسالة من امير دولة الكويت قوبلت بالتصفيق لاكثر من ثلاث دقائق في
الامم المتحدة. كما اشارت صحيفة الراية القطرية بان كلمة صاحب السمو امير
دولة الكويت، جاءت لتؤكد صوت الكويت من اعلى منبر في الاسرة الدولية.
أما في بيروت فقد تصدر الخطاب الصفحات الاولى في الصحف اللبنانية، وفي
دمشق استأثر خطاب الشيخ جابر الاحمد باهتمام وسائل الاعلام السورية
المرئية والمسموعة والمقروءة. وكذلك كانت الحال في جمهورية مصر العربية،
حيث تصدرت كلمته صدر الصحف اليومية.
في التاريخ نفسه اي في 27 سبتمبر عام 1990م غادر موفد الشيخ جابر الاحمد
وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى العاصمة
الايرانية طهران، لنقل رسالة شفوية الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي
رفسنجاني تتعلق بالعلاقات الثنائية، وتطور الاوضاع بالمنطقة. هذا وقد
التقى الوزير خلال وجوده في طهران بالمواطنين الكويتيين الذين اضطرتهم
ظروف الاحتلال الى ترك بلدهم.
بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى البيت الابيض في
الساعة الحادية عشرة والربع قبل الظهر حسب توقيت واشنطن، وكان في استقباله
مئات اللافتات والاعلام الكويتية يرفعها ما يزيد عن 2000 مواطن كويتي
وعربي واجنبي تدعو الى تحرير الكويت. وقد تمهل موكبه ليلقي التحية على
هؤلاء المشاركين في مسيرة صامتة دعما للمقاومة الكويتية وصمود الشعب
الكويتي ودعوة لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقية.
وفي نهاية محادثاته الرسمية قال الشيخ جابر الاحمد مخاطبا الرئيس
الامريكي: ان موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على
الكويت هو انعكاس صادق لالتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية، وان
ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم ينسجم تماما مع ما
عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والانصاف.
وانهى كلمته التي القاها في حديقة البيت الابيض قائلا: لقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم من تطابق تام في وجهات النظر.
وفي مأدبة غداء العمل التي اقامها الرئيس الامريكي جورج بوش اعرب الشيخ
جابر الاحمد للرئيس الامريكي عن امله في ان يستقبل فخامته على ارض الكويت
المحررة. وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس،،،
لقد سعدت بزيارة عاصمة بلادكم العظيمة، وكنت اتمنى ان نسعد بلقائكم في
مدينة الكويت عاصمة بلادنا لولا ان حالت ظروف العدوان العراقي علينا دون
ذلك مؤقتا، ان شاء الله فما زلنا نتطلع ويتطلع معنا شعب الكويت الى
استقبال فخامتكم على ارض الكويت المحررة.
وانه ليسرني يا فخامة الرئيس ان اكرر التعبير لكم ولشعبكم العظيم عن مشاعر
التقدير والصداقة العميقة التي تكنها لكم الكويت. ولقد اثبت وقوفنا معا في
وجه الغدر والعدوان ان علاقة بلدينا تقف على قاعدة صلبة من القيم
والمبادىء المشتركة، والتي كانت بدورها الدليل الذي سار على هديه ما قام
وتنامى بين الولايات المتحدة والكويت من تعاون مثمر في شتى الميادين.
إن موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو
انعكاس صادق لتواصل ايمان والتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية
التي أسست عليها ومن أجلها الولايات المتحدة الامريكية. ان وقوف المجتمع
الدولي متحدا الى جانبنا ضد العدوان والاحتلال اللذين يمثلان اقصى درجات
الخرق لحقوق الانسان، لدليل أكيد على عزم دول وشعوب العالم اجمع على وضع
حد نهائي للعدوان المسلح كاداة من ادوات السياسة الخارجية لاي دولة خاصة
وقد ولج في حقبة تسودها اجواء السلام والتوافق والتعاون والتفاؤل. واننا
لننظر باعجاب الى دور فخامتكم وبلادكم في ارساء وتعزيز اسس هذه الحقبة.

فخامة الرئيس،،
ان موقفكم العادل الى جانبنا في هذه المحنة، يمثل رفضا قاطعا للعدوان بكل صوره واشكاله، أيا كان مصدره ومهما كانت ذرائعه.
ان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم واجراءاتكم
ازاء عدوان العراق على بلدي الكويت الذي كانت حقوق الانسان الكويتي اول
واهم ضحاياه، منسجما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس
العدل والاصناف، ذلك الايمان الذي يجمع بين دول وشعوب العالم المتحضر.
ولقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم صباح هذا اليوم من تطابق تام في
وجهات النظر حول الامور التي تم التطرق اليها، الامر الذي يعبر بصدق عن
المستوى المتقدم الذي ارتقت اليه العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين.

وشكرا فخامة الرئيس
في التاريخ نفسه اي في 28 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في
مقر الوفد الدائم لدولة الكويت في نيويورك سالم سالم امين عام منظمة
الوحدة الافريقية، الذي حمل له تأييد المنظمة لجميع الخطوات المتخذة
لتحرير دولة الكويت، داعيا النظام العراقي الى الانسحاب الفوري دون قيد او
شرط من الاراضي الكويتية، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها
وسيادتها.
وكان الشيخ جابر الاحمد قد امضى في الاول من اكتوبر يوما حافلا
بالاجتماعات والمحادثات فقد اجتمع مع رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر،
والرئيس الاجنتيني كارلوس منعم، ووزير خارجية فرنسا رولان دوما، كما تناول
الغداء على مأدبة اقامها السكرتير العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي
كويلار.
ففي لقائه مع رئيسة الحكومة البريطانية الذي دام ما يزيد عن 30 دقيقة،
تناول البحث التطورات في المنطقة وتعزيز الاجراءات الدولية لارغام العراق
على الانسحاب من الكويت. وكانت تاتشر قد اعلنت قبل لقائها مع الشيخ جابر
الاحمد: ان الخيار العسكري موجود، وان حشد القوات ما زال مستمرا، ولا بد
ان نكون جاهزين لمواجهة اي تطورات.
وفي حوار مع شبكة (cnn) الاخبارية اضافت تاتشر: «انت لا يمكن ان تتفاوض مع واحد اغتصب وغزى بلدك واستولى على ممتلكاتك».
وعلى صعيد لقائه بوزير الخارجية الفرنسي ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية انه
لا صحة لما اشيع ان هناك حوارا بين باريس وبغداد واكدت هذه المصادر، انه
لا يمكن اجراء اي نقاش مفيد مع العراق الا بعد الاستجابة لشرطين مسبقين
هما: انسحاب القوات العراقية من الكويت واطلاق سراح الرهائن.
وعلى صعيد اخر، كان اطفال الكويت نجوم مؤتمر القمة العالمي للطفولة الذي
عقد في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت اوسع قمة تعقد على مستوى
العالم، حيث وصفها نائب رئيس المؤتمر موسى تراوري بقوله: لم يحصل ابدا مثل
هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها وسبب هذا المؤتمر هم
الاطفال.
وقد ضمت القمة 71 رئيس دولة وحكومة و69 وزير خارجية ووصفها الامين العام
للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار بانها تمثل التزاما على اعلى مستوى
لبناء نظام عالمي يحفظ اغلى موارد الجنس البشري.
وكان الشيخ جابر الاحمد وحده من بين رؤساء دول الشرق الاوسط الذي شارك في
القاء كلمة الكويت امام هذا الحشد الكبير، وقد اشار معظم المتحدثين الى
كلمته وركزوا في خطاباتهم على حق اطفال الكويت للعيش في سلام.. وفيما يلي
نص الكلمة التي القاها امام مؤتمر القمة العالمي للطفولة يوم 29 سبتمبر
عام 1990م.

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،،
ارجو ان تسمحوا لي، وبعد ان ناقشنا باهتمام وموضوعية قضايا الطفولة في
العالم في هذه القمة الدولية الاولى، التي تمثل في نظرنا عقدا دوليا من
العمل الحكومي والشعبي الواسع لخير الاطفال في العالم، ان اوجه بالغ
الامتنان والتقدير لعقد مثل هذه القمة في هذا المكان الذي يجمع كل العالم
والامم.
وفي الدعوة لعقد مثل هذه القمة الدولية يظهر التعاون الدولي جليا واضحا
بين دول العالم الثالث والدول المتقدمة. وهو طابع العصر القادم وعنوانه في
السنوات القادمة ألا وهو التعاون الدولي من اجل السلام والحرية، وحق
الشعوب في ان تقرر مصيرها.

السيد الرئيس،،
ان قضية العناية بالطفل تعني في حقيقة الامر العناية بالاسرة والمجتمع.
والطفل هو ثروة المجتمع الحقيقية، وهو مستقبله، وان كنا نريد عالما اكثر
رحابة وتسامحا ونموا، فعلينا ان نؤكد اهمية الطفل، وحقوقه التي هي جزء لا
يتجزأ من حقوق الانسان.

السيد الرئيس،،
لقد قدمت الكويت للاطفال في العديد من دول العالم ما بوسعها في مجالات شتى
عن طريق دعم المنظمات العالمية المعنية برعاية الطفولة في العالم، سواء
أكان الدعم ماليا ام طبيا ام تعليميا، كما احتضنت الكويت الجمعية الكويتية
لتقدم الطفولة العربية، وتهتم هذه الجمعية بالاطفال العرب.
لقد كانت نظرتنا الى الطفل اهتماما بالانسان كانسان، وتلبية مطالبه الانسانية والنفسية والصحية والاجتماعية.

السيد الرئيس،،
ان قيمنا الانسانية المشتركة تدعونا الى الاعتناء الشديد بالطفل والعلاقات
الاسرية والابوية، كما تدعونا قيمنا الروحية الى العيش بسلام واطمئنان
وتقديم العون للاخرين ما امكن ذلك، وهذا ما تدعو له كل الديانات.
ونحن نجتمع اليوم لمناقشة قضية اطفال العالم التي هي قضيتنا، ارجو ان
اذكركم والعالم بما يتعرض له اطفالنا ـ اطفال الكويت ـ من عذاب عظيم ومشقة
فائقة، وما تتعرض له امهاتهم من تنكيل وتعذيب، وما يتعرض له مجتمعهم من
تشريد ومطاردة، وما يتعرض له وطنهم، وطني الكويت من جراء احتلال غاشم غادر
لا يرعى حرمة ولا يتوقف عند محرمات، لقد كان اطفال الكويت ينعمون برعاية
شاملة، حرصنا ان نقدمها لهم ايمانا منا بانهم عدة المستقبل وذخر الايام
القادمة، واليوم نجد انفسنا امام غاصب، غادر يحتل الكويت ويشرد اهلها، ومن
اول ما قام به دلالة على نكرانه لكل القيم الانسانية ان اتجه بعدوانه الى
اطفال الكويت، ومن بعض ما فعله انه القى بالاطفال ناقصي النمو الى خارج
المستشفيات، واقفل اجهزة العناية المركزة وحاضنات الاطفال ناقصي النمو،
ونقل مخزون البلازما من بنك الدم الى خارج الكويت، وذلك من جملة ما هدم من
دور رعاية الاطفال، والعجزة والمسنين، واخلاء المستشفيات من المرضى، بعد
ان دمر احياء باطفالها ونسائها وشيوخها.

السيد الرئيس،،
ان اطفال الكويت اليوم هم ما بين مقيم على خوف ورعب، وما بين مشرد في بقاع
شتى من العالم، حرموا بالغدر والخديعة من الرعاية، وواجب العالم ان يتذكر
انه كلما شاهد اطفال العالم يحملون كتبهم وكراريسهم متجهين الى مدارسهم،
يتذكر ان هناك اطفالا في الكويت محرمون ليس من الرعاية الصحية والمدرسية
فحسب بل تم حرمانهم من ابسط مقومات الحياة ايضا وفي هذه القمة الكبيرة
استصرخ باسم اطفال الكويت ضمائركم، هنا في داخل هذه القاعة، وهناك على
امتداد المعمورة شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، ان تقفوا مع اطفال الكويت، مع
ابنائي واهلي، فهم يعانون من اضطهاد وظلم المحتل المغتصب وان تهبوا لحماية
حقوقهم الانسانية التي تكفلها اتفاقية حقوق الطفل العالمية التي وقعتها
الكويت مؤخرا، وندعوكم الى دعم حقوقنا الشرعية والتطبيق الكامل لقرارات
مجلس الامن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:31 am

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس ميخائيل غورباتشوف.
رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية،،،
تحية وتقديراً

يهمني في هذه اللحظات التاريخية والحرجة التي تمر بها بلادي الكويت ان
اخاطبكم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم مع الرئيس الامريكي جورج بوش في
«هلسنكي» بفنلندا، لبحث الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج في اعقاب
الاحتلال العراقي الغادر لدولة الكويت اعتباراً من الثاني من اغسطس
الماضي، وسعي المحتل الغاشم بكل حقد وغطرسة الى تحطيم البنية الاساسية
لدولة الكويت، متحدياً في ذلك ارادة المجتمع الدولي التي افصحت عنها
قرارات مجلس الامن الدولي.
فخامة الرئيس،،،
انني اذ اسجل بالتقدير والاعتزاز موقف الاتحاد السوفييتي الايجابي الداعم
لقرارات مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال العراقي للكويت، فانني اؤكد ايضا
ان الدول الصغيرة مثل دولة الكويت تتطلع دائماً الى ان تتحمل دولتكم
العظمى مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن واشاعة
السلام في العالم، وذلك بالدفاع عن ميثاق الامم المتحدة، والوقوف بحزم ضد
العراق المعتدي الذي استخف بالارادة الدولية التي عبرت عنها قرارات مجلس
الامن الدولي، ومن ثم فانكم تشاركونني الرأي يا فخامة الرئيس ان العالم
سيتعرض للقلاقل وويلات الحروب والدمار، لو تركت الشعوب الصغيرة المسالمة
عرضة لمطامع وبطش وتنكيل قوى الشر والعدوان، التي تشذ عن الشرعية الدولية.


فخامة الرئيس،،
انني وشعب الكويت الصامد، بل وجميع الشعوب المحبة للسلام، ننتظر من لقائكم
التاريخي موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر قوى الظلم والعدوان،
وذلك لا يكون الا باتخاذ الاجراءات الفعالة التي من شأنها ان ترغم العراق
المعتدي على احترام الارادة الدولية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن
الدولي دون مماطلة او تسويف، وانني على ثقة بأنكم في ذلك اللقاء ستتوصلون
الى كل ما من شأنه الحفاظ على الشرعية الدولية، وارغام المعتدي على سحب
قواته دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية من استئناف
مهامها كالمعتاد، خاصة انه لم يعد ثمة فرصة لنجاح اية مبادرة دبلوماسية،
وذلك نظراً لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه.

فخامة الرئيس،،
انني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم باسمي، ونيابة عن حكومة وشعب
الكويت عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولية الذي يضطلع بها الاتحاد
السوفييتي تحت قيادتكم لمواجهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني
اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح ولكم التوفيق،،،

جابر الأحمد الصباح
أمير دولة الكويت

وبتاريخ 8 سبتمبر عام 1990 استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير استراليا لدى
دولة الكويت، حيث تسلم رسالة من رئيس وزراء استراليا بوب هوك تتعلق بأوضاع
المنطقة والعدوان العراقي على دولة الكويت، مشيراً الى استعداد استراليا
لدعم حق الكويت في الحرية والاستقلال الوطني، والوقوف بجانب الكويت حتى
يتحقق لها النصر.
بتاريخ 17 سبتمبر عام 1990 وجه رئيس المؤتمر القومي الاشوري بالولايات
المتحدة الامريكية «الدكتور سركوت داديشو» رسالة الى الشيخ جابر الاحمد
جاء فيها: «... ان صدام حسين يكشف اليوم عن حقيقته ووجهه الاصلي الى كل
بلدان العالم المحبة للسلام بعد الغزو غير القانوني، وغير الشرعي لدولة
الكويت، وجعل العالم كله في مواجهته نتيجة هذا العمل المعادي لكل القيم
الانسانية ومبادىء سيادة الوطن واستقلاله..».
واضاف الدكتور «داديشو» في رسالته: «... انه انطلاقاً من المسؤولية
التاريخية ازاء الشعب العراقي، وبهدف توحيد نضاله وتعبئة طاقاته الوطنية،
وفي سبيل تأمين مقومات انتصاره على النظام الارهابي واسقاطه، وحل جميع
مؤسساته القمعية والارهابية، فإن قيادة المؤتمر القومي الاشوري بجميع
منظماته السياسية والاجتماعية في جميع انحاء العالم تدين وبشدة كل ما
يرتكبه الدكتاتور المجرم صدام حسين، وتضع جميع طاقاتها تحت تصرفكم من اجل
اعادة دولة الكويت الى اصحابها الشرعيين، كما كانت عليه قبل الثاني منة
اغسطس، والعمل على اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، واقامة حكم ائتلاف
وطني ديمقراطي يستند في سياسته وبرامجه على مهام الميثاق واهدافه، عراقياً
وعربياً ودولياً..»
بتاريخ 21 سبتمبر عام 19990 وجه الرئيس الامريكي جورج بوش دعوة للشيخ جابر
الاحمد لزيارة واشنطن يوم 28 من الشهر ذاته، وابلغ الناطق بلسان البيت
الابيض، «رومان بوباديك» الصحفيين ان هذه الزيارة ستكون فرصة لتجديد
التزام الولايات المتحدة وموقفها الثابت من حرية واستقلال دولة الكويت،
ودعمها في كفاحها ضد القوات العراقية الغازية.
ووصف الناطق الزيارة بأنها «زيارة عمل رسمية» تسبقها زيارة الى نيويورك
لالقاء كلمة الكويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة حول العدوان
والاحتلال العراقي لدولة الكويت.
بتاريخ 25 سبتمبر عام 1990 توجه الشيخ جابر الاحمد الى الولايات المتحدة
لحضور الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك،
وكانت محطته الثانية واشنطن للقيام بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدة،
بناء على الدعوة التي وجهت له من الرئيس الامريكي جورج بوش.
بتاريخ 26 سبتمبر عام 1990 اعرب الشيخ جابر الاحمد في نيويورك عن امله في
ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل
للغزو البربري والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها. وقال مخاطباً رجال
الاعلام وشبكات التلفزيون والاذاعة اثناء استقبالهم له في مطار نيويورك:
«... جئت لاقدم الشكر للدول والحكومات الممثلة في الامم المتحدة، هذه
المؤسسة التي تلعب الدور الاساسي في العلاقات الدولية الجديدة، والتي تضع
كل الدول والشعوب المحبة للسلام آمالها عليها. كما جئت لاشكر الشعب
الامريكي والارادة الامريكية على موقفها الانساني تجاه الكويت، شعباً
وبلداً...».
وأضاف: «... ان الثوابت الاساسية التي اقرتها المنظمة العالمية ـ الامم
المتحدة ـ من خلال مجلس الامن، هي ثوابت اساسية بالنسبة لقضيتنا وهي اجلاء
المحتل وانسحابه من الكويت العزيزة، وعودة الشرعية بكل ما تتضمنه هذه
الثوابت من حقوق ثابتة للكويت والكويتيين...».
ويمضي، فيقول: «... اود ان اشير الى ان ما يقوم به الجيش المحتل من نهب
وتدمير واعتداء واعمال غير مسبوقة في اي احتلال عرفته البشرية في السابق،
هي اعمال غير انسانية وبشعة، اعتدت على حريات المواطنين والمقيمين في
الكويت. لقد رفضت القوة المحتلة دخول الصليب الاحمر الدولي الى الكويت
لتفقد الحالات الانسانية، وذلك ايضا اجراء غير مسبوق ولا معروف في الاعراف
العالمية، كما رفضت القوة المحتلة دخول صدر الدين آغا خان ممثل الامين
العام للامم المتحدة السيد دي كويلار لشؤون النازحين الى الكويت..».
واختتم كلمته قائلاً: «... ان رجائي هو ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده
لقضيتنا، قضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري، والاعتداء
الاثيم على الكويت وشعبها...».
بتاريخ 27 سبتمبر عام 1990 التقى الشيخ جابر الاحمد والسكرتير العام للامم
المتحدة خافييز بيريز دي كويلار، كما عقد اجتماعاً مع رئيس الجمعية العامة
للامم المتحدة في دورتها الخامسة والاربعين،ثم القى كلمة الكويت امام
الجمعية العامة بحضور ما يزيد عن ستين رئيس دولة، جاء فيها: «... جئت
اليكم حاملاً رسالة شعب احب السلام وعمل من اجله..» وهنا دوت قاعة
المؤتمرات في مبنى الامم المتحدة بالتصفيق، فكان بحق هو يوم الكويت في
الامم المتحدة وامام العالم.
ثم يمضي حاملاً رسالة الكويت الى العالم، فيقول: «.. انها رسالة شعب كانت
ارضه بالامس القريب منارة للتعايش السلمي والرخاء بين الامم، وها هو اليوم
بين شريد هائم يحتضن الامل، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه ان
يستسلم..».
وبصوت حازم وبنبرة واثقة شابها التأثر عندما نطق بعبارة «وطني الحبيب»، ثم
يستكمل رسالة شعبه الى العالم قائلاً: «... جئت اليكم لاطلعكم على هول
المحنة والعذاب اللذين نعيشهما في الداخل والخارج..» معرباً لممثلي الدول
عن امله في الا يترددوا اطلاقا في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحمل المعتدين
والغزاة على اعادة الشرعية والتراجع عن همجيتهم. وهنا اشار الشيخ جابر
الاحمد الى ان عزاءنا الوحيد هو موقف دول العالم بجانب الحق الكويتي،
طارحاً مطالب شعب الكويت وحكومة الكويت بضرورة انسحاب القوات العراقية
الغازية فوراً من دون قيد او شرط.


مشدداً على رسالة الكويت التاريخية في محاربة مشكلة الفقر في العالم، وهي
الرسالة التي نقلها الى المجتمع الدولي قبل عامين، والتي اعلن بموجبها ان
الكويت قررت الغاء الفوائد على قروضها كافة، مع الوعد باعادة النظر في
اصول هذه القروض.
وفي نهاية رسالته خاطب ابناء شعبه، مبشراً: «سنعود الى كويتنا كما عهدناها
دار امن وأمان» عندها صفق الحضور واقفين لاكثر من ثلاث دقائق.
وكان في استقبال الشيخ جابر الاحمد ما يزيد عن 60 رئيس دولة و90 رئيس
حكومة ووزيراً وسفيراً، وقفوا عندما دخل القاعة مصفقين لفترة طويلة،
شاركهم في ذلك جمهور غفير من المراقبين في التحية والتصفيق. هذا المشهد
المؤثر كان له ردود فعل عالية منقطعة النظير، نذكر منها:
1ـ ابدى الرئيس الامريكي جورج بوش اعجابه الشديد «بوقفة التصفيق» التي
امتدت اكثر من ثلاث دقائق بعد ان انهى الشيخ جابر الاحمد كلمته امام
الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث علق قائلاً: «ان مثل هذه الوقفة لم
يحدث مثلها في الامم المتحدة من قبل، وكان المشهد مؤثراً».
واضاف: «كنت سفيراً هناك في الامم المتحدة، ولم اشاهد ابداً شيئاً مشابها،
وهو ما يبين ان العالم يدعم بقوة وتصميم ما نحاول تحقيقه».
2ـ تتصدر صور الشيخ جابر الاحمد وعباراته مساحة كبيرة في الصفحات الاولى
للصحف الاجنبية والعربية، وقد نشرت كبريات الصحف الامريكية مثل: «نيويورك
تايمز»، و «واشنطن بوست»، وغيرها صوراً له على صفحاتها الاولى، وهو يلقي
كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
3ـ ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف غير الاعتيادي
الذي حظي به الشيخ جابر الاحمد والوفد المرافق، وكانت شبكات التلفزيون
الامريكية قد ابرزت في نشرتها الاخبارية خطابه، وقامت شبكة (cnn)
الاخبارية بقطع برامجها العادية، حيث بثت الخطاب بكامله، كما نشرت صحيفة
«نيويورك تايمز» تعليقات لدبلوماسيين عرب وغيرهم، اعربوا فيها عن تقديرهم
لخطاب الشيخ جابر الاحمد ودعمهم لنضال الشعب الكويتي.
وعلى امتداد الوطن العربي تناولت الصحف العربية خطاب الشيخ جابر الاحمد
امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فقد اشارت صحيفة الاتحاد الظبيانية
بانها رسالة من امير دولة الكويت قوبلت بالتصفيق لاكثر من ثلاث دقائق في
الامم المتحدة. كما اشارت صحيفة الراية القطرية بان كلمة صاحب السمو امير
دولة الكويت، جاءت لتؤكد صوت الكويت من اعلى منبر في الاسرة الدولية.
أما في بيروت فقد تصدر الخطاب الصفحات الاولى في الصحف اللبنانية، وفي
دمشق استأثر خطاب الشيخ جابر الاحمد باهتمام وسائل الاعلام السورية
المرئية والمسموعة والمقروءة. وكذلك كانت الحال في جمهورية مصر العربية،
حيث تصدرت كلمته صدر الصحف اليومية.
في التاريخ نفسه اي في 27 سبتمبر عام 1990م غادر موفد الشيخ جابر الاحمد
وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى العاصمة
الايرانية طهران، لنقل رسالة شفوية الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي
رفسنجاني تتعلق بالعلاقات الثنائية، وتطور الاوضاع بالمنطقة. هذا وقد
التقى الوزير خلال وجوده في طهران بالمواطنين الكويتيين الذين اضطرتهم
ظروف الاحتلال الى ترك بلدهم.
بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى البيت الابيض في
الساعة الحادية عشرة والربع قبل الظهر حسب توقيت واشنطن، وكان في استقباله
مئات اللافتات والاعلام الكويتية يرفعها ما يزيد عن 2000 مواطن كويتي
وعربي واجنبي تدعو الى تحرير الكويت. وقد تمهل موكبه ليلقي التحية على
هؤلاء المشاركين في مسيرة صامتة دعما للمقاومة الكويتية وصمود الشعب
الكويتي ودعوة لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقية.
وفي نهاية محادثاته الرسمية قال الشيخ جابر الاحمد مخاطبا الرئيس
الامريكي: ان موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على
الكويت هو انعكاس صادق لالتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية، وان
ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم ينسجم تماما مع ما
عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والانصاف.
وانهى كلمته التي القاها في حديقة البيت الابيض قائلا: لقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم من تطابق تام في وجهات النظر.
وفي مأدبة غداء العمل التي اقامها الرئيس الامريكي جورج بوش اعرب الشيخ
جابر الاحمد للرئيس الامريكي عن امله في ان يستقبل فخامته على ارض الكويت
المحررة. وفيما يلي نص الكلمة:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:32 am

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس،،،
لقد سعدت بزيارة عاصمة بلادكم العظيمة، وكنت اتمنى ان نسعد بلقائكم في
مدينة الكويت عاصمة بلادنا لولا ان حالت ظروف العدوان العراقي علينا دون
ذلك مؤقتا، ان شاء الله فما زلنا نتطلع ويتطلع معنا شعب الكويت الى
استقبال فخامتكم على ارض الكويت المحررة.
وانه ليسرني يا فخامة الرئيس ان اكرر التعبير لكم ولشعبكم العظيم عن مشاعر
التقدير والصداقة العميقة التي تكنها لكم الكويت. ولقد اثبت وقوفنا معا في
وجه الغدر والعدوان ان علاقة بلدينا تقف على قاعدة صلبة من القيم
والمبادىء المشتركة، والتي كانت بدورها الدليل الذي سار على هديه ما قام
وتنامى بين الولايات المتحدة والكويت من تعاون مثمر في شتى الميادين.
إن موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو
انعكاس صادق لتواصل ايمان والتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية
التي أسست عليها ومن أجلها الولايات المتحدة الامريكية. ان وقوف المجتمع
الدولي متحدا الى جانبنا ضد العدوان والاحتلال اللذين يمثلان اقصى درجات
الخرق لحقوق الانسان، لدليل أكيد على عزم دول وشعوب العالم اجمع على وضع
حد نهائي للعدوان المسلح كاداة من ادوات السياسة الخارجية لاي دولة خاصة
وقد ولج في حقبة تسودها اجواء السلام والتوافق والتعاون والتفاؤل. واننا
لننظر باعجاب الى دور فخامتكم وبلادكم في ارساء وتعزيز اسس هذه الحقبة.

فخامة الرئيس،،
ان موقفكم العادل الى جانبنا في هذه المحنة، يمثل رفضا قاطعا للعدوان بكل صوره واشكاله، أيا كان مصدره ومهما كانت ذرائعه.
ان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم واجراءاتكم
ازاء عدوان العراق على بلدي الكويت الذي كانت حقوق الانسان الكويتي اول
واهم ضحاياه، منسجما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس
العدل والاصناف، ذلك الايمان الذي يجمع بين دول وشعوب العالم المتحضر.
ولقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم صباح هذا اليوم من تطابق تام في
وجهات النظر حول الامور التي تم التطرق اليها، الامر الذي يعبر بصدق عن
المستوى المتقدم الذي ارتقت اليه العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين.

وشكرا فخامة الرئيس
في التاريخ نفسه اي في 28 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في
مقر الوفد الدائم لدولة الكويت في نيويورك سالم سالم امين عام منظمة
الوحدة الافريقية، الذي حمل له تأييد المنظمة لجميع الخطوات المتخذة
لتحرير دولة الكويت، داعيا النظام العراقي الى الانسحاب الفوري دون قيد او
شرط من الاراضي الكويتية، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها
وسيادتها.
وكان الشيخ جابر الاحمد قد امضى في الاول من اكتوبر يوما حافلا
بالاجتماعات والمحادثات فقد اجتمع مع رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر،
والرئيس الاجنتيني كارلوس منعم، ووزير خارجية فرنسا رولان دوما، كما تناول
الغداء على مأدبة اقامها السكرتير العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي
كويلار.
ففي لقائه مع رئيسة الحكومة البريطانية الذي دام ما يزيد عن 30 دقيقة،
تناول البحث التطورات في المنطقة وتعزيز الاجراءات الدولية لارغام العراق
على الانسحاب من الكويت. وكانت تاتشر قد اعلنت قبل لقائها مع الشيخ جابر
الاحمد: ان الخيار العسكري موجود، وان حشد القوات ما زال مستمرا، ولا بد
ان نكون جاهزين لمواجهة اي تطورات.
وفي حوار مع شبكة (cnn) الاخبارية اضافت تاتشر: «انت لا يمكن ان تتفاوض مع واحد اغتصب وغزى بلدك واستولى على ممتلكاتك».
وعلى صعيد لقائه بوزير الخارجية الفرنسي ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية انه
لا صحة لما اشيع ان هناك حوارا بين باريس وبغداد واكدت هذه المصادر، انه
لا يمكن اجراء اي نقاش مفيد مع العراق الا بعد الاستجابة لشرطين مسبقين
هما: انسحاب القوات العراقية من الكويت واطلاق سراح الرهائن.
وعلى صعيد اخر، كان اطفال الكويت نجوم مؤتمر القمة العالمي للطفولة الذي
عقد في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت اوسع قمة تعقد على مستوى
العالم، حيث وصفها نائب رئيس المؤتمر موسى تراوري بقوله: لم يحصل ابدا مثل
هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها وسبب هذا المؤتمر هم
الاطفال.
وقد ضمت القمة 71 رئيس دولة وحكومة و69 وزير خارجية ووصفها الامين العام
للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار بانها تمثل التزاما على اعلى مستوى
لبناء نظام عالمي يحفظ اغلى موارد الجنس البشري.
وكان الشيخ جابر الاحمد وحده من بين رؤساء دول الشرق الاوسط الذي شارك في
القاء كلمة الكويت امام هذا الحشد الكبير، وقد اشار معظم المتحدثين الى
كلمته وركزوا في خطاباتهم على حق اطفال الكويت للعيش في سلام.. وفيما يلي
نص الكلمة التي القاها امام مؤتمر القمة العالمي للطفولة يوم 29 سبتمبر
عام 1990م.

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،،
ارجو ان تسمحوا لي، وبعد ان ناقشنا باهتمام وموضوعية قضايا الطفولة في
العالم في هذه القمة الدولية الاولى، التي تمثل في نظرنا عقدا دوليا من
العمل الحكومي والشعبي الواسع لخير الاطفال في العالم، ان اوجه بالغ
الامتنان والتقدير لعقد مثل هذه القمة في هذا المكان الذي يجمع كل العالم
والامم.
وفي الدعوة لعقد مثل هذه القمة الدولية يظهر التعاون الدولي جليا واضحا
بين دول العالم الثالث والدول المتقدمة. وهو طابع العصر القادم وعنوانه في
السنوات القادمة ألا وهو التعاون الدولي من اجل السلام والحرية، وحق
الشعوب في ان تقرر مصيرها.

السيد الرئيس،،
ان قضية العناية بالطفل تعني في حقيقة الامر العناية بالاسرة والمجتمع.
والطفل هو ثروة المجتمع الحقيقية، وهو مستقبله، وان كنا نريد عالما اكثر
رحابة وتسامحا ونموا، فعلينا ان نؤكد اهمية الطفل، وحقوقه التي هي جزء لا
يتجزأ من حقوق الانسان.

السيد الرئيس،،
لقد قدمت الكويت للاطفال في العديد من دول العالم ما بوسعها في مجالات شتى
عن طريق دعم المنظمات العالمية المعنية برعاية الطفولة في العالم، سواء
أكان الدعم ماليا ام طبيا ام تعليميا، كما احتضنت الكويت الجمعية الكويتية
لتقدم الطفولة العربية، وتهتم هذه الجمعية بالاطفال العرب.
لقد كانت نظرتنا الى الطفل اهتماما بالانسان كانسان، وتلبية مطالبه الانسانية والنفسية والصحية والاجتماعية.

السيد الرئيس،،
ان قيمنا الانسانية المشتركة تدعونا الى الاعتناء الشديد بالطفل والعلاقات
الاسرية والابوية، كما تدعونا قيمنا الروحية الى العيش بسلام واطمئنان
وتقديم العون للاخرين ما امكن ذلك، وهذا ما تدعو له كل الديانات.
ونحن نجتمع اليوم لمناقشة قضية اطفال العالم التي هي قضيتنا، ارجو ان
اذكركم والعالم بما يتعرض له اطفالنا ـ اطفال الكويت ـ من عذاب عظيم ومشقة
فائقة، وما تتعرض له امهاتهم من تنكيل وتعذيب، وما يتعرض له مجتمعهم من
تشريد ومطاردة، وما يتعرض له وطنهم، وطني الكويت من جراء احتلال غاشم غادر
لا يرعى حرمة ولا يتوقف عند محرمات، لقد كان اطفال الكويت ينعمون برعاية
شاملة، حرصنا ان نقدمها لهم ايمانا منا بانهم عدة المستقبل وذخر الايام
القادمة، واليوم نجد انفسنا امام غاصب، غادر يحتل الكويت ويشرد اهلها، ومن
اول ما قام به دلالة على نكرانه لكل القيم الانسانية ان اتجه بعدوانه الى
اطفال الكويت، ومن بعض ما فعله انه القى بالاطفال ناقصي النمو الى خارج
المستشفيات، واقفل اجهزة العناية المركزة وحاضنات الاطفال ناقصي النمو،
ونقل مخزون البلازما من بنك الدم الى خارج الكويت، وذلك من جملة ما هدم من
دور رعاية الاطفال، والعجزة والمسنين، واخلاء المستشفيات من المرضى، بعد
ان دمر احياء باطفالها ونسائها وشيوخها.

السيد الرئيس،،
ان اطفال الكويت اليوم هم ما بين مقيم على خوف ورعب، وما بين مشرد في بقاع
شتى من العالم، حرموا بالغدر والخديعة من الرعاية، وواجب العالم ان يتذكر
انه كلما شاهد اطفال العالم يحملون كتبهم وكراريسهم متجهين الى مدارسهم،
يتذكر ان هناك اطفالا في الكويت محرمون ليس من الرعاية الصحية والمدرسية
فحسب بل تم حرمانهم من ابسط مقومات الحياة ايضا وفي هذه القمة الكبيرة
استصرخ باسم اطفال الكويت ضمائركم، هنا في داخل هذه القاعة، وهناك على
امتداد المعمورة شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، ان تقفوا مع اطفال الكويت، مع
ابنائي واهلي، فهم يعانون من اضطهاد وظلم المحتل المغتصب وان تهبوا لحماية
حقوقهم الانسانية التي تكفلها اتفاقية حقوق الطفل العالمية التي وقعتها
الكويت مؤخرا، وندعوكم الى دعم حقوقنا الشرعية والتطبيق الكامل لقرارات
مجلس الامن.

وشكرا السيد الرئيس،،
وبتاريخ 2 اكتوبر عام 21990م استقبل الشيخ جابر الاحمد بمقر الوفد الدائم
لدولة الكويت لدى الامم المتحدة في نيويورك رئيس وزراء جمهورية سانت كيتس
ودينيفيس والوفد المرافق له كما استقبل وزير خارجية دولة قطر مبارك الخاطر
والوفد المرافق له. كذلك استقبل رئيس جمهورية فنزويلا كارلوس اندريز بيريز
والوفد المرافق له.
وعلى صعيد اخر، استقبل الرئيس ايون اليسكو رئيس جمهورية رومانيا والوفد
المرافق له، كما استقبل الامين العام لمنظمة الطفولة العالمية اليونيسيف
جيمس جراند والوفد المرافق له، كما استقبل ايضا الأمير سعود الفيصل وزير
خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة.
هذا، وتلقى الشيخ جابر الاحمد دعوة رسمية لزيارة جمهورية تشيكو سلوفاكيا،
نقلها اليه الرئيس التشيكي فاكلاف هافيل عندما اجتمع اليه بالمقر الدائم
لوفد الكويت في الامم المتحدة في نيويورك،
بتاريخ 6 اكتوبر عام 1990م اجتمع مبعوث فرنسي مع الشيخ جابر الاحمد وابلغه
التزام فرنسا بالقرارات التي اصدرها مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال
العراقي للكويت.
وقال بيان رسمي كويتي: ان المبعوث هو السفير بوزارة الخارجية الفرنسية جان
بريو وقد اكد موقف فرنسا الثابت من قرارات مجلس الامن المتعلقة بدولة
الكويت، كما بحث العلاقات بين البدين الصديقين.
بتاريخ 11 اكتوبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة خطية من رئيس
جمهورية بروندي بيير بويا تتعلق بالعدوان العراقي على دولة الكويت
والعلاقات الثنائية بين البلدين، وقد قام وزير الخارجية والتعاون في
بروندي بتسليم الرسالة بالطائف.
بتاريخ 17 اكتوبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس
البلغاري جيوجيليف. وقال بيان رسمي: ان الرسالة تناولت العلاقة الثنائية
بين البلدين وقد سلمها النائب الاول لوزير الخارجية البلغاري فيليب او
شبيكوف وسفير بلغاريا لدى الكويت اناناس مانتشيف.
وبتاريخ 18 اكتوبر عام 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من رئيس
جمهورية موريشيوس. وقام بتسليم الرسالة وزير خارجية موريشيوس اثناء
استقباله له بحضور سفير موريشيوس لدى دولة الكويت، والتي تضمنت دعم
موريشيوس المطلق للحق الكويتي، وادانة العدوان والاحتلال العراقي للكويت.
وبتاريخ 22 اكتوبر عام 1990م، وصل الشيخ جابر الاحمد الى باريس في زيارة
عمل رسمية استمرت يوما واحدا، أجرى خلالها محادثات رسمية مع الرئيس
الفرنسي فرانسوا ميتران. وقد اتت هذه الزيارة في اطار جولة واسعة شملت
الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.
وأكدت مصادر قصر الاليزيه بان المباحثات الكويتية الفرنسية تناولت تطورات
الوضع في الخليج، ودراسة سبل تنفيذ القرارات الاخيرة لمجلس الامن الداعية
الى الانسحاب الشامل للقوات العراقية من كامل الاراضي الكويتية.
وأكدت هذه المصادر رفض باريس للانسحاب الجزئي، واصرارها على الانسحاب الشامل.
وفي اطار التحركات الجارية لانهاء ازمة الخليج وتحقيق الانسحاب الشامل،
فان باريس قد تحولت خلال الايام الاخيرة الى مركز لكل الاتصالات الجارية
بين مختلف القوى المعنية بالاحتلال العراقي للكويت، وسبل انهائه.
وفي مؤتمر صحفي قبل قيام الشيخ جابر الاحمد بزيارة العمل الرسمية لباريس،
ادان الرئيس ميتران أية محاولات عراقية لمسح الهوية الوطنية الكويتية، من
خلال احلال عراقيين آخرين مكان الشعب الكويتي الذي يطرد من بلاده يوميا.
وبتاريخ 23 اكتوبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى لندن في زيارة عمل
قصيرة اجرى خلالها محادثات مهمة مع رئيسة الحكومة مارغريت تاتشر.
وقالت مصادر بريطانية رسمية ان المحادثات ستعقد في مقر رئاسة الحكومة «10
داوننغ ستريت»، وستتركز على الجهود المبذولة لانهاء الاحتلال العراقي
للكويت.
وقد سبق للشيخ جابر الاحمد ان التقى رئيسة الحكومة البريطانية قبل شهر على
هامش قمة الطفولة التي عقدت في نيويورك، حيث نقل اليها شكر الكويت على
الموقف الحازم الذي وقفته من العدوان العراقي على الكويت.
وفي التاريخ ذاته صدر تأكيد من الجانبين الكويتي والبريطاني اثر جولة
المحادثات المهمة بين الطرفين بان حل الكارثة التي خلفها الاحتلال العراقي
للكويت في الثاني من اغسطس 1990م لا يكون الا بانسحاب عراقي فوري من
الاراضي الكويتية كلها، وعودة الشرعية الحاكمة لارض الكويت لتمارس حقوقها
المشروعة على تراب وطنها.
وقالت مصادر بريطانية مسؤولة: ان رئيسة الحكومة اكدت على عدم وجوب مكافأة
العدوان، مشددة على ان صدام حسين يجب الا يستفيد ادنى درجة من غزوه
للكويت.
كما نقلت مصادر بريطانية رسمية عن الزعيمين اتفاقهما على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي بالكامل دون تراجع او ابطاء.
وافادت هذه المصادر ان الشيخ جابر الاحمد نقل الى الشعب البريطاني شكر شعب
الكويت على ما قام به من اجل انهاء احتلال بلده، وارغام المعتدي على
الانسحاب واشارت هذه المصادر ـ ايضا ـ الى ان الامير ابلغ رئيسة الحكومة
بنتائج اجتماعات المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة، ووقوف جميع ابناء الكويت
صفا واحدا ضد الاحتلال، والتمسك بعودة الشرعية لممارسة مهامها الطبيعية.
وقد جاء في بيان اصدره مقر رئاسة الوزراء البريطانية في «10 داوننغ ستريت» ما يؤكد افادة هذه المصادر.
وبتاريخ 30 اكتوبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد المبعوث الخاص
للرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف عضو المجلس الرئاسي بفجيني بريماكوف
والوفد المرافق له، حضر الاجتماع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد
العبد الله السالم الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ
صباح الاحمد الجابر الصباح.
وقد صرح مصدر كويتي مسؤول عقب الاجتماع، ان الكويت تعرب عن تقديرها للجهود
التي يبذلها الاتحاد السوفييتي من اجل تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي
المتعلقة بالاحتلال العراقي للكويت.
وقال متحدث باسم الرئيس السوفييتي «فيتالي اغناتونكو»: ان جولة المبعوث
الخاص للرئيس السوفييتي للشرق الاوسط ترتبط بالجهود الدولية الرامية الى
تسوية لأزمة الخليج، ونوه الى ان هناك ميولا تفيد بان الاعتماد على
الاجراءات السياسية وحدها قد طال اكثر مما يجب، وانه آن الاوان لاتخاذ
اجراءات اكثر حزما.
من جهة اخرى، اشار متحدث رسمي سوفييتي اخر «غينادي غيرا سيموف» ان موسكو
لم تكن تصوت فقط لصالح القرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي يوم الاثنين
الماضي، بل شاركت في صنعه، مشيرا الى اهمية المقترحات التي تضمنها القرار
الموجه الى السكرتير العام للمنظمة الدولية والدول كافة، لبذل الجهود
الدبلوماسية من اجل التوصل الى حل سلمي لازمة الخليج.
وبتاريخ 5 نوفمبر عام 1990م، وبعد ان قابل الشيخ جابر الاحمد، اكد وزير
الخارجية الامريكي جيمس بيكر ان ازمة الخليج قد دخلت مرحلة جديدة، وألمح
الى ان الخيار العسكري بات اكثر احتمالا في المرحلة الجديدة مما كان عليه
في مرحلة الردع الاولى.
وبتاريخ 6 نوفمبر عام 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس
الهنغاري تناولت العلاقات المتينة التي تربط البلدين الصديقين، وقام بنقل
الرسالة اليه مبعوث الرئيس الهنغاري وكيل وزارة الخارجية الدكتور تاماشي
كاتون، وقد عبر فيها عن تأييد بلاده ودعمها المطلق لجميع الخطوات التي
اتخذت لتحرير دولة الكويت.
بتاريخ 8 نوفمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير خارجية الصين
كيانكيشان، حيث سلمه رسالة من الرئيس الصيني يانغ شانغ كونغ... وقال بيان
كويتي رسمي صادر عن الديوان الاميري، ان الرسالة تناولت آخر تطورات
الاوضاع في منطقة الخليج، والعلاقات الطيبة التي تربط بين الشعبين
والبلدين الصديقين، واضاف البيان، ان الرسالة تضمنت كذلك تجديد الدعوة
للامير لزيارة الصين في الموعد الذي يراه مناسبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AL.5'9RY
Admin
Admin
AL.5'9RY


ذكر
عدد الرسائل : 308
الوظيفه : مدير اعمال إبليس :p
رقم العضويه : 6
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 12:33 am

الموضوع بيكون مثبت لتعم الفائدهـ

Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Q8.TMNT
Admin
Admin
Q8.TMNT


ذكر
عدد الرسائل : 140
رقم العضويه : 8
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته   سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 8:19 pm

مشكور ويعطيك العافية وما تقصر وموضوعك وايد مفيد

تسلم على مجهودك الرائع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيره الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــنتديات الخضري  :: المنتديات العامه :: منتدى الوطن وأمراء الوطن-
انتقل الى: